التصريحات التى أدلى بها الداعية السلفى الدكتور ياسر برهامى مؤخرا خلال المؤتمر الدعوى الذى عقده بسوهاج أول من أمس، متهما فيه تيار «السلفية الجهادية» بأنهم صنيعة جهاز أمن الدولة، متبرئا منهم هم وتيارات أخرى اعتبرها دخيلة على الدعوة السلفية بغرض تشويهها، أثار عاصفة من الغضب فى أوساط «السلفيات» الأخرى، واصفين تصريحات برهامى بأنها «مصادمة لأبسط قواعد المنطق والتفكير السوى»، وأنها تصريحات لا تستند إلى أى دليل أو بيِّنة. القيادى بالسلفية الجهادية، الشيخ مرجان مصطفى قال إن الدكتور ياسر برهامى رجل مسلم وداعية من أبرز الدعاة، وعليه أن يلتزم بآداب الإسلام ولا يفترى على أحد، ولا يؤذى إخوانه المسلمين بتصريحاته، مضيفا «ونحن إن كنا سوف نرد فلن نرد على الشيخ ياسر فى ذاته، وإنما نرد على تصريحاته التى قالها».
مرجان دافع عن السلفية الجهادية، قائلا «إن المصطلح أطلق علينا ولا نعرف من أطلقه، لكننا لا نتضرر من هذا الاسم، فلنا الشرف أن نتبع منهج السلف الصالح والجهاد الذى فرط فيه كثير من قيادات التيار الإسلامي»، مضيفا أن تصريحات برهامى بأننا صنيعة أمن الدولة فلا يوجد عقل يصدق ذلك، فكيف نكون صنيعة هذا الجهاز البغيض ومعظمنا حكم عليه بالإعدام وبالسجن المؤبد، وبعضنا قضى عقوبته والبعض منَّ الله عليه بالفرج، ونحن ألدّ أعداء هذا الجهاز. كاشفا أن أحد ضباط جهاز أمن الدولة قال له بالنص «أنتم بالذات لازم تموتوا فى السجن».
القيادى الجهادى اعتبر ما قاله الشيخ برهامى مغالطة يجب أن يترفع عنها، موجها حديثه له قائلا «اتق الله فى تصريحاتك ولا تجامل أحدا على حسابنا ولا تنشر الباطل والكذب، فنحن لسنا صنيعة أمن الدولة بل نحن أعداؤه، والجميع يعرف ذلك أم أنك لا تقرأ التاريخ ولا ترى حركة الزمان».
وفسر مرجان تصريحات برهامى بأنه «كلام دفع إليه وله مآرب أخرى، ونحن لا نتحرك إلا بكتاب الله وسنة رسوله، وما يقوله السلف الصالح، ولا يليق بك أن تخالف الشرع وتردد ما يقوله الأعداء عنا»، وطالب مرجان برهامى بالاعتذار عن هذا الخطأ، مؤكدا «فنحن السلفيون حقا والجميع يعرف من هو صنيعة أمن الدولة».
وحول اتهام برهامى بعض التيارات السلفية بتبنى الفكر التكفيرى، قال الشيخ مرجان «إننا لا نكفر أحدا بالباطل فالتكفير حق لله ولرسوله دون غيره»، مشيرا إلى أنه كتب كتابا عنوانه «النهى عن تكفير المسلمين» مضيفا لسنا تكفيريين وإنما نحذر من الوقوع فى هذا الأمر، ومرد كلامنا لله ورسوله وعلماء السلف، ونرى بالتروِّى فى هذا الأمر حتى مع أعدائنا، ونعامل الناس بالعدل والرحمة لا بالانتقام والتشفى ولا نكفر مسلما بذنب فتلك عقيدتنا، إلا إننا محارَبون من وسائل الإعلام الذى يرفع من شأن أشخاص هم غير جديرين بالرفع، وأيضا من بعض من ينتسب إلى التيار الإسلامى، مبديا تحديه أن يخرج له من كتبهم وأدبياتهم دليل على أنهم تكفيريون أو يتبنون هذا المنهج التكفيرى.