في منزل متهالك بحارة الصايغ بحلمية الزيتون، وداخل شقة من حجرة واحدة وصالة، استقر ب"علاء" الحال هو وزوجته وابنه وابنته للعيش مع والدته المسنة، بعد 18 عاما من عناء البحث عن شقة تؤويه، قضاها "كعب داير" بين مكاتب محافظة القاهرة، وانتهت بتوقيع لجنة الإسكان بشقق المحافظة ب"مرفوض". الحكاية بدأت عام 1998، عندما تقدم علاء عبدالرحمن علي إبراهيم، الموظف بالإدارة المركزية للرقابة والمتابعة بمحافظة القاهرة بطلب لإدارة بحوث الإسكان من أجل الحصول على شقة من الشقق التي تخصصها المحافظة لأصحاب الحالات القاسية، واضطر وقتها للانتظار 3 سنوات لعمل المعاينة والبحث على حالته، "البحث اتعمل في 2001، وأثبتت نتيجته أحقيتي، ولكن بعد انتظار الشقة 3 سنين كمان، صدر قرار من محافظة القاهرة الأسبق عبدالعظيم وزير بإلغاء بحوث الإسكان". خلال تلك الفترة، بدأت رحلة معاناة أخرى ل"علاء"، حيث تزوج في عام 2003 في إحد شقق الإيجار الجديد، والتي أرهقته بسبب ضعف راتبه، الذي لا يتجاوز 1020 جنيها، يخصم منها 200 جنيها، قسط لقرض حصل عليه ليعينه على المعيشة، ورغم كل هذه الأعباء، طرد من الشقة في عام 2013، بسبب انتهاء مدة العقد، وخلال تلك المدة، تقدم الرجل الأربعيني بطلب جديد لمحافظة القاهرة من أجل الحصول على الشقة. اضطر "علاء" للجوء إلى شقة والدته الضيقة، التي لا تتسع أكثر من فردين أو ثلاثة، "ذهبت للإقامة مع والدتي في شقتها، ومش مرتاحين في السكن لضيق الشقة، وانا عندي 4 إخوة رجالة، وأولادهم وزوجتهم، بيزوروا باستمرار والدتي، وده كمان كان من أسباب عدم راحتنا في الشقة". عاد "علاء" من جديد إلى شقة بالإيجار بعد حالة عدم الارتياح، التي شعر بها في سكن والدته، "اخترت أقل إيجار ممكن، وكان 400 جنيه، ولكني لم أتحمله، بسبب ظروفي الصعبة، ورجعت من جديد على شقة والدتي على أمل البت في أمر البحث، وأحصل على الشقة". وأخيرا جاءت لجنة من المحافظة لمعاينة شقة والدته الكائنة ب15 حارة الصايغ في حي حلمية الزيتون بمنطقة عين شمس، وذلك بعد أكثر من 8 أعوام على تقديم طلبه، ليفاجأ في النهاية وبعد قرابة 20 عاما من البحث عن شقة، بقرار اللجنة بعدم استحقاقه.