بكلمات نارية، وبهمسات الغضب والسخط، يستقبل المواطنون موعد دفع قيمة فاتورة الكهرباء أو المياه المستهلكة، سواء داخل منازلهم أو محالهم التجارية، فالشعور بالعجز، يعتريهم خاصة عندما يعبثون داخل "جيوبهم" التي باتت غير قادرة على سداد المبلغ المطلوب منهم. مواطنون ضمن الساخطين، وجدوا في حملة "امسك فاتورة" بصيص أمل في تصعيد مطالبهم إلى الوزارة، الأمر الذي أغضب وزير الكهرباء محمد شاكر، ليقول خلال مؤتمر صحفي، إنه "من غير المقبول أن تحقق الوزارة نجاحًا مشهودا له وتأتي الأخطاء من جانب بعض الشركات، فتفسد ما تفعله الوزارة". "القفز كالفهد" ذلك الوصف الذي أطلقه رشيد رأفت، المقيم بمنطقة الرماية في الهرم، حين زادت قيمة فاتورة المياه، حيث سجلت آخر فاتورة صادرة عن شهري "نوفمبر وديسمبر 2015" 12.5 جنيه، لكنه تفاجأ بعد مرور شهرين وذلك في "يناير وفبراير 2016"، بزيادة في قيمة الفاتورة لتصل قيمتها إلى 297.5 جنيهًا. رأفت وصف الفاتورة المستحقة عليه ب"الفاتورة الخزعبلية"، تعليقا منه على صورتها التي شاركها مع المواطنين، عبر صفحة "امسك فاتورة" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". فيما عبر طارق شبل عفيفي أحد سكان منطقة المقطم، عن غضبه قائلا: "دي المفروض فاتورة البيت مش محل، ومكانتش بتيجي بالأرقام دي 133 جنيه.. كتير أوي"، كما عبر حمادة حنور أحد سكان محافظة كفر الشيخ قائلا: "دا بجد مش هزار يا عالم الفاتورة وصلت 61200 كيلو، والقراءة الفعلية 135 كيلو"، وذلك عن شهري يناير وفبراير، موضحا أنه لم يركب العداد الخاص به قبل 12 شهرًا، فطلب منه المحصل الكهربائي بسداد الفواتير ياما الغرامة المالية، فقام بسدادها بشكل كامل، إلا أنه تفاجأ أن الفاتورة تضمن 30 شهرًا وليس 12. "فاتوره الكهرباء كانت بتجيلي من 30 الي50 جنيه.. وهي هي نفس الأجهزة اللي موجودة.. ولكن في شهر 4 تفاجأت بالفاتورة، التي سجلت 238جنيه، نفسي حد يفهمني ايه الجديد اللي حصل وعلي فكره انا مش هدفع ويشيلوا العداد، معدتش فارقة وحسبي الله ونعم الوكيل فيهم كلهم"، بتلك الكلمات عبر سيد جلال، عن حالة الغضب التي انتابته عقب اطلاعه على فاتورته الكهربائية. فيما طالب أحمد فتحي مؤسس الحملة مسؤولين شركات الكهرباء بتوضيح سبب الزيادة فى فواتير كلاً من الكهرباء و المياه و السكه الحديد، موضحا أنه إذا لم يتم الإستجابة للمواطن الغلبان، الذي لا يتعدى مرتبه ما بين 800 و حتى 1500 جنيه، فسوف يقوم بجمع استمارات من المواطنين على مستوى المحافظات بعد الدفع وإعلان اضرابهم بشكلٍ رسميًا". من جانبه، قال الدكتور محمد اليماني المتحدث باسم الوزارة، إن الوزارة تلتزم بإعادة هيكلة فواتير الكهرباء حتى عام 2019، مشيرا إلى أن هناك تخفيف تدريجي للدعم عن غير المستحقين، وإبقاء الدعم على من يستحق، وذلك بمراعاة محدودي الدخل ومراعاة الفوارق الاجتماعية. ونصح اليماني، تصريحات ل "الوطن"، المواطنين بتقليل الاستهلاك الكهربائي، بعدم ترك السخان الكهربائي مشتعلا لأطول وقت ممكن، وغلق الأنوار في الغرف الخالية، موضحا أنه تم وقف العدادات القديمة، وتركيب العدادات مسبوقة الدفع، مشددا على ضرورة أن يراجع مركز إصدار الفواتير، الفواتير جيدًا قبل تقديمها للمواطن ومطالبته بالدفع. وأشار إلى أنه سيتم تدشين نافذة من خلال موقع الوزارة في أقرب وقت لتلقي الشكاوي بشأن قراءات العداد، والاعتذار للمواطنين، إذا ثبت الخطأ في فاتورته الكهربائية، عقب التحقق والتأكد منها، والقضاء بشكل كامل على مشكلة الارتفاع الملحوظ في قراءات العدادات الكهربائية.