بعد اعتراض "كيري" على أوضاع حقوق الإنسان.. دبلوماسيون: مصر لن تدخل في صدام مع أمريكا

أبدى جون كيري وزير الخارجية الأمريكية، شعوره بالقلق من تدهور حقوق الإنسان في مصر، بعد قرار فتح تحقيق بشأن المنظمات غير الحكومة المصرية والتمويل الأجنبي، الأمر الذي رأه بعض الدبلوماسيين السياسيين، بأنه تدخل مقبول حسب القانون الإنساني الدولي والذي يعتبر انتهاك حقوق الإنسان أمر دولي، بينما طالب البعض الآخر، بضرورة إصدار تشريع ينظم عمل منظمات المجتمع المدني بحرية.
السفير ناجي الغطريفي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، قال ل"الوطن"، إن إدارة العلاقات بين الطرفين المصري والأمريكي تدور بين الشد والجذب، بسبب مصالح الدولتين في الشرق الأوسط، والذي وصفها ب"المتضاربة والمتصادمة"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تمتلك مصالح في منطقة الشرق الأوسط، تتلخص في التعامل مع تيار الإسلام السياسي، وملف القدس والأراضي المحتلة بالمنطقة.
حسن هريدي: يجب إصدار تشريع ينظم عمل منظمات المجتمع المدني
وأضاف "الغطريفي"، أن مصر لن تدخل في صدام مع الجانب الأمريكي، حتى وإن كان التصادم لفظيًا، وتحاول أن تعمل على تهدئة الأمور بطريقة أو بأخرى، حسب قوله.
فيما طالب السفير حسن هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بضرورة إصدار التشريع الخاص بتنظيم عمل منظمات المجتمع المدني، الذي يتيح الفرصة الكاملة لأن تعمل بحرية، ما لم يضر عملها بالأمن القومي، قائلًا إنه إذا وجدت بعض المنظمات تنتهك القوانين المصرية تحال للقضاء على الفور.
وأضاف هريدي، ل"الوطن"، أن حديث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عن قلقه بشأن التعامل مع منظمات المجتمع المدني، ليس جديدًا، لافتًا إلى أنه كان يأمل تأجيل القضية، خصوصًا بعد قرار البرلمان الأوروبي بشأن قضية "ريجيني" في 11 مارس الجاري، والذي طالب السلطات المصرية بتوفير تحقيق مشترك "سريع وشفاف ومحايد" في مقتل الطالب الإيطالي، ودعا إلى التعاون في التحقق من "تعذيب واغتيال" جوليو ريجيني، وصوت معظم أعضاء البرلمان لصالح القرار.
رخا أحمد حسن: ما فعله "كيري" تدخل مقبول وفقا للقانون الدولي
كما طالب مساعد وزير الخارجية الأسبق، بضرورة تجمع الأجهزة المعنية بالدولة ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، للدخول في حوار شامل حول دور منظمات المجتمع المدني واحترام حقوق الإنسان وحرية التعبير.
فيما رأى السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، أن جون كيري، وزير الخارجية الأمريكي، تجاهل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، وكان عليه مراعاتها، مطالبًا مصر بضرورة التعامل بحكمة مع منظمات المجتمع المدني.
وأضاف رخا، ل"الوطن"، أن جون كيري استرجع ذكرى طرد الجمعيات الحقوقية إبان عهد فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولي سابقًا، وكان من ضمنهم ابن وزير النقل الأمريكي، وخشى من تكرار هذه التجربة، مؤكدًا أن ما فعله هو تدخل مقبول في الشأن المصري، وذلك حسب القانون الإنساني الدولي، الذي يعتبر أن انتهاك حقوق الإنسان أمر دولي وليس شأن داخلي فقط.