سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بيان الخارجية المصرية لطمة على وجه العم سام.. هريدي: غير مسبوق ويعكس توتر العلاقات مع أمريكا.. والمنيسي: أتمنى أن تكون الولايات المتحدة استوعبت الدرس.. وحسن: يطالبهم بضبط النفس تطبيقًا للمعاملة بالمثل
يبدو أن مصر قد طفح بها الكيل من التجاوزات المستمرة للنظام الأمريكي ضدها، لا سيما تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية المتكررة، فضلًا عن تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية عن فض اعتصامي رابعة والنهضة، حيث جاء بيان وزارة الخارجية المصرية الذي طالب الولاياتالمتحدة بضبط النفس في التعامل مع احتجاجات ولاية ميزوري، غير مسبوق في تاريخ العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين. حيث استخدم البيان نفس العبارات التي استخدمتها واشنطن لتحذير القاهرة أثناء حملتها الأمنية على متظاهري الإخوان المسلمين العام الماضي. يعتقد محللون أن البيان يعكس توتر العلاقات بين واشنطنوالقاهرة، وأنه جاء على خلفية تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الذي نشرته الأسبوع الماضي، حول استخدام قوات الأمن المصرية للقوة المفرطة بشكل ممنهج ضد المتظاهرين الإسلاميين، بعد الإطاحة بمرسي. ومن جانبها، علقت صحيفة "هافنجتون بوست" الأمريكية، على بيان الخارجية المصرية، بشأن الأحداث في مدينة فيرجيسون، والذي يطالب بضبط النفس وضرورة احترام حق المتظاهرين في الاحتجاج السلمي، ووصفته بالبيان "الجرئ"، مع الأخذ في الاعتبار سجل مصر في مجال حقوق الإنسان الذي وصفته "بالقاتم"، إلى جانب علاقتها المتوترة حاليًا مع الولاياتالمتحدة. وفي المقابل، ردت واشنطن على لسان ماري هارف، المتحدثة باسم الخارجية، على الانتقادات التي وجهتها إليها مصر، اليوم، على خلفية الإضرابات العرقية التي تشهدها ضاحية فيرجسون بولاية ميزوري، مؤكدة أن الولاياتالمتحدة تعالج مشاكلها "بنزاهة وشفافية". وأضافت هارف "هنا في الولاياتالمتحدة، نحن نأخذ في الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بشفافية ونزاهة وصدق، مقابل ما يجري في أي دولة أخرى في العالم"، وتابعت "هذه هي حلاوة حرية التعبير التي ننعم بها في الولاياتالمتحدة، إنها حرية التعبير التي لا يمكننا أن نقول أنها تحظى بنفس الاحترام في مصر". وفي سياق متصل، أبدى الرئيس الأمريكي باراك أوباما، استياءه الشديد من بيان الخارجية المصرية الذي طالب السلطات الأمريكية بضبط النفس مع متظاهرة ميزوري وفيرجسون، وقال إن هذه خطة مكشوفة لتأليب المواطنين على البيت الأبيض، واصفًا البيان بالمريب، مضيفًا "الرئيس المصري يحاول الانتقام مني بسبب مواقفي مع الإخوان، مشيرًا إلى أن السيسي لن يستطيع إجباره على التنحي، لأنه رئيس منتخب ويحظى بشعبية كبيرة في أمريكا، وأن التظاهرات حدث عارض سوف ينتهي". ومن جانبه، أكد السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن بيان الخارجية المصرية الذي طالبت فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية بضبط النفس، جاء ردًا على تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية، وتصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية المؤسفة، والتي أساءت فيها لمصر عندما قالت إن المساعدات الأمريكية يتم استخدامها في قمع المتظاهرين، مشددًا في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، على أن البيان قد جاء في هذا الإطار بسبب التصريحات الأمريكية المتكررة حول الأوضاع في مصر في الفترة الأخيرة، والتي جانبها التوفيق. وانتقد هريدي البيان، مشيرًا إلى أنه أغفل عدم وجود حكومة مركزية في الولاياتالمتحدة، والنظام هناك فيدرالي، وبالتالي فلا تستطيع الحكومة التدخل في شئون الولايات إلا بأمر من حاكم الولاية، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وأضاف هريدي أنه كان يفضل عدم صدور مثل هذا البيان لأن يخاطب الحكومة الأمريكية التي ليس من اختصاصها التدخل في الأمر، وكان من الأفضل أن يخاطب البيان السلطات المحلية وسلطات ولاية ميزوري. وأبرز هريدي أن هذا البيان غير مسبوق ولم نشهد صدور مثل هذا البيان من قبل، لافتًا إلى أنه يعكس شيئًا غير طبيعيًا في العلاقات بين البلدين، وشدد هريدي على أن البيان من حيث المضمون والتوقيت غير مناسب. كما وصف السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية السابق والمشرف العام على الهيئة العامة لرعاية المصريين بالخارج، بيان الخارجية المصرية الذي طالب فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية بضبط النفس في التعامل مع احتجاجات ولاية ميزوري "بالبيان الذكي"، لافتًا إلى أن هذا البيان يثبت للولايات المتحدة وللإدارة الأمريكية، أن ما كانوا يعترضون عليه في مصر يحدث الآن في عقر دارهم، وأن فكرة الكيل بأكثر من مكيال أصبحت بالية. وقال المنيسي، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، إنه يحيي وزير الخارجية سامح شكري، على قيام الوزارة بالتعليق على ما يحدث في الولاياتالمتحدة بهذا البيان، معبرًا عن تمنياته في أن تكون الولاياتالمتحدة قد استوعبت الدرس، مشيرًا إلى أن قانون التظاهر المصري الذي انتقدته الولاياتالمتحدةالأمريكية، أكثر إنسانية وديمقراطية إذا ما قورن بطريقة الشرطة الأمريكية والحرس الوطني التابع للجيش الأمريكي في التعامل مع المتظاهرين في مدينة فيرجسون. وثمن المنيسي، البيان، مشيرًا إلى أنه سبق ردود الأفعال الأخرى من أي دولة، وحتى تعليق السكرتير العام للأمم المتحدة على الأحداث. واعتبر السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن بيان الخارجية المصرية، يأتي في إطار تطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، مشيرًا إلى تقرير منظمة "هيومان رايتس ووتش" الأمريكية، التي انتقدت فيه فض اعتصام رابعة، قائلًا: "إنه من الأولى أن تطبق الولاياتالمتحدة معاييرها في الديمقراطية مع مواطنيها"، مضيفًا أن البيان لم يكن السابقة الأولى التي قامت فيها السلطات المصرية بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، لافتًا إلى قيام السلطات برفض دخول الدبلوماسيين الأمريكيين إلى مصر بدون تأشيرة، وتفتيش وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قبل مقابلته للرئيس السيسي، ردًا على تفتيش وزير الخارجية السابق نبيل فهمي، لافتًا إلى أن تعليق مصر على ما يحدث من احتجاجات في الولاياتالمتحدة طبيعي للغاية، مشيرًا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة كممثل للمجتمع الدولي قد علق كذلك على هذه الأحداث وطالب السلطات الأمريكية بمراعاة الحذر والتزام ضبط النفس. وتابع حسن أن ما دفع الخارجية للتعليق على أحداث داخل الولاياتالمتحدة، كون الإدارة الأمريكية والهيئات المدنية لديها تنصب نفسها حارسًا على حقوق الإنسان والديمقراطية، وهو ما لا يتناسب مع طريقتها في التعامل مع الاحتجاجات السلمية، لافتًا إلى حدوث تصاعد في حدة الأحداث، مما يدل على وجود مظاهر احتكاك وعنصرية وتقييد لحرية بعض الفئات وحقها في التعبير عن رأيها.