هل رأيتم صورتها المنشورة على صفحات الجرائد؟ إنها الطفلة سارة نحيلة الجسد مصرية الملامح، كأنها منحوته على جدار معبد فرعونى. يا من أتوجه إليكم، أعرف أنكم رأيتم صورتها هى "سارة" أو من أسموها "فتاة الضيعة" بالله عليكم هل هذه فتاة تلك التي نشرت الصحف صورتها؟ إنها طفلة ابحثوا عن الجرائد التى طويتموها فى المكان المخصص للجرائد القديمة. هى طفلة تطلعوا لنظرتها هى نفس نظرة بناتنا ممن هى فى مثل عمرها، هى نفس نظرتنا نحن الأمهات يوم كنا فى مثل عمرها. لمن الجأ لأسكب أمامه وضع قلب الأم، وحسرة الروح وهى تختنق؟ بأى الكلمات، بأى الجمل يمكن وصف صرخة أم مشتعلة بنار الفقد، نار العار، نار الضياع، نيران تشتغل فى قلب أم وهى تنتظر ابنتها تحت لهيب نيران الرجاء والأمل واليأس. لنضع أنفسنا فى موقف "أم سارة" خرجت "سارة" وقلب الأم يدعو لها أن يحفظها الرب ولسانها يوصيها بالعودة وسريعاً و"خدى بالك من نفسك" كانت آخر الكلمات. وخرجت سارة ولم تعد وتابعنا بكلمات جامدة كالصخر تصف ما حدث "هربت الفتاة مع شاب مسلم، أشهرت إسلامها، تزوجته"، من أين أتيتم يا من تكتبون بهذه القسوة. سارة طفلة من أسرة مصرية لا تعرف، ولم يهتم أحد أن يعرف، كيف لمن فى مثل عمرها أن يقرر، وماذا تعرف عن الإسلام حتى تعتنقه، وهى فى مثل هذه السن الصغيرة، وأى ضغوط تعرضت لها حتى تختفى؟ إليكم يا من الجأ إليهم، يا من ستقرأون هذه الكلمات، أسمعوا صرخة مصر وأنقذوها، أنقذوها ممن أقاموا الأفراح. "لأن سارة أسلمت" من هؤلاء الذين ينطقون وقالوا "إنها بالغة وقادرة على اتخاذ القرار". أنقذوا مصر ممن أفتوا بتزويج الطفلة فى سن التاسعة من عمرها وأفتوا كذباً أن هذه هى الشريعة بل وجاهدوا جهادهم الذى يليق بعقولهم المظلمة ليكتبوا دستور مصر ويفرضوا علينا ضلالاتهم. أنقذوا مصر من هذا الإنحطاط الذى يراد لها، ويتبقى السؤال "أين سارة" يا رئيس مصر؟ أين القوانين التى تحكم بلدا عريقا حتى لو كنتم لا ترونه عريقا؟ وهل طويت صفحة "سارة" وداس الإرهابيون القانون بأحذيتهم؟ هل استسلمت الدولة أمام نعيق صوتهم؟ ويظل السؤال الخارق كيف سنحمى مصر قبل أن نفقدها.