أثار قرار هيئة «السكة الحديدية» بتحويل عدد من القطارات المكيفة على خط الصعيد «القاهرة - أسوان» إلى قطارات «vip»، غضب قطاعات كبيرة من المواطنين الذين عزفوا عن استخدام القطارات للسفر من وإلى القاهرة، وفضلوا اللجوء إلى سيارات الأجرة، نظراً لارتفاع أسعار تذاكر القطارات الجديدة، حيث تراوحت ما بين 135 جنيهاً للدرجة الثانية و170 جنيهاً للدرجة الأولى. الركاب يتجهون للسيارات الأجرة بعد رفع أسعار تذاكر «قطارات رجال الأعمال».. وسيدة: «كان مالها المكيفة؟».. وموظف: الدولة لا تهتم بمعاناة البسطاء «الحكومة عايزة إيه تانى؟ مش كفاية تستنزفنا فى فواتير الكهرباء والماء والغاز، جاية علينا حتى فى القطارات؟!»، عبارات لخصت غضب المواطنين، جاءت على لسان محمد فكرى، أحد أبناء مدينة قنا، موظف فى الأوقاف، خلال استقلاله قطار «987 » الذى تحول من درجة «مكيفة عادية» إلى «vip»، مشيراً إلى أنه يتردد على القاهرة لمتابعة الطبيب بمعهد القلب بعد مرضه، وكان سعر تذكرة ركوب القطار المكيف لا يتخطى 70 جنيهاً من مدينة قنا، ارتفعت إلى 125 للدرجة الثانية. وأشار سعيد الجعفرى، أحد أبناء مركز قفط، إلى أن نجله مصاب بالسرطان ويتردد برفقته على مستشفيات القاهرة، وفوجئ بارتفاع أسعار التذاكر، وتابع قائلاً: «لولا ارتباطنا بموعد مع الطبيب لامتنعت عن ركوب القطار، لأنى دفعت 110 جنيهات فرق أسعار عما سبق، فكان من الأولى أن الحكومة تزود عدد القطارات للناس الغلابة بدلاً من سحبها إرضاء للأثرياء الذين لديهم وسائل مواصلات خاصة بهم ولا يستقلون القطارات».. وكشف خميس السايح، مُدرس، أن معظم القطارات التى تحولت إلى قطارات «vip»، تم تغيير محطات وقوفها، الأمر الذى تسبب فى تعطيل حركة القطارات وعطل مصالح الآلاف من المواطنين، مشيراً إلى أن القرار اتخذه المسئولون دون دراسة ودون النزول إلى الناس والتعرف على احتياجاتهم واصفاً إياه بأنه قرار عشوائى لا ينجم عنه إلا زيادة الغضب على الحكومة ومعاناة المواطنين، وأكد سيد أحمد، أن المواطنين عزفوا عن ركوب القطارات لأن وقت الرحلة فى القطار إلى القاهرة يجاوز 8 ساعات على عكس الأوتوبيسات وسيارات الأجرة التى تقطع المسافة من قنا إلى القاهرة فى 6 ساعات بتعريفة ركوب أرخص من قطارات السكة الحديد، وطالب الهيئة بالتراجع عن قرارها حتى لا يحدث سخط شعبى يتسبب فى زيادة الفجوة بين الشعب والحكومة. مُدرس بقنا: «القرار عشوائى».. والطلاب: «هنسطح على القطر» ونواب البرلمان: سنقدم «طلبات إحاطة» ومسئول ب«السكة الحديد»: غيرنا 3 قطارات مكيفة إلى «vip».. و5 أخرى لا تزال تعمل بالسعر العادى وفى الأقصر، استقبل طلاب الجامعات خبر إلغاء القطارات المكيفة العادية بغضب شديد، مطالبين بإعادة النظر فى القرار مراعاة لمئات الآلاف من الطلاب والمرضى والموظفين والعمال الذين لن يستطيعوا توفير تكلفة استقلال تلك القطارات. «محمد عبدالله»، موظف، أكد أن الدولة ستنفذ قراراتها دون النظر إلى معاناة أو مصلحة المواطن البسيط، لافتاً إلى أن زيادة أسعار التذاكر ستنعكس على الفور على تعريفة ركوب سيارات الأجرة. وقال محمد جاد المولى، عضو اتحاد كتاب مصر، إنه «فى الوقت الذى توقفت فيه السياحة فى مصر بشكل كامل ضاعفت الحكومة أسعار تذاكر القطارات 100% وبعد أن كانت هذه الزيادة خاصة بالقطار ال«vip» تم تعميمها على بقية القطارات, رغم أن أكثر المتضررين من القرار هم أبناء الجنوب الذين يعانون أكثر من غيرهم من حالة الشلل الاقتصادى التى أصابت محافظتَى أسوانوالأقصر الأكثر استخداماً للقطار، ويحدث ذلك رغم هبوط سعر البترول فى العالم، بما يعنى وصول حكومتنا إلى مستوى من الغباء بالفعل يفوق حد الاحتمال أو أن هناك اتجاهاً لاستفزاز الشعب وإسقاط الدولة». وأعلن نواب البرلمان بمحافظة المنيا رفضهم لقرار وزير النقل بإلغاء رحلات قطارات الغلابة وإحلالها بقطارات «vip»، مؤكدين تقدمهم ببيانات عاجلة وطلبات إحاطة لوزير النقل لإلغاء القرار الذى يظلم أبناء محافظات الوجه القبلى دون استثناء. وقال عمرو جمعة، طالب بكلية حقوق بنى سويف، إنه اعتاد على السفر إلى محافظة بنى سويف عبر القطار المكيف الذى يتحرك من المنيا فى تمام الساعة الخامسة والنصف صباحاً، ووصل سعر التذكرة إلى 17 جنيهاً فقط، مشيراً إلى أنه فى حال تأخره عن اللحاق بالقطار يضطر إلى اللجوء لسيارات الأجرة التى تزيد تعريفة ركوبها عن 25 جنيهاً، فضلاً عن المخاطر التى يتعرض لها بسبب حوادث الطرق المتكررة، لافتاً إلى أن القطارات العادية والمميزة، تكون شديدة الازدحام، وأن عدداً كبيراً من طلاب الجامعات يعتمدون على القطارات المكيفة التى تقرر إلغاؤها وطالب بإعادة النظر فى القرار، وحماية طلاب الجامعات من الموت المحقق على الطرق السريعة، لأنهم فى هذه الحالة سيضطرون إلى «التسطيح» أعلى القطارات حتى يتهربوا من دفع قيمة التذكرة، نظراً لعدم وجود وسائل بديلة. وقال محمد عبادة، بالمعاش، إن الصعيد مهمش فى كل شىء، وأن هناك تمييزاً ضد أهله، لافتاً إلى أنه بالرغم من علم الحكومة بأن الصعيد بشكل عام، والمنيا بشكل خاص، يعانى من البطالة والفقر أقدمت الدولة على إلغاء القطارات المكيفة واستبدالها بقطارات «vip»، مشيراً إلى أن القطارات الجديدة مخصصة لرجال الأعمال وميسورى الحال، حيث يصل سعر التذكرة للدرجة الثانية فى هذه القطارات لمبلغ 70 جنيهاً، بينما نجد سعر تذكرة الدرجة الثانية فى الرحلات التى تقرر إلغاؤها 33 جنيهاً، أى تضاعف بنسبة 100% وهذا عبء كبير على جميع المواطنين، وأشار إلى أنه يسافر مرة كل شهر عبر القطارات لزيارة أبنائه الذين يقيمون فى القاهرة ويُحجم عن السفر بسيارات الأجرة لأنها تتعرض للكثير من الحوادث على الطرق. ولفت خلف محمد، شرطى، ومقيم بمحافظة المنيا، إلى أن إلغاء القطارات المكيفة كارثة بكل المقاييس وسوف يتسبب فى أزمة كبيرة، لأن المئات من أفراد الشرطة يستقلون تلك القطارات للذهاب إلى أعمالهم بكافة أرجاء الجمهورية، وهناك أزمة مواصلات تشهدها المنيا منذ فترة بين المحافظات، مؤكداً أن إلغاء القطارات المكيفة سيزيد الطين بلة وسوف يجبر الجميع على استقلال السيارات الأجرة ليزيد من أعبائهم المالية، فضلاً عن تعطلهم عن الذهاب لأعمالهم. من جانبه رفض الدكتور سمير رشاد، عضو النواب عن دائرة مركز سمالوط، القرار، مشيراً إلى أن الصعيد مظلوم فى كل شىء، وأنه سوف يطالب هيئة السكك الحديدية ببيان مفصل عن القطارات التى تقرر إلغاء رحلاتها بين محافظات الصعيد حتى يتسنى اتخاذ اللازم، وسوف يتم تقديم بيان عاجل إلى مجلس النواب، وطلبات إحاطة للحكومة للتدخل وسرعة حل هذه الأزمة. وأضاف «رشاد» أنه فى حالة الإصرار على تسيير قطارات «vip» سوف يطلب مراعاة البسطاء وأن يتم تقسيم القطارات إلى درجات، بحيث يتمكن الفقراء من استقلالها، لأن السكك الحديدية تُعتبر مسألة أمن قومى، ويجب أن تراعى الحكومة المصلحة العامة، ومعروف أن الفقراء هم أكثر من يستقلون القطارات، وفى هذه الحالة سوف تكون السيارات الأجرة أرخص من القطارات رغم مخاطرها، مشدداً على أن خطوط السكك الحديد بالصعيد يجب أن تكون لها معاملة خاصة، لأن محافظات الصعيد محرومة من شبكات الطرق، ويعتمد الأهالى على السكك الحديدية. وفى أسيوط، قال محمود مصطفى، طالب، إنه يدرس بجامعة القاهرة وكان القطار هو الوسيلة الوحيدة التى يستخدمها الطلاب والموظفون، لافتاً إلى أن القرار يمثل إرهاقاً لأولياء الأمور خاصة محدودى الدخل، مؤكداً أنه سيضطر إلى تخفيض رحلاته من القاهرة لقريته إلى مرة واحدة فى السنة بدلاً من كل شهر. وأشارت سميرة محمد، أرملة، إلى أن ابنتها متزوجة بالقاهرة وزوجها أصابه مرض مفاجئ مما يضطرها للسفر إليها كل أسبوع والوسيلة الوحيدة المضمونة للسفر لديها هى القطار، ولكن بعد ارتفاع سعر التذكرة بهذا الشكل اضطرت إلى قصر زيارتها لها على مطلع كل شهر، وأضافت: «كان مالها القطارات؟ الوزير لازم يراعى الغلابة ويعيد قراره فى أسعار التذاكر». ونفى سيد حراز، على المعاش، مقاطعته لتلك القطارات، مشيراً إلى أنه يسافر إلى القاهرة لمتابعة علاجه شهرياً واضطر مجبراً لركوب القطار الجديد، لعدم قدرته على استقلال سيارات الأجرة التى تسبب له إرهاقاً بدنياً بسبب طول زمن الرحلة، ولفت إلى أن القرار لم يراع الفروق الاجتماعية بين المواطنين ومعظمهم من المرضى وكبار السن الذين يذهبون للعلاج فى القاهرة أو المواطنين الذين يسافرون للضرورة. وطالب المواطنون وزير النقل ورئيس هيئة السكة الحديد بإعادة القطارات المكيفة بجوار قطارات «vip» وترك الحرية للمسافر للاختيار فى السفر بين القطارين، خاصة أن القرار يزيد الأعباء على المواطنين سواء بدنياً أو مادياً، فيما أوضح مصدر مسئول بمحطة سكة حديد أسيوط أن نسبة الإقبال على حجز تذاكر القطارات الجديدة تختلف عما كانت عليه فى المكيفة، مشيراً إلى أن البعض أشاد بالقطارات الجديدة لأنها مريحة بينما انتقدها الطلاب وبعض الأهالى من الطبقة الفقيرة. «محمود موسى»، من أهالى مركز «كوم أمبو» فى أسوان قال غاضباً: «يعنى أنا أعمل إيه لو مرض أحد من أبنائى؟ علشان أسافر أسيوط لازم أدفع ذهاب وعودة فى قطار درجة ثانية مكيفة «vip» عن الفرد 270 جنيهاً، يعنى لو رحت أنا وابنى فقط هدفع 540، غير مصاريف الكشف والعلاج والسكن، وده يرضى مين؟ فى الوقت اللى كنت بدفع نصف الثمن ده، ودلوقتى لو تروح شباك التذاكر يقول لا يوجد خصم لطفل أو غيره، وكمان التذكرة موحدة، ولو هروح الأقصر هدفع نفس الثمن، ومفيش تذاكر للدرجة الثانية المكيفة العادية إلا فى السوق السوداء وبسعر مقارب للقطارات الحديثة وبندفع 100 جنيه للقاهرة يعنى بمكسب 30 جنيه عن سعرها الحقيقى». وقال مسئول بسكك حديد أسوان إن الهيئة بدأت بالفعل تطبيق القرار منذ أول أبريل الحالى، حيث تم تغيير 3 قطارات من القطارات المكيفة إلى قطارات «vip»، منها قطاران منها «إسبانى»، وقطار رحلات «رقم 989، ورقم 997، ورقم 887»، مضيفاً أن باقى القطارات التى يصل عددها إلى 5 قطارات ما زالت تعمل بالسعر العادى. قطارات ال«VIP» الرحلة تستغرق 8 ساعات من قنا للقاهرة بالمقارنة بالأوتوبيسات وسيارات الأجرة التى تقطع المسافة فى 6 ساعات. استبدال 3 قطارات من القطارات المكيفة إلى قطارات «VIP».. منها قطاران إسبانى وقطار رحلات «رقم 989، ورقم 997، ورقم 887» فى أسوان. معظم الفئات التى تستخدم السكة الحديد كوسيلة للسفر للقاهرة من محدودى الدخل والطلاب والمرضى وذويهم. اتخاذ القرار تم بطريقة عشوائية دون حصر المستفيدين من السكة الحديد وإمكانياتهم المادية.