أوصى وزير الآثار الدكتور خالد العناني، بضرورة الانتهاء من سحب المياه الجوفية بمنطقة "صان الحجر" بالشرقية، في إطار دراسة مدى إمكانية تحويل المنطقة الأثرية لمتحف مفتوح. عُرفت "صان الحجر" قديما باسم "تانيس"، وذكرت في الكتابات المصرية القديمة باسم "جعنت"، تأسست في أواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة شمال مصر خلال الأسرة ال21، وظلت هكذا خلال عهد السرة ال22 أيضا، لما كان لها من أهمية تجارية وإستراتيجية، وهجرت بسبب تهديد غمرها بمياه بحيرة المنزلة، كما سميت عند الفراعنة باسم "صاو" أما الإغريق كانوا يسمونها "سايس"، وهي تعود ل4000 سنة قبل الميلاد. تتميز صان الحجر بموقع متميز يجعلها تصل بين سيناء وبورسعيد والدقهلية والإسماعيلية، إذ تقع في منطقة بالشرقية تعتبر هي الممر الرئيسي لكل هذه المحافظات، ومع حلول 2006 تحولت مدينة صان الحجر إلي مركز يضم 3 وحدات محلية، هي صان الحجر القبلية" و"صان الحجر البحرية" و"الناصرية". "صان الحجر" تحمل في باطنها عبق كل الأسر القديمة التي مرت عليها، إذ تحوي آثارا نادرة ومقابر وتماثيل تعود لعصور تاريخية عتيقة، إلا أن الإهمال الذي تعاني منه المدينة جعلها هدفا للصوص دائما، وكثيرا ما تعرضت آثارها للسرقة والبيع، دون تحرك من وزارة الآثار أو المجلس الأعلى للآثار، أو تطويقها وفرض حراسة عليها تحمي تاريخها من النهب والسرقة. وعلى الرغم من وجود متحف بالقرب من التلال الأثرية بالمنطقة، افتتح في سبتمبر عام 1988، يضم بعض المقتنيات التي جرى الكشف عنها في صان الحجر وغيرها من المواقع الأثرية في الشرقية، إلا أنه في حقيقة الأمر بكل ما يحويه من آثار لا يمثل سوى جزء صغير مما تضمه المدينة الأثرية فعليا. وفي زيارة وزير الآثار للمنطقة الأثرية بتل بسطا بصحبة محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، وجه الوزير بالبدء في أعمال التسجيل والتوثيق الأثري لكافة قطع المنطقة الأثرية، الموجودة بالمخزن المتحفي بتل بسطا ومخزن صان الحجر، تمهيدا لعرضها في متحف مفتوح في أقرب فرصة.