يجوب الشوارع بالساعات، مستقلاً التوك توك الذى يمتلكه، باحثاً عن رزق أولاده، تمر الساعات سريعاً، دون أن يجد زبوناً، يترك «التوك توك» أمام ترعة المريوطية كما اعتاد، يحمل صنارته التى دائماً ما تكون بحوزته، والرزق الذى لم يجده فى الأرض يبحث عنه فى الماء، ربما يحالفه الحظ، ويعود بوجبة سمك، تكفى أسرته. الحظ لا يزال يعاند «أشرف مجدى»، لا زبائن على الأرض ولا سمك فى الماء، لا ييأس، يضحك من منطلق أن «شر البلية ما يضحك»، يلملم أدواته ويستقل «التوك توك» ويعود إلى أسرته خاوى الوفاض: «التوك توك اللى بعتمد عليه فى أكل عيشى، أما الصيد فده هواية بحاول أستفيد منها فى أى مصلحة، حتى لو كانت كام سمكة يعملوا غدوة». أحلام عدة يتمناها الشاب، يحلم كثيراً رغم أنه لم يحقق أياً من أحلامه: «أول حاجة الأمان، أنا بخاف أمشى بالتوك توك بعد 9 بالليل، ممكن أخرج بالتوك توك أرجع من غيره، وممكن أنا نفسى مارجعش، لو بلطجية طلعوا علىّ، وعافرت معاهم ممكن يموتونى»، يحلم أيضاً بتوفير حياة كريمة لأسرته، وتعليم جيد لأولاده، مستقبل مشرق لهم: «بحلم الحياة تمشى كويس من غير عثرات»، أما آخر أحلامه: «نفسى أشترى عربية سوزوكى، أشتغل عليها بدل بهدلة التكاتك». النظرة إلى سائقى التوك توك على أنهم بلطجية أو سوابق تزعج «أشرف»: «فيه ناس فاكرة اللى شغال على توك توك مشبوه، لكن إحنا ناس محترمة، بتشقى عشان عيالها»، مؤكداً أنه دفع فى التوك توك مبلغ 11.5 ألف جنيه، لتتحول أحلامه إلى حقيقة، لكنها ما زالت أحلاماً.