احتد النقاش مع أحد أصدقائى حول الموقف من انتخابات الإعادة على منصب رئيس الجمهورية.. فأنا مع المقاطعة وصديقى مع المشاركة.. قال لى: المقاطعة موقف سلبى، قلت: وأين الإيجابية فى أن أذهب إلى صندوق انتخاب لأختار بين توجهين لا يعبران عنى بأى قدر.. أحمد شفيق بالنسبة لى يمثل الفاشية العسكرية التى آن أوان التخلص منها وللأبد.. ووجوده يعنى استمرار الحكم الذى أوصلنا إلى ما نحن فيه من دمار وتخلف وديكتاتورية.. مما أدى إلى قيام ثورة شعبية لا يمكن تجاهلها واستئناف الحكم العسكرى وكأن شيئا لم يكن ومحمد مرسى لا يختلف.. إنه يمثل فاشية أخرى باسم الدين.. قائمة على الوصاية على عقول المحكومين.. تتعامل معهم باعتبارهم قطيعا يجب أن يقاد.. بلا تفكير.. إلى تنفيذ ما يريد الحاكم.. بلا مناقشة.. ومن يرفض أن يدخل فى قالب السمع والطاعة.. فهو كافر.. يجب القضاء عليه.. بما لا يخالف شرع الله!! قال صديقى - وهو مهندس مرموق - بالرغم من قناعتى بكل ما تقول.. سأنتخب شفيق!! قلت: لماذا تنتخب رئيسا ترفضه؟! قال: إنه توازن الرعب.. ألم تسمع عن توازن الرعب من قبل؟! قلت: أعرف أن توازن الرعب يعنى أن امتلاك دولتين - بينهما صراع - للقنابل النووية.. مما ينتج نوعا من التوازن مبنيا على خشية كل دولة من الأخرى.. مما يؤدى فى النهاية إلى عدم استخدام أى دولة منهما لقوتها النووية حتى فى حالة الحرب.. فما علاقة هذا بانتخابات الرئاسة؟! قال صديقى: فى حالة فوز الدكتور مرسى.. ستصبح كل السلطات فى يد جماعة الإخوان.. وأيا كان الدستور فإن الصلاحيات التى ستمنح لرئيس الجمهورية ستكون معهم.. وصلاحيات البرلمان ستكون معهم.. وصلاحيات الحكومة ستكون معهم.. وهذا سيناريو رهيب مع جماعة مراوغة لا عهد لها.. لم تف بوعد واحد مما قطعته على نفسها من أول يوم فى الثورة وحتى الآن.. أما فى حالة فوز شفيق بالرئاسة.. فهذا سيعنى وجود قوتين متناقضتين مما يحدث نوعا من التوازن فى السلطات.. ومما سيضطر الإخوان إلى الاقتراب أكثر من القوى الوطنية.. لوقف عودة نظام مبارك بكل ما يمثله من قهر سياسى واقتصادى.. وعلى الجانب الآخر.. سيحاول فريق شفيق الاقتراب بقدر الإمكان من فئات المجتمع المختلفة ومحاولة تحقيق مطالبها حتى لا تسقط فى يد الإخوان وسيسمح هذا التوازن بمساحة تتحرك فيها القوى الثورية من أجل تقوية مواقعها استعدادا للفوز بوزنها الحقيقى فى انتخابات مجلس الشعب وانتخابات الرئاسة القادمة!! تأملت كثيراً، فيما قاله صديقى.. ولكننى عدت لأسأله: وماذا لو تواطأوا علينا.. كما فعلوا منذ البداية؟!