طالب خالد العناني، وزير الآثار بالإسراع في سحب المياه الجوفية بمنطقة صان الحجر، مع ضرورة دراسة مدى إمكانية تحويلها لمتحف مفتوح بما يتناسب مع قيمتها التاريخية والأثرية. وشكل العناني، اليوم السبت، لجنة عرض متحفي لاختيار القطع الأثرية من المخزن المتحفي بتل بسطا تمهيداً لعرضها بالمتحف، وكذلك اختيار قطع أثرية من مخزن صان الحجر وعرضها في قاعة عرض مؤقت بمتحف صان الحجر. جاء ذلك خلال زيارة وزير الآثار للمنطقتين الأثريتين بتل بسطا، وصان الحجر، وتقع تل بسطا في إطار مدينة الزقازيق الحالية، وعرفت في النصوص المصرية باسم «بر باستت» أي «مقر الإلهة باستت» باعتبار أنها كانت المركز الرئيسي لعبادة «باستت» التي يرمز لها بالقطة. وحرفت كلمة «باستت» لتصبح في العربية «بسطة» لكونها منطقة أثرية على شكل تل، فقد أصبحت تعرف «بتل بسطة»، كانت عاصمة الإقليم الثامن عشر من أقاليم مصر السفلى، وعاصمة لمصر كلها في الأسرة 22، وربما في الأسرة 23، ولكونها تقع على أحد فروع النيل، فقد سمي هذا الفرع بالفرع «البوبسطي» قديما. ومن أهم الآثار المكتشفة بموقع «تل بسطة» معبد للملك ببي الأول، من ملوك الأسرة السادسة، ولم يتبق منه حاليًا سوى بعض الأعمدة، وكذلك المعبد الكبير للإلهة «باستت» والذي بدأ بنائه في عصر الدولة القديمة، واستمر لعصر الدولة الوسطى، وأهم ما تبقى منه يرجع لعهد الملك «رمسيس الثاني»، والملكين «أوسركون الأول والثاني» من ملوك الأسرة 22، والملك «نخت - نبف». فيما يرجع تاريخ تانيس إلى الدولة الحديثة، بعدما تأسست في آواخر عهد الأسرة العشرين، وأصبحت عاصمة شمال مصر خلال عهد الأسرة الحادية والعشرين. وتانيس هي مسقط رأس «سمندس» مؤسس الأسرة الحادية والعشرين، وخلال عهد الأسرة الثانية والعشرون ظلت تانيس عاصمة مصر السياسية، انطلاقا من أهميتها تجارية واستراتيجية، قبل أن تهجر في القرن السادس الميلادي، بعدما كانت مهددة بأن تغمرها بحيرة المنزلة. وتضم المدينة العديد من أنقاض المعابد، بما في ذلك معبد كان مكرسًا لآمون، وبعض المقابر الملكية من الفترة الانتقالية الثالثة ومنها مقابر الفراعنة بسوسنس الأول وأمينيموبي وشوشنق الثاني، والتي نجت من النهب من لصوص المقابر طوال العصور القديمة، والتي اكتشفها عالم المصريات الفرنسي بيير مونيه عامي 1939 و1940، وكانت تحتوي على كمية كبيرة من الذهب والمجوهرات واللازورد والأحجار الكريمة الأخرى بما في ذلك الأقنعة الجنائزية لهؤلاء الملوك.