أرجوك، لا تختصر السلفيين فى شخص تكرهه، أو يضايقك بتصرفاته، أو يتجاوز فى حق كل من حوله، أو يتعالى عليك بعلمه وينفى كونك بنى آدم. لا تظن -وبعض الظن إثم- أن السلفيين رجعيون وجهلاء ومتشددون، ولا تعتقد أنهم يريدون قطع يدك ومطاردتك والزواج من بنت فى الثالثة من عمرها بحجة أن «القرآن قال كده»، حتى لو سمعت ذلك من بعض مشايخهم. السلفيون ليسوا شيخاً قليل الأدب، أو سفيهاً، أو ديوثاً، يردح فى الفضائيات الدينية، التى تحولت أغلبها من الإخلاص للدين والدعوة، إلى شهوة الظهور، وتصفية الحسابات، وقعدة الفسحة والمصطبة، أملاً فى (فلوس إعلانات) لا تأتى، وتعوضها تبرعات رجال أعمال كبار ربما غسلوا أموالهم بذلك، أو أمراء خليجيين تحت مسمى (نشر الدعوة) أو (نشر دين الله). السلفيون ليسوا بائعى البسبوسة والهريسة فقط، ولا يمكن اختصارهم فى هؤلاء الذين تقابلهم فى مول الكمبيوتر، مع احترامنا وتقديرنا لبائعى الهريسة والعاملين فى مولات الكمبيوتر، و السلفيون ليسوا بعض الذين تستضيفهم قنواتهم من أصحاب الشطط والانحراف الفكرى بفعل سنوات من الردم عليهم، أو الدعوة فى الخفاء، أو التعذيب فى السجون، أو تبويظ دماغهم بتعليمات أمن الدولة، أو لأن دماغه كده، فهو فى الآخر بنى آدم برضه، والبنى آدمين فيهم الكويس وفيهم (ابن الذينه) السلفيون ليسوا عبدالله بدر بكل ما يقوله من سفاهة وتجاوز، ولا خالد عبدالله بكل ما يتغوطه من كلام سيئ ظناً منه بأنه يرد على أعداء الدين، ولا الشيخ اللطيف محمود شعبان بمواهبه الكوميدية المتعددة، ولا أبوإسلام الذى دعا باسم يوسف لارتداء النقاب مقارناً إياه بليلى علوى، ولا حتى كل الذين يصفقون لكل هؤلاء المشايخ ويشجعونهم، فهم مثل أى عيل تافه مراهق يشاهد خناقة، وبدلاً من أن يفضها يصرخ: عايزين دم.. عايزين دم، وهم وقت الجد غير موجودين بالمرة إلا فى المعارك والسفالة وقلة الأدب باسم دين الله.. يا أخى ده بعضهم قال: ربنا هو اللى بيشتم.. تاخد على كلامه السلفيون ليسوا على ونيس، أو البلكيمى، أو نائب الأذان، أو هواة الشهرة من المحامين، وكم من ونيس وبلكيمى وباحث عن الشهرة فى تيارك أنت شخصياً أياً كان، السلفيون ليسوا حازم أبوإسماعيل الذى يصعب أن تضمه لفصيل معين حيث ينتمى دائماً لمن يحقق مصلحته ورغبته فى الظهور، وليسوا «حازمون» الذين يظنون أنهم يخدمون دينهم وشريعتهم بأن يكونوا رهن إشارة شخص يلعب بهم، ولتفترض يا أخى أن مشكلتهم فى وسائل التعبير عن أنفسهم، وليس فى إخلاصهم؛ لأنهم لا يفعلون كل ما يفعلونه إلا ظناً منهم أنهم يخدمون قضية اختصروها فى شخص، ولتجرب أن تحتويهم وتحاورهم قبل أن تخرجهم من حساباتك وتصدر حكمك النهائى ضدهم. السلفيون حتى ليسوا ياسر برهامى ومشايخ السلفية الذين هرولوا للسياسة، فلوثتهم بعد أن كانوا يدعون إلى الله لا أكثر ولا أقل، ويرون فى دعوتهم هذه منتهى الأمل فى تحكيم شرع الله الذى هو منتهى ما يريدونه. ياسر برهامى تحديداً لم يفعل شيئاً لسيد بلال ودعا أتباعه لعدم التظاهر من أجله والصبر والاحتساب والدعاء، ثم قال عن ثورة 25 يناير إنها خروج على الحاكم وها هو يدخل فى رمال السياسة المتحركة التى ستغرقه وتياره بعد أن تلوثهم بالكامل. السلفيون الحقيقيون المحترمون موجودون والله، منهم من هو غاضب من اقتحام شيوخه للسياسة بعد تحريمهم لها لكن للأسف إما ابتعد أو لا صوت له، ومنهم من يرفض احتضانهم لشيوخ البذاءة وقلة الأدب والهراءات الفكرية، لكن للأسف يهاجمه العامة والدهماء والمتشددون من نفس التيار، ومنهم من يرفض الظهور والاشتباك، ويعكف على طلب العلم مؤمناً بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من يرد الله به خيراً يفقهه فى الدين». النماذج المحترمة من السلفيين موجودة، وعلى الإعلام أن يبحث عنها ويقدمها بدلاً من التركيز على سفاهات بعضهم؛ لأن التيار الليبرالى أيضاً ملىء بالسفهاء، والمتجاوزين، والناس تحتاج أن ترى القدوة وليس المضللين. فليظهر د.محمد إسماعيل المقدم فى الإعلام بدلاً من احتجابه عنه ليقدم نموذجاً للسلفية الحقة التى مهما اختلفت معها ستحترم رموزها، فليكن فى الرد المحترم للدكتور باسم خفاجة على انتقاد باسم يوسف له فى إحدى الحلقات مثلٌ لهؤلاء الذين يظنون أن الموضوع (عاركة بلدى) فى (خناقة حوارى)، فلنقدم شباب السلفيين المبدعين والمحترمين، والذين لا يختلفون عنا فى شىء، لكن تم الردم عليهم لحساب التكريس للسفاهة.. يا أيها السلفى المحترم.. اظهر وبان عليك الأمان.