يذكّرنى حال الصراع والانقسام الذى يعيشه قاده حزب النور بمقاتلى جبل أحد، الذين شدّ الرسول صلى الله عليه وسلم على أيديهم ألاّ يتركوا الجبل مهما كان.. حتى انتهاء المعركة.. وبمجرد أن لاحت بواكير النصر ومن ثمّ جمع الغنائم.. تركوا الجبل.. فجاء العدو من خلفهم وقتلوا من المسلمين سبعين صحابياً رضى الله عنهم.. قلنا فى السابق لقيادات حزب النور عندما وضعوا «لبنة» العمل السياسى من خلال حزبهم الوليد «أن حياة الضوء التى يسلطها الإعلام.. ومن ثمّ الشهرة، لن يستطيع تحمّلها أحد بسهولة إلّا من كتب الله له السلامة، كما أن حياة السلطة أشد وطأة وأسوأ سبيلاً.. ! وها قد اجتمعت «الفتنتان» على الذين كانوا يعملون حتى وقت قريب «دعاة» يهدون الناس إلى الخير ويأمرونهم بالمعروف وينهونهم عن المنكر.. فإذا بهم أول من يقع فى «الفتنة».. فكانت الكاشفة.. وما إن لاحت تباشير الشهرة بعد الثورة.. والآن تباشير السلطة بعد أن دانت الدولة للتيار الإسلامى حتى تقاتل «الدعاة» وصار لكل قائد منهم جبهة.. ولكل جبهة أنصار.. ودارت رحى الانشقاقات والانقسامات على السلطة الآثمة.. تناسى الدعاة كل آيات الوحدة والاتحاد والعفو والصفح والتراحم.. تناسوا كل ذلك.. وإذا بالقيادى الشيخ ياسر برهامى يشن غاراته من الإسكندرية على الرجل المحترم الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس الحزب. برهامى الذى يصنف نفسه عالماً ربانياً وهو أمر يعلمه الله فقط يحارب عبدالغفور حرباً لا هوادة فيها رغم أنه يقول إنه لا علاقة له بالسياسية.. ويدور فى المحافظات من خلال أتباعه وفرقته لتأليب الحزب على الرجل والخروج على رأى «الجماعة».. لقد كان لدخول علماء وقادة حزب النور أثره الكبير على الدعوة.. لأنهم ليسوا مثل جماعة الإخوان المسلمين، لديهم أقسام للسياسة والدعوة والتربية.. هؤلاء لا يعرفون سوى الدعوة فقط فتفرغوا للسياسة.. تفرغوا للسلطة والسلطان.. كل ما أرجوه من الشيخ ياسر برهامى أن يظل بعيداً عن الحزب وأن لا يعبث به لأن ما تحمّله رئيس الحزب لم يستطع تحمله خاصة فى أيام العسرة!