افتتحت الدكتورة هويدا عبد الرحمن، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث نيابة عن الدكتور سيد خطاب، الأحد، فعاليات المؤتمر العلمي الثاني لأطلس المأثورات الشعبية "الحرف الشعبية والهوية المصرية، تأصيل، تحديات، تنمية" بقصر ثقافة الجيزة، والذي يستمر حتى الثلاثاء 12 إبريل الجاري. حضر الافتتاح، الدكتور سميح شعلان رئيس المؤتمر، والدكتور محمد شبانة، أمين عام المؤتمر، والعالم الدكتور أحمد مرسي أستاذ الأدب الشعبي والفلكلور، والباحث عثمان عزمي، مدير عام أطلس المأثورات الشعبية ولفيف من العلماء والباحثين والمهتمين المشاركين بالمؤتمر والمهتمين بالحرف والمأثورات الشعبية. وبدأت فعاليات الافتتاح بعرض فيلم تسجيلي، لصناعة الفخار فى محافظة الشرقية. وفي كلمته، أكد عثمان عزمى مدير عام أطلس المأثورات الشعبية، على أهمية الدورة الحالية للمؤتمر موجها شكره لرئيس المؤتمر والأمانة العامة والباحثين المشاركين، معربا عن أمله فى الخروج بنتائج وتوصيات تصب في صالح تنمية الحرف الشعبية. وقدمت الدكتورة هويدا عبد الرحمن، شكرها للعالم الدكتور، أحمد مرسي لجهوده الكبيرة فى مجال العمل الأطلسى ولرئيس المؤتمر والأمانة العامة وكل القائمين على تنفيذه، مؤكدة على أن الفنون والحرف والصناعات الشعبية مرت بمحكات جعلتها أكثر صلابة وحفاظا على مكونها المميز، وهو ما جعلها معبرة عن هوية وأصالة الشعوب، حيث ارتبطت الفنون بالتقنيات الحرفية التى جعلتها تستمر وتنمو لتصل إلينا اليوم كقيمة معبرة عن الهوية. وأشارت عبد الرحمن إلى أن المؤتمر، يأتي داعما ومناقشا لقضايا الحفاظ على الهوية، وهو ما يستدعى رعاية كل ما يميز ويشكل ثقافتها، وأنها ستتابع التوصيات التى ستنتج عن المؤتمر وتعمل على تنفيذها. وأكد الدكتور محمد شبانة أمين عام المؤتمر، أن المؤتمر يأتي ليؤكد على الأهمية الكبرى للحرف، باعتبارها سبيلا لتأكيد الهوية الثقافية للأمة في عمقها الحضاري وطريقا صحيحا للتنمية المستدامة، في زمن أصبحت فيه الصناعات الثقافية مصدرا معتبرا من مصادر الدخل القومى للأمم دون التخلي عن سماتها الجمالية وخصوصيتها الثقافية، ولأن الوفاء سمة أصيلة من سمات الثقافة الشعبية يكرم المؤتمر رموزا وأعلاما أضاءوا بإسهاماتهم العلمية والعملية سماء هذا الوطن. وفى كلمته أكد الدكتور سميح شعلان، رئيس المؤتمر أن المؤتمر إطلالة على حرف المصريين التى استطاعوا بها، عبر زمن طويل، أن يتعايشوا مع الحياة ويستجيبوا لمنطق الاحتياج فيلبون الحاجة بقدرة الفعل على الاستجابة، وهذا المؤتمر عندما يناقش ويتأمل الحرف الشعبية من خلال بحوث علمية رشيدة، يدعو إلى الوقوف على أصولها واستعراض آليات وجودها وملامح صنعها، والقائمين عليها، وأن المؤتمر عندما يحرص على تكريم عالمين جليلين يؤكد على مفاهيم يجب أن تستقر وقواعد أخلاقية واجبة الاتباع إذ إن دورهما فى هذا المجال كان له بالغ الأثر فى اتساع رقعة الاهتمام، والدفع بأجيال جديدة تسير على نفس المسار، مدفوعين بعزيمتيهما الوطنية المخلصة، وهما الدكتور الراحل أسعد نديم والعالم الكبير الدكتور أحمد مرسى معربا عن شكره لهيئة قصور الثقافة والإدارة المركزية للدراسات والبحوث والإدارة العامة للأطلس لجهودهم فى إقامة هذا المؤتمر المهم. وقال العالم الكبير الدكتور أحمد مرسي إنه لم يعد لدينا سبيل سوى الحفاظ على تراث هذا الوطن حيث نواجه محاولات دائمة لتزييف الوعى وتزييف التراث، مشيرا إلى ضرورة توحيد طرق الجمع الميدانى على أساس علمى والبدء فى وضع قاعدة بيانات علمية رقمية لما تم جمعه فى الأطلس فنحن لدينا الأساس الذى نبنى عليه كونه مسئولا عن وضع أرشيف قومى للمأثورات الشعبية، وإنه مد يده إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة وإدارة الأطلس مطالبا بتدريب الذين يعملون على جمع المادة لكى نوجد جامعين مميزين ومدربين على جمع المادة لكى نوجد جامعين مميزين ومدربين لجمع المادة دون زيف وبأسلوب علمي. وأعرب مرسي، عن تقديره لدور الهيئة العامة لقصور الثقافة حيث كان من أوائل الذين تعاملوا معها عبر مساهتمه في إنشاء إدارة ثقافة القرية وفتح الباب أمام العاملين فى الهيئة للالتحاق بالمعهد العالى للفنون الشعبية لأن هذا دورهم، مشيرا إلى أن تكريمه الحقيقي هو ذكر الأخطاء التى وقع فيها هو وزملائه لتصحيح المسار معربا عن أمله فى أن يأتي جيل جديد يعرف ما يفعله ولا ينتظر مقابلا ماديا لعمله فالجزاء المعنوى والأدبي هو الباقي وهو الأهم فى سيرة الفرد. واختتمت فعاليات الافتتاح بافتتاح معرض كتب وإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة ومعرض الصور الفوتوغرافية لبعض الحرف الشعبية والورش الحية كالفخار والنحاس والخيامية. جدير بالذكر أن المؤتمر يتضمن على مدار الثلاثة أيام ثلاث جلسات بحثية الأولى عن تأصيل الحرف التقليدية وتعقد برئاسة الأستاذ الدكتور مصطفى عبد الرحيم، والثانية عن التحديات التى تواجه الحرف وتعقد برئاسة الدكتور خالد أبو الليل، والثالثة والرابعة عن طرق تنمية الحرف وتعقد برئاسة الدكتور مجدى السرسى، الدكتور حامد البذرة. إضافة إلى جلسة شهادات لعدد من الفنانين الحرفيين وتعقد برئاسة الدكتور زينب منصور ، ومائدة مستديرة حول ضوابط إتاحة المادة العلمية لأطلس المأثورات ويديرها الدكتور شعبان خليفة، ومن المقرر أن يكرم الدتور سيد خطاب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة فى ختام المؤتمر كلا من اسم الدكتور الراحل أسعد نديم، والعالم الدكتور أحمد مرسى إضافة إلى تكريم الحرفيين والباحثين المشاركين فى المؤتمر.