سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«الوطن» فى جولة مع سيدة لرصد «زيادة الأسعار» التى تنفيها الحكومة «نوال» وزوجها ينفقان 800 جنيه شهرياً على الأكل والشرب.. ويؤكدان: الأسعار زادت فى كل حاجة بنسبة 20%
تمشى متأبطة ذراعه، تسير واثقة معه فى جولتهما الشهرية المعتادة فى بداية كل شهر، التى أحياناً تتأخر حتى منتصفه لحين اكتمال نصاب «مصروف البيت» فيكون موعدهما مع محلات الجملة لشراء «التموين»، الست نوال أُم وزوجة لمحامٍ تعدى الستين، عاشت معه 30 عاماً أنجبت خلالها خمسة أبناء تخرجوا جميعهم فى الجامعات تزوج منهم من تزوج وسافر بعضهم للخارج للبحث عن «رزق أوسع». الرحلة الشهرية لمحلات البقالة والجزار وتجار الطيور لا تذهبها بمفردها فيكون زوج العمر رفيقها و«شنطة السوق ذات العجل» ثالثهما «بننزل مرة فى الشهر أشترى البقالة والجبن وتموين البيت كله من لحمة وفراخ وبيفضل الخضار باجيبه حسب جدول الطبيخ»، فى الغالب مشوارها الشهرى للسوق يتكلف حوالى 800 جنيه تموين شهرى لشخصين فقط هى وزوجها، لكن إذا قررأبناؤها أن يزوروها لمدة أسبوع فتموين الشهر لا يكفى أسبوعاً واحداً. «الشهر ده الأسعار زادت بنسبة كبيرة -تتحدث عن تموين ديسمبر- لاحظناها أنا والأستاذ لما روحنا السوبر ماركت اللى متعودين نشترى طلباتنا منه، لا تركز فى أسعار مشترياتها عادة ولكنها هذه المرة فوجئت بزيادة سعر الفاتورة المعتادة، أنا طلباتى ثابتة كام كيس مكرونة وشيكارة رز خمسة كيلو وزجاجة زيت 3 لتر، وباكوين شاى كبير وكام برطمان صلصة ده غير شوية حاجات كده على حسب الطلب وكل ده غير اتنين كيلو لحمة على كام فرخة»، نسبة زيادة قدرتها بحوالى 20% عن سعر المشتريات نفسها الشهر الماضى. «المكرونة زادت نص جنيه فى الكيلو والأرز زاد جنيه بحاله فى الشيكارة الخمسة كيلو وزيت القلى تقريباً مختفى»، الست نوال التى تحرص دائماً على الالتزام بتعليمات زوجها وهى تشترى احتياجاتها «الأستاذ منبه علىّ لو لقيت الطماطم غالية أجيب خيار ولو الخيار غالى أجيب خس ولو مافيش يبقى بلاها سلطة خالص». تجر العربة «ذات العجل» التى لا تفارقها فى زيارتها للسوق تتجول بها على محال الخضار والفاكهة تشترى ما يلزمها ليوم واحد وطبخة واحدة «بشترى الخضار أول باول إحنا دقة قديمة شوية وما بنحبش الخضار المحفوظ»، ثرثرة السيدات مع تجار الخضار لا تنتهى أثناء وقوفها «هو كل يوم سعر الخضار بيزيد عن اليوم اللى قبله» فيرد التاجر الذى تستأمنه الست نوال وتحرص على عدم تغييره أبداً: «إحنا لا بنغلى ولا بنرخص الحاجة بتغلى علينا وعليكوا». لا يدخن الرجل السجائر، ويحمد الله على هذا، تفرح نوال بأن أياً من أبنائها لا يدخن، خاصة بعد الزيادات الرهيبة فى أسعار السجائر التى سمعت عنها من زميلاتها بعد قرار الرئيس زيادة الأسعار وتراجعه عنها، تشكك «نوال» فى مسألة التراجع «متأكد أن الأسعار هتزيد أكتر، التجار أول ما بيشموا ارتفاع فى سعر حاجة الدنيا كلها بتولع علينا إحنا بس، وتلاقى كل السلع أسعارها زادت وسلع تانية اختفت».. تشكو السيدة الخمسينية من اختفاء الزيت وشح السكر، تصفه «بجيب السكر لأن الراجل بتاع السوبر ماركت عارفنى لولا كده كان خباه عليّا زى ما خباه على غيرنا». «نوال» أكدت أن «سوبر ماركت» شهيراً كانت تعتاد الشراء منه يصفى بضاعته، وعندما سألت قالوا لها «الظاهر أن الإخوان هيشتروه». منذ الإعلان عن ارتفاع الأسعار وبدأ التنفيذ على أرض الواقع و«نوال» تفكر جدياً فى شراء احتياجاتها بما يكفيها شهرين «فكرت اأجيب مكرونة ورز ولحمة وفراخ وأخزنها مين عالم بكره أسعارها هتبقى إزاى.. بس تراجعت عن الفكرة لأن ده محتاج ميزانية ضخمة». ليست المشكلة الوحيدة لدى الست نوال أسعار البقالة والخضار ومستلزمات البيت، ولكن ما «زاد الطين بلة» على حد تعبيرها «فواتير الكهربا بقت نار، إحنا كنا بندفع 25 جنيه وفجاة آخر 3 شهور جاتلنا 50 و70 و150 على التوالى»، أسعار الكهربا التى زادت ولم تجد ربة المنزل سبباً مقنعاً لذلك الارتفاع «الاستهلاك هو هو إيه بقى مبرر الزيادة؟!»، الساعة التى تجاوزت الثامنة مساء ولا تزال هى وزوجها يطرقان أبواب المحلات لشراء ما يلزمهما والبرد القارس يتسلل إلى مسامها مُذكراً إياها بتلك الساعات التى كانت تقضيها وهى تتسوق لمنزلها الحديث منذ ثلاثين عاماً فى بداية حياتها الزوجية «كانت لسه البركة موجودة وكانت 10 جنيه تكفينا لحمة وخضار وفاكهة فى اليوم»، تنسى خلافها الأخير مع زوجها حول الدستور فقد صوت ب«لا» رافضاً الاستقرار الذى يمنحه دستور يشوبه عوار على حد قول زوجها المحامى «أنا خالفته لأول مرة وقلت نعم يمكن الدنيا تتعدل وتستقر وربنا يجيب الخير». أخبار متعلقة: رفع الأسعار بما يخالف شرع الله لصناعات المتوسطة والصغيرة.. الضحية الكبرى لمذبحة الأسعار شعبة المستوردين: التجار رفعوا الأسعار لتأكدهم من زيادة الضريبة المصانع تحذر: زيادة 200 جنيه فى طن الحديد التجار: الحكومة مسئولة عن ارتفاع الأسعار.. وترقبوا الزيادة مع بداية العام الجديد