ألقت مذبحة العباسية بظلالها الكثيفة على الاجتماع الذي كان مقررا أمس بين المجلس العسكري والأحزاب السياسية حيث أعلنت 5 أحزاب مقاطعتها للإجتماع أو انسحابها منه، في مقدمتهم الحرية والعدالة، التابع لجماعة الإخوان المسلمين، والنور السلفي، وأحزاب أخرى مدنية، وانسحب حزبان، فيما شارك التجمع والكرامة والمصريين الأحرار والوسط. وأعلن الحرية والعدالة في بيان له عن "مقاطعته لاجتماع المجلس العسكري مع الأحزاب السياسية المقرر عقده اليوم نظراً لتصاعد الأحداث الدامية في ميدان العباسية وما يلوح في الافق من محاولات لإعاقة تسليم السلطة طبقاً للجدول الزمني المقرر له" بحسب البيان الذي أشار إلى اجتماع مرتقب لمناقشة تداعيات الأحداث أمام وزارة الدفاع. وقال محمد مرسي، رئيس الحزب، إنه قرر تعليق حملته الانتخابية لمدة يومين، تضامنا مع المعتصمين أمام وزارة الدفاع ورفضا لاستخدام العنف ضدهم، مؤكدا علي مقاطعة الحزب للقاء المجلس العسكري الذي كان مقررا عقده اليوم لمناقشة أزمة التأسيسية. وأضاف مرسي، في تصريحات صحفية اليوم، إنه إذا كان الغرض من هذه الأحداث تأجيل الانتخابات الرئاسية فهذا أمر مرفوض" نحن مصرون علي تسليم السلطة في موعدها المحدد طبقا للجدول الزمني للمرحلة الانتقالية. في السياق نفسه، أعلن محمد نور المتحدث الرسمي لحزب النور السفلى، مقاطعة الحزب لاجتماع المشير اليوم، وقال إن د.عماد عبد الغفور، رئيس الحزب، رفض حضور اجتماع المجلس العسكري وهو الآن مع المعتصمين في العباسية. وأكد نور أن ما يحدث الآن يطرح احتمالين الأول أن القائمين على أمور البلاد متورطين بشكل مباشر وبالتالي يجب محاسبتهم على ما يحدث الآن أمام وزارة الدفاع، أو أنهم لا يعلمون عنه شيئا وهو مصيبة كبرى وخلل رهيب في الإدارة وعدم القدرة على حفظ أمن المواطن المصري. وأعلن عدد من الأحزاب المدنية المندرجة فيما يعرف بالجبهة الوطنية انسحابها أيضا من الاجتماع، بعد أن سبق وأكدت قبلها بيوم مشاركتها فيه، ومن بين الأحزاب المنسحبة جاء الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، وحزب الحضارة، فيما أعلن غد الثورة، والعدل مقاطعته من الأساس، وكان من المشاركين الكرامة والتجمع والمصريين الأحرار والوسط. وقال السيد البدوي ، رئيس حزب الوفد، إن الحزب قاطع الاجتماع احتجاجا على أحداث العنف. وقرر أيمن نور، رئيس حزب غد الثورة، الامتناع عن حضور الاجتماع علي خلفية مجزرة العباسية. وقال نور: " قررت عدم الحضور في الاجتماع مع العسكري اليوم علي خلفية مجازر العباسية وأوقفت كافة الأنشطة الحزبية والانتخابية تضامنا مع شهداء العباسية ". وحتى مثول الجريدة للطبع أمس كان الاجتماع ما يزال منعقدا، وكشفت مصادر قريبة من القوى التي لم تقاطع الاجتماع أن أحداث العباسية كانت أحد الموضوعات الرئيسية المطروحة للنقاش في الاجتماع.