على امتداد شارع محمد علي بوسط مدينة الإسماعيلية، حيث تقع نيابة الجلاء العسكرية بجوار قيادة الجيش الثاني الميداني، تظاهر العشرات من القوى السياسية المختلفة وصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء من أقران المصور الصحفي محمد صبري، مراسل رويترز، احتجاجا على قرار إلقاء القبض عليه ومثوله أمام محاكمة عسكرية بتهمة تصويره منشآت عسكرية. وعلى مدار ساعتين متواصلتين، ورغم سقوط الأمطار الثلجية، هتف المتظاهرون ضد محاكمة المدنين عسكرين، رافعين لافتات تضامنية مع صحفي الحدود دون عليها مطالبهم بإطلاق سراحه وإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. وهتف المتظاهرون "محاكمة عسكرية ليه.. هو إحنا في سجن ولا إيه"، "اكتب على سور الزنزانة.. حكم العسكر عملوا خيانة"، "محمد صبري.. فينك.. فينك.. حكم العسكر بينا وبينك"، "ثوار أحرار هنكمل المشوار". وحاولت القيادات العسكرية إقناع المتظاهرين بطبيعة المرحلة الراهنة وأهمية الحفاظ على أمن البلاد، وخاصة سيناء، وأن وجود مثل تلك الصور التي تم العثور عليها على كاميرا "صبري" أثارت الشك، وأن التحقيقات جارية في عدالة وشفافية، وأنه لا تهاون مع أي من يحاول العبث بأمن البلاد، إلا أن المتظاهرين نجحوا في إقناع القيادات العسكرية بأهمية التظاهر السلمي والتضامني لرفع معنويات الصحفي المحبوس، وخاصة أن قناعتهم تؤكد لهم أنه كان يؤدي واجبه الصحفي بعيدا عن الجاسوسية، مؤكدين على إصرارهم على إلغاء المحاكمات العسكرية. فيما لم يشفع بكاء والدة صحفي الحدود وزوجته لدى القوات العسكرية بالسماح لهن لرؤية "صبري" والاطمئنان عليه، "نفسي أشوف ابني"، بهذه الكلمات بدأت الأم حديثها، موجهة رسالة مباشرة لرئيس الجمهورية بسرعة التدخل للإفراج عن نجلها، خاصة وأنه ليس مواطنا عاديا عثر معه على صور عسكرية ولكنه صحفي ممارس وأن طبيعة شغله تتطلب منه الانفراد في التغطيات الصحفية.