حذرت الحملة الوطنية لمحو الأمية وتعليم الكبار " معا نستطيع "، التي تشارك فيها منظمة اليونسكو عدد من منظمات المجتمع المدني اضافة الى الحكومة المصرية ، من أن تفشي الأمية في مصر أصبح مشكلة تهدد الأمن القومي وتقوض دور مصر المحوري والإقليمي والدولي وأنه لاسبيل لتحقيق تنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة لنهضة مصر إلا بتعليم الشباب والكبار وخصوصا النساء . وأيدت الحملة - في بيان اصدرته اليوم الثلاثاء - تعريفا موسعا لتعليم الكبار يتخطى تعلم وتعليم الأبجدية والقرائية التقليدية وإقرار مفهوم يتمحور نحو تمكين الأميين وتنمية قدراتهم المعرفية والمهنية لتلبية حاجاتهم وحاجات مجتمعهم. ودعا البيان إلى ضرورة توفير قاعدة بيانات دقيقة للأميين كضرورة لإنجاح مشروعات محوالأمية ، مطالبا جميع الشركاء الرسميين وغير الرسميين معاونة الهيئة العامة لتعليم الكبار لإنجاز هذا القاعدة المهمة. وأولى البيان أهمية قصوى لسد منابع الأمية وخفض التسرب المبكر من التعليم الابتدائي وامية التعليم الأساسي والتوسع في تقديم نماذج التعليم المجتمعية البديلة القائمة في مصر مثل مدارس الفصل الواحد ومدارس التعلم المجتمعي والمدارس الصديقة باعتبارها نماذج مرنة للوصول للفئات المهمشة . وقال البيان :" إن المرحلة الراهنة وخصوصا بعد ثورة 25 يناير تتطلب أن يكون محو الأمية مشروع مصر القومي وتكون حملة " معا نستطيع " هي الذراع التنفيذي لهذا المشروع الذي يتضمن برامج واستراتيجيات مرنة ومتنوعة وابتكارات يراعي فيها الاختلافات الجغرافية والاجتماعية وتتضافر فيها جميع الجهود بتنسيق وإدارة وحجوكمة فاعلة وشراكة مجتمعية حقيقية . كانت الحملة قد انطلقت اليوم بحضور الأستاذ جمال العربي وزير التربية والتعليم والدكتورة نجوى خليل وزيرة التأمينات والشئون الاجتماعية و د.طارق شوقي مدير مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة، ود.حجازي ادريس مسئول تعليم الكبار بمكتب منظمة اليونسكو ببيروت ود. غادة غلام مسئول برمج تعليم الكبار بمكتب اليونسكو بالقاهرة ود.مصطفي رجب رئيس الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار والاستاذ الدكتور حامد عمار شيخ التربويين والداعية الاسلامي عمرو خالد مؤسس "صناع الحياة" أحد شركاء الحملة . وفي كلمته أكد الأستاذ جمال العربى وزير التربية والتعليم،علي أهمية هذه الحملة والاحتياج الشديد لها مثمنا دور اليونسكو الرائد في التعاون مع الحكومة المصرية لمواجهة خطر الأمية وقال العربي أن العديد من مقومات النجاح تتوفر في هذه الحملة التي تجمع العديد من الجهات الشريكة من الوزارات المعنية منظمات الأممالمتحدة والجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني والمجموعات الشبابية والجامعات والمعاهد والمراكز الأكاديمية المتخصصة والقطاع الخاص و الإعلام ، وطالب بضرورة توحيد الجهود الدولية والحكومية والأهلية للقضاء على الأمية، والتى تعتبر عقبة فى طريق تنمية الفرد والمجتمع ، مطالبا جميع شرائح المجتمع من متعلمين ومثقفين وأئمة المساجد والخطباء والدعاة والإعلاميين، بالعمل على نشر الوعي بأهمية التعلم ومحو الأمية من خلال المجالس والندوات والمحاضرات والإعلام والخطب، مؤكدا ضرورة تضافر جهود المجتمع المدني بجمعياته ومنظماته الأهلية للتكامل مع الهيئة العامة لتعليم الكبار وما تبذله من جهود في سبيل القضاء على الأمية. وقالت السيدة غادة غلام ، مسئول برامج التعليم بمنظمة اليونسكو بالقاهرة، بأن الحملة الوطنية لتعليم الكبار ونهضة مصر هي مظلة لكافة المبادرات والمشروعات في مجال محو الأمية وتعليم الكبار بمصر وقد قام مكتبا اليونسكو بالقاهرة وبيروت بإطلاقها بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم والهيئة العامة لتعليم الكبار وجميع الهيئات المعنية في سبتمبر 2011 بالقاهرة تحت شعار "معا نستطيع "وتهدف الحملة لخفض 50% من أعداد الأميين حتى عام 2015 والوصول إلى نسبة مقبولة من الأمية ( أقل من 10%) في سنة 2020 من خلال تعبئة الرأي العام في مصر نحو قضية الأمية وتعليم الكبار وتنسيق الجهود الوطنية والدولية نحو رؤية موحدة لإحداث نقلة نوعية في محو الأمية وتعليم الكبار . وأضافت غلام أن منهجية عمل الحملة يركز في جانبين أولهما وقائي يتمثل في تقليل أعداد المتسربين خصوصا في المراحل السنية الأولى وتحسين جودة التعليم في المراحل الأولى وتحسين قنوات التواصل بين مخرجات برامج تعليم الكبار و التعليم النظامي، أما الجانب الآخر فهو علاجي يتمثل برامج التوعية ( الحياتية والصحية والمهنية )والاهتمام بالبرامج المدرة للدخل ( المهنية ) .