العصيان المدني هو عمل سلمي مدني يتوقف فيه كل مواطن عن كافة أشكال التعامل مع كل السلطات القائمة وأجهزتها ومؤسساتها ودوائرها ومسئوليها،يتم اللجوء اليه عندما تمتنع السلطات ونظام الحكم عن الاستجابة لمطالب عامة للمواطنين التي يتبناها كل الرأي العام او جزء مؤثر معتبر فيه ،يعتمد فيه علي خروج المصريين جميعهم علي اختلاف انتماءاتهم وعقائدهم وافكارهم وطبقاتهم من رفض الذهاب للمدارس والجامعات والمصانع والمعاهد واغلاق كل المحلات والافران ومحلات البقالة وامتناع سائقي السيارات العامة والخاصة ومحطات الوقود وسيارات الاجرة في داخل المدن وخارجها ويستمر حتي تنفذ المطالب كامله ،شهدت مصر العصيان المدني عام 1919 بقيادة سعد زغلول ثم جاء عام 2006 وقام اعضاء حركة 6 ابريل بإضراب وصل الي العصيان مما جعل الجهات الامنية تخاف وخلال الايام الاولي من ثورة 25 يناير وحتي 11 فبراير مارس الشعب المصري عصيانا مدنيا حيث امتنع عن الذهاب للعمل والمدارس واختتم بنجاح الثورة المصرية وتولي المجلس العسكري مقاليد المرحلة الانتقاليه ولكن سرعان ما دعت القوي السياسية الي العصيان للتخلص من تصرفات المجلس العسكري التي كانت تشكل أزمة حقيقية لدي الشعب المصري وها نحن الان بصدد عصيان مدني جديد ضد الدستور الذي اعد خلال فترة حكم رئيس الجمهورية محمد مرسي. قال سعيد صادق استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية أن العصيان المدني حتي ينجح يحتاج الي تعبئة كاملة فمثلا في دولة بولندا أثناء فترة الثمنينات شهدت عصيان من قبل النقابات العمالية والاحزاب ولذلك كان لابد ان يكون الدعوة الي العصيان سواء في مصر او بلد اخري أن يدعمها وسائل الاعلام والاتصال الاجتماعي وقبل ذلك تنشيط الوعي السياسي لدي الشارع المصري . وأضاف صادق أن إحدى أبكر تطبيقات العصيان المدني وأوسعها نطاقا كان في ثورة 1919، ففي اليوم التالي لاعتقال الزعيم الوطني المصري سعد زغلول وأعضاء الوفد والموافق 9 مارس 1919، أشعل طلبة الجامعة في القاهرة شرارة التظاهرات وفي غضون يومين امتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الطلبة بما فيهم طلبة الأزهر وبعد ايام كانت الثورة قد اندلعت في جميع الانحاء ،ففي القاهرة قام عمال الترام بإضراب مطالبين بزيادة الاجور وتخفيض ساعات العمل وتم شل حركة الترام شللا كاملا وتلا ذلك اضراب عمال السكك الحديدية مما جعل غاندي الذي بدأ فكرة العصيان في الهند يذهل من ما حدث في مصر . وأشار صادق أن المشاركة ضمن العصيان المدني لا يفكر فيه الموظف اذا كان ذلك سوف يجعله يخسر وظيفتة او مرتبه ،وانما لا بد أن يعلم ان الاضراب سوف يصلح حياته ،كما انه يتوقف ذلك علي ضرورة التخطيط والتعبئة والاعداد وهذه عوامل نجاح اي عصيان ،موضحا أنه لابد من التأكيد علي ان العصيان في مصر قد ينجح بسهولة ولكن لابد من معرفة ان الشعب المصري سوف يشارك في اي اضراب اذا كان يمس مصلحتهم الشخصية مثل البنزين والطعام ،مؤكدا ان المجتمع المصري اختلف عن عام 2010 فعند التحدث الي اي مواطن بسيط حتي ولو كان "قهوجي" فسوف يتحدث معك في السياسة كما لو كان خبير سياسي . وأعرب صادق عن أن العصيان يمكن ان يتم دون ان يرأسه اي قيادة وانما يجب ان تكون القضية التي اقيم من اجلها العصيان شعبية دون ان يوجد "سعد زغلول ، غاندي ،مارتن لوثر ". وأوضح سعد الدين ابراهيم استاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الامريكية أن الشعب المصري لا يعي معني كلمة العصيان المدني ،فالعصيان يعني ان المواطنيين لا يتعاملون مع الحكومة ،مشيرا اذا لم يقتنع الموظف بالعصيان لن ينجح فمثلا في عام 2006 عندما قامت اسماء محفوظ وحركة 6 ابريل باضراب عام كان ناجح لان الشعب المصري في ذلك الوقت كان يعاني كثيرا ،كما لعب الاعلام والوضوح والاستجابة من الشعب دورا كبيرا في نجاحة . وأكد ابراهيم انه منذ 15 عام قمت بعصيان مدني بمحافظة الدقهليه ولقي صدي جيد حيث ان الصحف العالمية كان جميعها موجوده وتغطيه ،وعلي من يشير الي العصيان ان يكون علي علم أنه كسر للقوانين ومن قام بثورة يناير قادر علي عصيان مدني وانما يحتاج الي قيادة تدعو الشعب وتقوده.