هاجمت وسائل الإعلام الغربية، بيان وزارة الخارجية المصرية الذي تحث فيه السلطات الأمريكية على التحلي بضبط النفس مع احتجاجات مدينة "فيرجسون" بولاية ميزوري، وقالت وسائل الإعلام الغربية إنه "غير متوقع أن تنتقد مصر أعمال العنف، في حين تستخدم سياسة القهر والقمع مع أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، وجردتهم من جميع حقوقهم السياسية والاجتماعية". وعقَّبت وزارة الخارجية الأمريكية على بيان الخارجية المصرية، وقالت ماري وافري، نائبة المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن "عند وجود أي مشاكل وقضايا في أمريكا، نأخذ في الاعتبار كيف نعالج مشاكلنا بكل شفافية ونزاهة وصدق على عكس باقي دول العالم"، كما رفضت هارف بشدة مقارنة وضع الأزمات في مصر وواشنطن، مؤكدة أن المواطنين يتمتعون بحرية التعبير وأن ما يحدث له منظور مختلف تمامًا ولا يمكن مقارنته بالقمع الذي يحدث في باقي الدول. وانتقدت منظمة "هيومان رايتس ووتش"، في تقرير لها، قوات الأمن المصرية التي استخدمت "القوة المفرطة" بشكل منهجي ضد المحتجين الإسلاميين بعد الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي ومنعتهم من ممارسة كل الحقوق السياسية والاجتماعية، وأكدت على ارتكاب السلطات المصرية جرائم ضد الإنسانية في حق المواطنين. وقدَّمت العديد من الصحف الأجنبية انتقادات لبيان الخارجية المصرية، حيث رأت صحيفة "جارديان" البريطانية أن مصر استغلَّت أحداث الشغب بميزوري لتظهر الجانب السلبي للسلطات الأمريكية، واعتبرت أن البيان يحمل الكثير من السخرية في ظل سجل انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها قوات الشرطة بمصر. فيما تعجبت الصحيفة البريطانية "ديلي ميل" من الموقف المصري، حيث لم تعتد مصر انتقاد سياسة واشنطن، وتساءلت الصحيفة عن السبب وراء تسليط الحكومة المصرية الضوء على أحداث ميزوري واتحاذ هذه الخطوة الجريئة في مثل هذا التوقيت. وأشارت صحيفة "إندبينديت" البريطانية، إلى أنه يجب على مصر رصد انتهاكات حقوق الإنسان الخاصة بها قبل إلقاء اللوم على الآخرين، ووصفت تصريحات مصر على أحداث ميزوري بالمدهشة. وهاجمت المجلة الأمريكية "فورين بوليسي" البيان بشدة، ووصفت تعليقات الخارجية المصرية على أحداث ميزوري بالنفاق، مشيرة إلى أن بعد عام من قمع السلطات العسكرية لأنصار المعزول مرسي تقدم مصر النصح للشرطة الأمريكية في كيفية التعامل مع المتظاهرين، الأمر الذي وصفته ب"المزحة السخيفة"، تحت عنوان السلطات المصرية تعطي الإرشاد للعم سام في التعامل المثالي مع المواطنين المحتجين. وشبهت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أن بيان الخارجية المصرية بتصريحات الرئيس الأمريكي العام الماضي خلال مواجهة المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان ووصفت التصريحات المصرية ب"غير العادية"، وخصوصًا أن مصر تتلقى مساعدات أمريكية سنويًا بحوالي 1.5 مليار دولار.