يبدأ العاهل السعودى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، زيارته الرسمية إلى القاهرة الخميس المقبل، حيث أجمع الخبراء والمتابعون على أن هذه الزيارة «تاريخية»، إذ تُعد أولى الزيارات الرسمية للعاهل السعودى إلى أى دولة عربية، والثانية له إلى أى دولة فى العالم بعد زيارة الولاياتالمتحدة. ومن المتوقع أن تشهد الزيارة التوقيع على الكثير من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم حول مجالات التعاون المختلفة، التى اتفق عليها خلال اجتماعات المجلس التنسيقى «المصرى - السعودى». سفير المملكة بالكويت: التعاون مطلب «وطنى وقومى».. و«أبوزيد»: الملفات الإقليمية ستُطرح بقوة فى المناقشات وأكد الكاتب السياسى السعودى غازى الحارثى، ل«الوطن»، أن زيارة الملك سلمان تأتى فى توقيت دقيق وحساس للغاية، كما تعبّر عن مكانة مصر لدى المملكة، فهى تدل على مدى التعاون والتفاهم بين البلدين، ومن جهة التطورات الإقليمية فهى بالغة الأهمية، خصوصاً فى ما يتعلق بالملفات العالقة التى تهم مصر والسعودية، وعلى رأسها الملفان اليمنى والسورى. وأضاف «الحارثى» أن مفاوضات الأزمة اليمنية بدأت الآن، بالإضافة إلى تطورات عسكرية وسياسية، كان أبرزها الإعلان عن وجود وفد حوثى بالرياض، للتباحث حول عملية السلام المزمعة، كما أن مصر تلعب دوراً مهماً فى الأزمة السورية كحلقة وصل بين المحور الخليجى وروسيا، ولها موقف ورؤية تستطيع من خلالها التناغم مع كل المواقف. وأوضح أن العلاقات الثنائية أيضاً تشهد تطورات بالغة الأهمية على مستوى نتاج اجتماع المجلس التنسيقى «السعودى - المصرى»، الذى صدرت عنه قرارات مهمة سترى نتائجها النور قريباً، لذلك تأتى زيارة الملك سلمان رداً على كل الأمور التى تتم إثارتها فى بعض وسائل الإعلام المدفوعة من جهات من خصوم الدولتين، وتردّد حديث غير منطقى عن وجود فتور أو عدم توافق فى العلاقات بين البلدين، ومقولات موجّهة لمصالح معينة، وليست معبّرة عن قراءة متأنية لطبيعة العلاقات بينهما. وأكد «الحارثى» عدم وجود خلافات بين البلدين فى ما يتعلق بالملفات الإقليمية، خصوصاً اليمن، فمصر شاركت فى التحالف العربى لدعم الشرعية باليمن، وفى سوريا، قال إن مصر لها رؤية، والسعودية لها رؤية أخرى، ولا خلاف بينهما حول المسائل المفصلية، مثل بيان «جنيف 1» ووحدة الأراضى السورية والانتقال السياسى، ووجود رؤيتين للبلدين لا يعنى شقاقاً أو خلافاً مع مصر، فمذ ثورة 30 يونيو والبلدان فى موقع واحد على كل المستويات، والرئيس عبدالفتاح السيسى زار المملكة قبل 3 أسابيع، لحضور مناورات «رعد الشمال»، وكانت موجهة إقليمياً وعالمياً برسائل تدل على وحدة الصف العربى والإسلامى، ووجود السعودية ومصر على رأس هذه القيادة. من جانبه، قال سيد أبوزيد، سفير مصر الأسبق بالسعودية، إن زيارة الملك سلمان لمصر تاريخية وستمحو أى محاولات للإيقاع بين البلدين، موضحاً أن الزيارة ستكون لها تأثيرات على تطورات المنطقة العربية الفترة المقبلة، وأوضح «أبوزيد» ل«الوطن» أن من المتوقع أن تسفر الزيارة عن توقيع اتفاقيات وزيادة الاستثمارات السعودية فى مصر لاستكمال دعم الاقتصاد المصرى فى ظل ما يتعرض له من تعثرات، لافتاً إلى أن الملفات الإقليمية، مثل سوريا واليمن وليبيا، ستكون موجودة بقوة فى مناقشات الزيارة. وقال السفير السعودى بالكويت، الدكتور عبدالعزيز الفايز، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر تأتى فى مرحلة هامة جداً نظراً لما تمر به المنطقة من أحداث كبيرة، وأضاف لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أمس، أن زيارة خادم الحرمين ولقاءه بالرئيس عبدالفتاح السيسى للبحث والتشاور، يمثل تدعيماً للعلاقات الثنائية الوثيقة بين الشقيقين، مشيراً إلى أن الزيارة تأتى بعد تشكيل مجلس التنسيق السعودى المصرى، الذى يؤتى ثماره فى زيادة التعاون والتنسيق بين المملكة ومصر. وأشار «الفايز» إلى أن الزيارة تأتى فى ظروف إقليمية معقدة، ومع نجاح «عاصفة الحزم» فى التصدى للنفوذ الأجنبى بالمنطقة العربية وما تعانيه سوريا وليبيا وغيرهما من الدول العربية من إرهاب وتدخل أجنبى، ما يجعل التنسيق والتعاون بين المملكة ومصر مطلباً وطنياً وقومياً، موضحاً أنه من المعروف أن هناك اتفاقاً فى وجهات النظر بين البلدين بالنسبة للكثير من القضايا الإقليمية والدولية، كما أن المملكة ومصر دائماً ما تعملان على استتباب أمن المنطقة وتخليصها من التدخلات الأجنبية فى شئونها الداخلية.
الزيارات المتبادلة الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك سلمان بن عبدالعزيز خلال لقاء سابق «صورة أرشيفية» قام الملك سلمان بن عبدالعزيز بزيارة لمصر فى 27 مارس 2015، لحضور القمة العربية فى دورتها ال 26، حيث استقبله الرئيس عبدالفتاح السيسى. فى 10 نوفمبر 2015 وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى السعودية للمشاركة فى أعمال القمة ال4 للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية، وكان فى استقباله بالمطار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والأمير محمد بن نايف ولى العهد. زار الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولى ولى العهد النائب الثانى لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالسعودية مصر فى 15 ديسمبر 2015، واستقبله الرئيس السيسى، وبحثا نتائج اجتماعات مجلس التنسيق المصرى السعودى المشترك. قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بزيارة للسعودية فى 10 مارس 2016 لحضور البيان الختامى لمناورات «رعد الشمال» بمدينة الملك خالد العسكرية بمنطقة حفر الباطن فى السعودية.