شقة فى مساكن دمياط الجديدة حلم طالما راود الشاب الدمياطى كثيراً، فحلموا بالاستقرار وتكوين أسرة مثلهم مثل شباب العالم إلا أن الحلم تحطم بمجرد فتح الباب للتقديم ومفاجأة الجميع بشروط تعجيزية لا قبل لهم بها. فرغم أن الإسكان الاقتصادى بالمدن الجديدة خلق لمساعدة متوسطى الدخل والمقبل على الزواج بأسعار فى متناولهم، والذى يبدأ حياته براتب بالكاد يكفى بعض مصاريف المعيشة إلا أن الجميع فوجئ بأن مقدم الشقة 25 ألف جنيه، إضافة إلى متوسط دخل خمسة آلاف جنيه فى الشهر!! وكأن من وضع تلك الشروط منفصل عن واقع الحياة وبالتالى حالة من الغضب اجتاحت المجتمع الدمياطى لإحساسهم بالظلم وضيق اليد وخاصة أنهم فى حالة احتقان سابقة للسماح بشباب المحافظات الأخرى بامتلاك شقق فى المحافظة، مما أضعف إمكاناتهم فى الحصول على شقة فى السنوات الماضية على الرغم من عدم إعطاء ذات الحق لأبناء دمياط فى تلك المحافظات. يقول محمد جمال، محاسب، 30 سنة تخرجت فى الجامعة وأخذت أبحث عن عمل أربع سنوات حتى جاءت لى الفرصة للسفر إلى السعودية بفيزا حرة وعملت محاسب بثلاثة آلاف جنيه أستطيع توفير نصفهم وانتظرت بفارغ الصبر فتح باب التقديم فى شقق الإسكان الاجتماعى لتحقيق حلمى بامتلاك شقة ولكن للأسف فوجئت بأن أقل مقدم خمسة وعشرون ألف جنيه إلى جانب متوسط دخل شهرى خمسة آلاف جنيه ومعنى ذلك أن أمامى على الأقل خمس سنوات كى أستطيع تلبية تلك الشروط فى حالة لم ترتفع مرة أخرى، وهذا مستحيل طبعاً. وطالب سعيد الغزلانى نجار «45 سنة»، بتعديل القانون الذى يسمح بأحقية امتلاك شقة فى دمياط لمواطنى المدن الأخرى كبورسعيد والمنصورة لأن فى ذلك سلباً لحق المواطن الدمياطى الذى تضاءلت فرصة حصوله على شقة فى بلده فكيف يسمح لمواطن محافظة أخرى بالحصول على شقة فى محافظتى وبالتالى سلب حقى بحجة عدم وجود ظهير صحراوى لتلك المحافظات ولماذا أدفع أنا ثمن ذلك وكان من المفترض ألا يتم هذا إلا بعد تسكين شباب دمياط ووجود فائض فى الشقق والمساكن. وأضاف حسين بسيونى، رجل أعمال، من الغريب أنه ليس من حق الدمياطى التقدم للحصول على شقة فى مدينة أخرى فى حين أن ذلك الحق مباح للآخرين فى محافظتنا رغم عدم وجود ما يكفى لاستيعاب شباب المحافظة، ومن ناحية أخرى هل يعقل أن أترك عملى فى محافظتى وأهلى وأصدقائى وأبحث عن شقة فى محافظة أخرى. وأضاف محمد سعد عيسى، موظف «43 سنة»، تزوجت فى شقة إيجار جديد على أمل الحصول على شقة فى مساكن الشباب بدمياط الجديدة وعانيت الأمرين مع أصحاب الشقق لزيادة الإيجار كل عدة أشهر مما اضطرنى إلى الانتقال من شقة لأخرى تهالك فيها أثاث البيت إضافة إلى عدم الاستقرار ومرت سنوات أنجبت خلالها طفلين وتقدمت بطلب لبنك الإسكان والتعمير وللأسف لم يصبنى الحظ فالشقق محدودة والمتقدمون تعدوا الآلاف وانتظرت فتح الباب مرة أخرى ولكنى فوجئت بالارتفاع الجنونى للأسعار والتى لا يقدر عليها سوى ميسورى الحال ورجال الأعمال فهل أصبحت الدولة تهتم بميسورو الحال على حساب الفقراء؟! واستنكر محمود نسيم قائلاً: ما يحدث فى دمياط الجديدة مهزلة بكل المقاييس ولا أدرى لماذا يعامل المسئولين الدمايطة على أنهم من كوكب آخر فسعر الشقة فى جميع المدن الجديدة قد يصل إلى 300 ألف هذا بخلاف أن توزيع الشقق والأراضى بتلك الأسعار لن يقدم على شرائها إلا كبار رجال الأعمال وسماسرة العقار الذين وضعوا أيديهم بالفعل عليها لبيعها بأسعار خرافية، فهل يصدق أحد أن ثمن الشقة وصل إلى 500 ألف وثمن الأرض وصل إلى 3 ملايين جنيه. ومن جانبه، أكد المهندس طارق السباعى، رئيس الجهاز التنفيذى، أن إسكان دمياط الجديدة يتم ضمن خطة عامة تطبق على المدن الجديدة وليس من حق أحد فى الجهاز منع أى مواطن من التقدم لتلك الشقق لأنها تتم وفق قرعة علنية يشارك فيها الجميع بشفافية وسبب مشاركة أبناء المحافظات الأخرى فى إسكان دمياط هو أن دمياط تعتبر منطقة مركزية بين بورسعيد والمنصورة وكفر الشيخ، أما من ناحية ارتفاع أسعار الشقق فى دمياط الجديدة عن غيرها فيرجع لكونها مدينة صناعية بها حراك صناعى وليس بها بطالة فهى تعتبر مركزاً تجارياً وبها نشاط تجارى مستمر وإقبال مستمر على البيع والشراء ودور الهيئة هو توصيل كافة الخدمات والمرافق لتلك المناطق، وأكد «السباعى» بالنسبة لإسكان الشباب فقد تم إنشاء وحدات مخصصة للشباب وتم توزيعها لهم وفق قرعة علنية وما يتم الإعلان عنه الآن هو إسكان اقتصادى ومن حق أى مواطن التقديم فيه مادامت تنطبق عليه الشروط.