أجريت مؤخراً التعديلات الوزارية بحكومة د.كمال الجنزوري، والتي شملت أربعة وزارات هم التعليم العالي، الثقافة، القوى العاملة، و وزارة إدارة شئون مجلسي الشعب والشورى، لتهدئة الشارع المصري وصوت الأغلبية بالبرلمان، ولكن ما يثير التساؤل هو أن وزير التعليم العالي الجديد، كان عضواً بارزاً في الحزب الوطني المنحل، ورئيساً سابقاً لجامعة حلوان، فلماذا يصبح وزيراً للتعليم العالي رغم أنه محسوب على الفلول، ورغم أن الثورة اندلعت لمحاربتهم في كل مكان، وعليه توجه "الوادي" لرصد آراء أساتذة الجامعات حول تولي د.محمد عبد الحميد النشار حقيبة وزارة التعليم العالي. استنكر د.يحيى القزاز، عضو حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات وأستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم بجامعة حلوان، تعيين وزير تعليم عالي من بقايا لجنة السياسات بالحزب الوطني المنحل، قائلاً أن النشار قدم أوراق اعتماده في الآونة الأخيرة للنظام السابق من خلال تبنيه مشروع إعادة سيطرة رجال النظام الحاكم على جامعات مصر، وخاصة جامعة حلوان، فهو عمل جاهدا طيلة فترة رئاسة جامعة حلوان، لعودة نظام أمن الدولة والداخلية إلى داخل جدران الجامعة بالإضافة إلى تبنيه مشروع الجودة المزيفة. كما قال أن اختيار النشار وزيرا للتعليم العالي يأتي تأكيد على امتداد نظام مبارك فهو رئيس الجامعة الوحيد المعين من قبل المجلس العسكري، ولم يأتي عن طريق الانتخاب، رغم صدور حكم محكمة بإلغاء الانتخابات داخل الجامعة إلا أنه قدم استبيان وهمي للمجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى إثرة تم تعيينه، إضافة إلى تلاعبه في الصناديق الخاصة للجامعة وتجاوزاته المتعمدة داخلها، كما سارع بتعيين رجاله في شتى مناصب الجامعة ومنهم نائب رئيس الجامعة لشؤون البيئة د.ياسر صقر، والذي من المتوقع أن يأتي رئيسا لجامعة حلوان خلفا له، ثم تعيين "بهاء مختار" أمين رعاية الشباب إلى أمين مساعد الجامعة رغم وجود من يستحق هذا المنصب عنه، وذلك لأنه ضد الثورة فتم اختياره خاصة بعد نجاحه في تصفية مركز التنمية المستدامة بجامعة حلوان والذي كان يخرج مشروعات كبيرة للجامعة، فنحن الآن أمام عصابة من عصابات المنحل تحكم التعليم العالي، على حد تعبيره. وأشار د.عصام محمود كلية الآداب جامعة حلوان، لماضي د.محمد النشار بجامعة حلوان، قائلاً أنه لم يقدم للجامعة سوى النموذج الأسوأ في الإدارة خاصة وأنه الوحيد الذي لم يأتي منتخباً، لافتاًَ إلى الظلم الواقع على الطلاب خلال تولي النشار رئاسة الجامعة، قائلاً أن طالب الماجيستير يتكبد آلاف الجنيهات التي تصل إلى 20 ألف جنيهاً، والجامعة لا تقدم له شيئا، ومع ذلك يطالبه نظام النشار بسداد أموال طائلة لتأجير قاعة للمناقشة داخل الجامعة، فهل يعقل هذا!. وأكد د.صبحي عاشور المتحدث الرسمي لجبهة استقلال جامعة حلوان، امتلاكه لمستندات تؤكدا حصول د.محمد النشار على إجازة بمرتب، أثناء انتخابات رئاسة الجامعة، وتكليف د.ياسر صقر بإدارة الجامعة من بعده. وقال عاشور أن دولة "المخابرات" لم تزل قائمة ولم تتغير من مبارك إلى طنطاوي مشيرا إلى اختياره يعد مؤشر بالغ السوء، فالنشار هو هو المثال البشع – على حد تعبيره – لرئاسة جامعة من حيث تعاملاته مع مشكلات الجامعة فجامعة ظلت دوم عهده دون أمن ودون سياسة واضحة تحكمها وتدفعها إلى الأفضل.