أعلن الشاعر الكبير فاروق جويدة، انسحابه من الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور، مؤكداً أن استخدام الدين في السياسة خطيئة كبرى، والانقسامات المتتالية بالجمعية والتي وصفها بأنها تهدد وحدة الوطن واستقراره، وان النخبة السياسية لم تكن علي مستوي دماء الشهداء. كان جويدة قد أرسل خطاب استقالته من الجمعية التأسيسية للدستور صباح اليوم، وجاء نصها كالتالي: "كنت حريصًا على أن أشارك بأي جهد ولو متواضع في إعداد دستور يليق بنا بعد ثورة أبهرت العالم كله. كان شهداء الثورة ينظرون إلينا من بعيد وفي عيونهم الكثير من العتاب والقليل من الأمل في أن تدرك النخبة المصرية خطورة اللحظة التي يعبر فيها الوطن وتحتاج إلى جهودنا جميعا.. ولقد شاركت قدر استطاعتي فى جلسات الجمعية التأسيسية وكانت لدي قناعة كاملة أننا قادرون على تجاوز الخلافات والأغراض والمصالح من أجل إعداد الدستور". وتابع "وللأسف الشديد لقد بدا للجميع أن التوافق الذي كنا نحرص عليه أصبح هدفًا بعيد المنال، وأن توحيد الإرادة لكي نتجاوز هذه المحنة أصبح شيئًا صعبًا إذا لم يكن مستحيلا.. كان انقسام النخبة على نفسها بكل تياراتها الدينية والليبرالية والعلمانية أكبر خطيئة فى حق الثورة وحق الشهداء. إن وصاية الفكر هي أسوأ أنواع الاستبداد واستخدام الدين في السياسة خطيئة كبرى تدفع الشعوب ثمنها استقرارا وأمنا ورخاء". واكمل": كان من الواضح أن هذا الانقسام، فتح أبوابا لصراعات لا أعتقد أننا الآن قادرون على إخمادها أمام رغبات محمومة من جميع أطراف اللعبة السياسية لاحتكار الحقيقة. لم تستطع النخبة المصرية أن تمسك بهذه اللحظة التاريخية وانقسمت على نفسها وبدأت تصفي بعضها بعضا حيث لا هدف ولا وفاق. لقد بشرت سيادتكم بأن القوى السياسية في هذه الجمعية سوف تصل إلى صيغة وفاق تحقق لمصر دستورا تتحدث عنه أجيالنا المقبلة بكل العرفان، لكن للأسف الشديد مع نهاية المشوار بدت الصراعات أعنف والخلافات أوسع والانقسامات أشد". وقال "كنت أتمنى أن نكمل معا دستور مصر في لحظة يحسبها التاريخ لنا ولا يحسبها علينا. لكن يبدو أن الحلم كان أكبر من الإرادة". وختم جويدة خطاب استقالته بقوله: " إنني بكل أسف اعتذر عن استكمال المشوار مع الجمعية الموقرة أمام انقسامات أراها تهدد مستقبل الوطن وليس إعداد الدستور وسوف يجيء وقت نراجع فيه مواقفنا وأعمالنا وما آلت إليه أحوالنا وساعتها سوف ندرك أننا لم نكن على مستوى دماء الشهداء التى حررت إرادة هذا الشعب وأن الشباب كانوا أكثر حكمة وتعقلا من آباء أشعلوا الفتن وقامروا بمصير الوطن من أجل أهداف شخصية واهية وحسابات خاطئة. أرجو للجمعية الموقرة التوفيق وأطلب من سيادتكم والأعضاء الموقرين إعفائي من إكمال هذه المهمة مع خالص شكري وتقديري".