أثار قرار محافظ الإسكندرية، هانى المسيرى، بمنع سير مركبة "التوك توك" في شوارع المحافظة الرئيسية، غضب السائقين الذين اعتبروا أن "الحكومة تحاربهم في لقمة العيش". أكل عيش.. وفي شوارع منطقة البيطاش بالعجمي، رصدت "التحرير" آراء سائقي ال"توك توك" في القرار، ويقول إيهاب مصطفى، إن قرار المحافظ بمنع السير في الشوارع الرئيسية يمثل "خراب بيوت"، مشيرًا إلى أنه لو وجد عملا أفضل من ال"توك توك" لما تركه. ويضيف: "أنا عندي بنتين وولد، وبصرف على أسرتي من التوك توك، ولو لقيت فرصة أفضل أكيد كنت مسكت فيها، لو الحكومة مش عايزة تكاتك فعلا يوفروا فرص عمل بديلة لآلاف الشباب اللي لقى فى المهنة دي أكل عيشه". وعند شارعي الحنفية والحي بمنطقة البيطاش يتمركز أصحاب التكاتك في انتظار الزبون الذي سينقلونه إلى داخل المنطقة، مقابل جنيه واحد. هشام محيي، سائق، يقول إن عدد عربات التوك توك في المنطقة لا يتجاوز عددها 100 عربة، لافتًا إلى أن الركاب يلجؤون إليهم لرفضهم انتظار عربات السوزوكي التي تستغرق وقتا لتحميل الركاب. ويواصل هشام: "لم يرضوا لنا العمل في الحر، وانتظار رزق لا يكفي مصاريف الشهر، فأخذوا يحاربوننا في أكل عيشنا، نحن لا نريد شيئا من الحكومة، كل ما نتمناه أن يتركونا في حالنا". تقوم الشرطة بحملات شبه يوميه من أجل ملاحقة سائقي التكاتك، إلا أنها لا تفلح غالبًا في القبض على أحد منهم، ويقول هشام "صحيح فيه ناس ممكن تبقى عليها قضايا، بس الأغلبية في حالهم، وكل اللي يهمهم أكل العيش.. إحنا مش بلطجية، ولو الحكومة خايفة من البطلجة تعمل تراخيص وتخلينا نشتغل بشكل قانوني". وتتراوح الفئات العمرية لسائقي التكاتك يقول نادر إبراهيم، 7 سنوات: "مضطر أشتغل علشان أصرف على عيلتي، علشان والدي متوفى، ومفيش حد بيصرف على أمي وإخواتي.. وأنا نفسي أتعلم وأبقى حاجة كويسة.. لو طفل في نفس سني هيفضل يروح مدرسة ونادي ويعيش حياته، أما أنا في كل اللي بطلبه الحكومة تبص علينا، بدل ما تقطع عيشنا". اختلاف المواطنين سكان المنطقة، بدورهم، انقسموا بين مؤيد لمنع قرار سير التوك توك في الشوارع الرئيسية، ومعارض. تقول إيناس كمال، ربة منزل: "ده قرار كويس، إحنا بنخاف على نفسنا منهم، كمان بيشوهوا شكل إسكندرية الجميلة، بس لازم الحكومة توفر بديل ليهم". أما ليلى عادل، طالبة جامعية، فاعتبرت أن الحكومة ملزمة بتوفير بديل للسائقين، وإن لم تستطع فعليها تقنين أوضاعهم، متابعة "أكيد محدش منهم عاجبه حاله، بس دا مش معناه إننا حاربهم في أكل عيشهم"، ويؤيدها محمد سعد، موظف: "رغم إن التكاتك تسبب في الزحمة، إلا أنها شغّلت شبابا كان عاطلا، وساعدت الركاب في نفس الوقت".