اشتعلت حرب الإعادة بين الإخوان والفريق شفيق فى عدد من محافظات مصر مبكرًا، وبدأ كل طرف فى حشد أنصاره والتابعين له، فيما أصبح "الضرب تحت الحزام" هو العنوان الأبرز لهذه المعركة الشرسة بين الجانبين، التى ستحدد رئيس مصر القادم. الإخوان المسلمون هاجموا شفيق بكل عنف، وحذروا ناخبى البحيرة منه، في بيان وزعوه داخل المحافظة، وأكدوا فيه أن فوز الفريق يعتبر إعادة إنتاج للنظام الفاسد الذى أسقطته الثورة خلال 18 يوما. وتلقى عدد من مواطنى البحيرة رسائل على هواتفهم المحمولة من أرقام مجهولة، تبرز حرص الإخوان على حشد السلفيين، والتيارات الأخرى لصالحهم فى جولة الإعادة، وتتضمن توجيهات بعدم التعليق على نتائج الانتخابات. وأعلنت حملة الفريق أحمد شفيق حالة الطوارئ بالبحيرة أيضا، استعدادا لجولة الإعادة مع الإخوان، واعتبرت أنها معركة مصيرية لهذا البلد، وفرصة أخيرة للتيار الوسطى المحافظ، الذى انتفض وشارك بفاعلية فى انتخابات الرئاسة، ليقول إنه موجود وقادر على إثبات نفسه من خلال إرادة الشعب. وشكلت حملة شفيق غرف عمليات "تلقائية" فى مدن ومراكز وقرى البحيرة، فيما عرض رجال أعمال تبرعات على الحملة خلال جولة الإعادة، وراح نواب سابقون فى الحزب الوطنى وأعضاء فى المجالس المحلية يعقدون الاجتماعات لمناقشة خطة الدعم والمساندة، معتبرين أنها "معركة الفرصة الأخيرة". أحمد صلاح النكلاوى منسق حملة الفريق بمركز إيتاى البارود، الذى حصل فيه شفيق على أعلى نسبة من الأصوات فى المحافظة كلها "28097" صوتا، قال "إننا بدأنا الاستعداد بشكل جاد لجولة الإعادة، وإننا سنطرق أبواب الناس فى منازلهم لنعرض عليهم برنامج الفريق الرئاسى ورؤيته لنهضة وتقدم مصر". على الجانب الآخر، أعلن حزب الإصلاح السلفى بالبحيرة دعمه التام للدكتور محمد مرسي مرشح جماعة الإخوان المسلمين، وحزب الحرية والعدالة، فى جولة الإعادة، وناشد الشعب المصرى أن يقف مع الصادقين، وفق بيانه الذى وزعه على المواطنين. وأكد الدكتور عاشور الحلواني أمين حزب الحرية والعدالة بمحافظة المنوفية أنهم سيعملون جاهدين علي إزالة العار الذي لحق بالمنوفية، بعد أن حصل الفريق أحمد شفيق على أكبر نسبة تصويت فى المحافظة. وأضاف أنهم يجتهدون فى جولة الإعادة لتحسين صورة الإخوان المسلمين وتوعية الناخبين بعدم المساهمة في عودة النظام السابق. وكشف مصدر بحزب الحرية والعدالة، وجماعة الإخوان عن قيام لجنة مكلفة من مكتب الارشاد لبحث أسباب تراجع مرشحهم فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية بمحافظة المنوفية. وأعلنت حملة الدكتور محمد سليم العوا بالبحر الأحمر، دعمها للدكتور محمد مرسى، وأكد منسقوا الحملة أنهم سيبذلون قصارى جهدهم لتأييده، فيما يبذل أتباع الدكتور شفيق جهوداً مضنية لحث الناخبين على اختيار مرشحهم. ولم تمنع المظاهرات والاحتجاجات ضد شفيق ومرسي من استمرار أنصارهما في القليوبية، بالتحرك لحشد الدعم في جولة الإعادة، حيث أكدت مصادر مطلعة أنه عقد اجتماع سرى ترأسه أحد السياسيين المخضرمين فى النظام السابق، مع عدد من أعضاء الوطني المنحل من أعضاء مجلس الشعب، ورؤساء المجالس الشعبية المحلية لإعادة تنظيم الصفوف، ووقف زحف الإخوان. وبدأت حملة الدكتور مرسي بحشد القوى الإسلامية التي أخفق مرشحوها في الانتخابات، وأكد القيادي الإخواني البارز الدكتور محمد عماد الدين، ومحسن راضى، وكيل لجنة الإعلام والثقافة، ونائب الحرية والعدالة بمركز بنها أنهم يخططون الآن لحشد التيارات السلفية معهم للمعركة الانتخابية. وأعلن بيان صادر عن جماعة الإخوان بالقليوبية أن حملة عمرو موسى، وحزب الكرامة، وحركة كفاية أيدوا الدكتور محمد مرسى وهو ما لم تؤكده تلك القوى. وفى المنيا، شن أنصار الفريق أحمد شفيق هجوما شرسًا على الإخوان، ووصفوهم بالسرطان الذي لا علاج له، وأنهم سيؤسسون إمارة إسلامية في غزة وسيناء، إذا وصلوا للحكم، متهمين أبناء محمد مرسى بأنهم يحملون الجنسية الأمريكية. جاء ذلك خلال اللقاء الذي نظمته حملة شفيق، بمقر نقابة الزراعيين بالمنيا، أمس الأول، والذى حضره عدد من أنصار المرشح، من أعضاء المجالس المحلية عن الحزب الوطني المنحل، وعبر سيد أبو اليزيد عضو مجلس محلى سابق، عن غضبه من الهجوم علي فلول الحزب الوطنى، وقال "إن الإخوان يقصون الجميع، ولم يكترثوا بمقولة الرسول الكريم للكفار (اذهبوا فأنتم الطلقاء)"، مضيفا أن شفيق رجل دولة، "أما الإخوان لو ركبوا الحكم فسوف نقول بالسلامة يابلد"، على حد تعبيره. وحذر خيري فؤاد عضو مجلس محلي المحافظة السابق المواطنين، بألا ينخدعوا بأكياس السكر والزيت، وقال "ليس كل أعضاء الحزب الوطني فاسدين، ونرفض ترديد كلمة العسكر التي لا تليق بقواتنا المسلحة، وكل من يطلقها يعتبر خائنا، مؤكداً أن أولاد محمد مرسي يحملون الجنسية الأمريكية"، فيما اتهم حمدي الغباشي كبير فنيين بمجلس المدينة، الإخوان بجلب السلاح من ليبيا لزعزعة الاستقرار. من جهة أخرى، نفى الدكتور ضياء المغازى أمين عام حزب الحرية والعدالة بالمنيا نشوب حريق بمقر الحزب، مؤكدا أن ما تردد بشأن الحريق "لا أساس له من الصحة وجانبه الدقة والموضوعية". وأوضح المغازي أن المنيا "من كبرى المحافظات التي صوتت للدكتور محمد مرسى على مستوى الجمهورية"، وأن حرق المقر هو أكذوبة إعلامية للرد على ذلك التأييد المتوقع تكراره بجولة الإعادة.