تحت عنوان "الرئيس العنيد يشعل نيران الكراهية في مصر"، كتب الصحفي الألماني ماتياس جيبور، تقريرا مطولا عن تداعيات الخطاب الذي ألقاه الرئيس محمد مرسي مساء الخميس الماضي، والذي يعتقد الكاتب أن الرئيس واصل خلاله السير على خطى جماعة الإخوان المسلمين، بدلا من استخدام لهجة تصالحية تهدف إلى تهدئة الوضع المتوتر في البلاد. وتوقع الكاتب في تقريره الذي نشرته مجلة "دير شبيجل" الالكترونية اليوم "السبت"، أن حدوث المزيد من العنف أصبح مؤكدا في الغالب، وأن اللوم سيقع على مرسي نفسه. وأشار التقرير إلى أن خطاب مرسي المنمق لم يقدم سوى المزيد من الانقسام العميق بين مؤيديه من جانب والجبهة المعارضة من الشباب والأحزاب اليسارية والعلمانية وحتى رجال القضاء. وزعم التقرير أن مرسي لم يبد أي انفتاح تجاه خصومه، بل كرر أنه لن يتراجع عن الإعلان الدستوري الذي أصدره نهاية نوفمبر، مؤكدا على التمسك بإجراء الاستفتاء على الدستور"الإسلامي" كما هو مقرر في 15 ديسمبر الجاري. ورأى الكاتب أنه بالنظر إلى هذا النهج المتشدد، فإن دعوات مرسي للحوار الوطني تدعو للسخرية، حيث دعا الرئيس معارضيه لمقابلته في القصر الرئاسي، ولكن طلبه قوبل بالرفض، حيث ترى المعارضة أن مرسي لا يبدو مستعدا لتقديم أي تنازلات. ودعوا إلى المزيد من المظاهرات بدلا من ذلك. واستنكر الكاتب استمرار مرسي في استقطاب الأمة، حيث حمل المعارضة خلال خطابه الأخير، مسؤولية ليلة الأربعاء من العربدة العنيفة التي اندلعت في الشوارع خارج القصر الرئاسي، والتي تعد الاشتباك الأكثر دموية منذ سقوط مبارك في 2011. وتابع الصحفي الألماني: "ومع ذلك سعى مرسي إلى إلقاء اللوم على زعماء المعارضة البارزين بشأن التصعيد، بل رجع إلى ما أسماه "القوى الأجنبية" الغامضة.. تماما كما فعل مبارك الاستبدادي. وأردف الكاتب: "يبدو على نحو متزايد أن مرسي "دمية" الإخوان جبان. ويبدو أنه قبل غرق بلاده في العنف، مما يجعل المزيد من الاشتباكات في شوارع القاهرة أمرا لا مفر منه." ونوه التقرير إلى أن جماعة الإخوان المسلمين ليس في الحالة المزاجية لتقديم تسويات، فبعد أكثر من 80 عاما من العمل السياسي تحت الأرض، تريد قادة الجماعة وضع قبضتهم على فرصتهم. وفي يوم الجمعة خرج الآلاف من أنصار الإخوان من جامع الأزهر لتشييع جنازة القتلى الذين سقطوا في اشتباكات الأربعاء، مشيدين بهم كشهداء أبرياء في سبيل الديمقراطية ومصر جديدة. وتوقع الكاتب حدوث المزيد من العنف حيث دعت المعارضة للمزيد من التظاهرات وعمق العداوة يجعل سقوط المزيد من الجرحى بل والقتلى احتمالا واقعيا. واختتم الكاتب تقريره قائلا: "الرئيس مرسي بموقفه العنيد يتحمل المسئولية الرئيسية لهذا التطور. وقد أضاع مرسي بخطابه الفرصة الأخيرة للمصالحة في تجربة مصر ما بعد الثورة"؟