فجر الصحفى الإسرائيلي يائير لبيد، زعيم حزب يش عتيد، مفاجأة من العيار الثقيل بحلول حزبه المركز الثاني فى إنتخابات الكنيست بالأمس بحصوله على 19 مقعد متخطيا حزب العمل الذى حصل على 15 مقعد فقط ليصبح لبيد هو الرجل الذى لا يمكن إهماله فى أى إئتلاف حكومي قادم. لم يأتى هذا النجاح الذى حققه لبيد البالغ من العمر 49 عام من فراغ حيث أنه ترك العمل فى صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية ككاتب قبل سنة من الآن ليتفرغ لتأسيس حزب يش عتيد. يائير لبيد هو إبن وزير العدل و الصحفى السابق يوسف لبيد الذى كان رئيس لحزب مناهض لليهود الحريديم و قد ورث يائير هذا عن والده حيث أنه يتبع منهج الوسطية فى سياسته فركز لبيد خلال حملته الانتخابية على حقوق العلمانيين والدفاع عن الطبقات الوسطى التي أنهكت بسبب ارتفاع أسعار المساكن وعبرت الحملة عن ذلك بالنزول إلى الشوارع بكثافة في صيف 2011 و خاصة في مدينة تل أبيب. صرح يائير لبيد لصحيفة جيروزاليم بوست فى بداية الشهر الجاري بأن حزبه ليس من وسط اليسار وإنما من وسط الوسط، مشيرا إلى أن حزبه يتمتع ويدافع عن حزب الطبقة الوسطى الإسرائيلية مستهدفا في حملته المتطرفين اليهود الذين لا يؤدون الخدمة العسكرية ولا يدفعون الضرائب. و قال لبيد فى أحد تصريحاته:"أنا أجسد موقف دافعي الضرائب الذين خدموا في الجيش ثم عملوا كل حياتهم ولا يمكنهم شراء شقة لأولادهم لأن العبء لا يجري تقاسمه بمساواة مع الشرائح الأخرى في المجتمع وأطالب بأن يؤدي الجميع الخدمة العسكرية بلا استثناء". حزب يش عتيد يضم نائب من المتطرفين و هو دوف ليبمان ونائبين من أصول إثيوبية ودرزي وأحد المنشقات عن حزب ميرتس اليساري ومحافظ مدينة هرتسيليا السابق وقائد الشرطة السابق في القدس ومسؤول سابق في جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك". ولبيد يؤيد إستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى ما يسميه بالطلاق الودي بين الطرفين وإقامة دولة فلسطينية مع إبقاء المستعمرات الكبيرة في الضفة الغربية تحت السيطرة الإسرائيلية كما أنه يعارض تقسيم مدينة القدس.