ليست المرة الأولى التى يقتل فيها أهالى قرية بدمياط مسجل خطر ويمثلون بجثته.. أهالى قرية الرطمة فعلوها قبل ذلك، وطبّقوا حد «الحرابة» على حمادة زقزوق، أحد المسجلين، وأحرقوه ومثلوا بجثته، وأمس الأول كرر أهالى قرية البصارطة ما فعله أهالى الرطمة، وطبّقوا الحد على مسجل خطر يُدعى «النحلة» لم يتجاوز عمرة 18 سنة، قتلوه بعد أن اعتدى على أحد أهالى القرية عندما عاتبه لمروره فى شارع بالقرية مشهراً سلاحه، وهو ما قابله المجنى عليه بالسب لكل من يقابله، وأطلق النار على أحد الأهالى وأصابه. «الوطن» زارت قرية البصارطة لتقف على الأسباب التى دفعت الأهالى لقتل «النحلة»، والتمثيل بجثتة، قالوا لنا «ارتاحنا من نحلة البلطجى، الذى حوّل حياتنا إلى عذاب وهذا يوم عيد». عندما حاولنا تصوير مكان الجريمة وآثار الدماء هرول إلينا رجال كانوا تابعين للبلطجى المقتول، ومنعونا من أداء عملنا، وسبنا أحدهم بأقذع الشتائم، والألفاظ. الفرح يرتسم على وجوه كل أهالى القرية، يروون قصة قتل «نحلة» بفخر، فيقولون «أحمد أبوزيد، وشهرته (النحلة) عمره 18 سنة مسجل خطر، يوم الحادث كان يسير فى شارع الشهيد رضوان، حاملاً فى يده مسدساً محلى الصنع، وعاتبه أحد المواطنين ويُدعى عزيز الفار، على حمله السلاح، وتدخل فى الحوار ابنُ عمه، ويدعى سمير عبدالغفار الفار، 28 سنة، وحاول أخذ المسدس منه، فما كان من المسجل الخطر إلا أن أطلق النار عليه من مسدسه فأصابه فى رأسه، فظن أهالى القرية أنه قُتل، وتجمهر المئات، وضربوا نحلة بالعصى حتى لقى حتفه». وانتقل على الفور الرائد حسين القندقلى، رئيس مباحث مركز دمياط، ونُقلت جثة القتيل إلى مشرحة مستشفى الحميات فى دمياط، ونُقل المصاب إلى المستشفى العام. وقال على حجاج، أحد شهود العيان: «فوجئنا بمشاجرة بين (النحلة)، وأحد أهالى القرية يُدعى سمير، وأطلق البلطجى النيران فاستقرت رصاصة فى رأس سمير، ووقع مغشياً عليه فظن جميعنا أنه قتل، وتجمهر أهالى القرية وضربوا (النحلة) حتى سقط قتيلاً». وقال أحمد نبيل، أحد أهالى القرية: «القتيل كان بلطجياً يُهدد حياتنا، ويروِّعنا بالليل والنهار، يسير فى الشوارع مشهراً سلاحه فى كل مَن يرفض دفع إتاوة، كما أنه كان مدمناً للمخدرات وأحرق عدداً من المحلات لرفض أصحابها دفع الإتاوة». وقال أحد أهالى القرية -رفض ذكر اسمه- «النحلة لم يترك جريمة واحدة إلا وارتكبها فى قريتنا، بداية من سرقة الورش، والاعتداء على المواطنين، وفرض الإتاوة، وحمل السلاح، وتعاطى المخدرات، وخطف الأطفال رهائن، والاعتداء على أصحاب محلات الفاكهة، إذا رفضوا دفع الإتاوة، ويوم مقتله عيد للقرية». وقال الحاج عزيز الفار، الذى كان أحد أطراف المشاجرة: «ابن عمى لم يفعل شيئاً وتدخل بينى وبين البلطجى الذى تطاول علىّ، والسبت الماضى أحرق ورشة، وقدِّرت الخسائر ب3 ملايين جنيه، واعتدى على صاحب الورشة الحاج عنتر العطوى، وولده محمد، وهددهما بحرق الورشة مرة أخرى إذا لم يدفعا الإتاوة المطلوبة». من جانبه قال المصاب سمير الفار: «لم يكن بينى، وبين القتيل علاقة، ولأول مرة أتحدث معه بعد أن سبّ ابن عمى، وأطلق النيران علينا، وبعدها لم أدرِ بشىء إلا وأنا فى المستشفى».