قال على عبد العال الباحث فى شئون الحركات الاسلامية أن قرار الدعوة السلفية بدعم الدكتور عبدالمنعم ابوالفتوح فى انتخابات الرئاسة له العديد من الفوائد ، لانه يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الإسلاميين ليسوا قالبا واحدا، وأن الاختلاف في التوجه السياسي يمكن أن يقع بينهم كأي شركاء سياسيين بما لا يفسد للود قضية، موضحا أن الإسلاميين ليس لديهم هذا "الفيتو" المزعوم ضد ما هو مشترك بينهم وبين غيرهم "أقباط ، يسار، ليبراليين" ، مشيرا الي حرصهم على البحث عن هذا المشترك. وتابع ، كما أن القرار سيصمت الذين يتحدثون عن الدعاية الدينية، واستخدام المساجد، والاستقطاب الإسلامي على أسس طائفية، لأن الإخوان لن يفسقوا الذين يؤيدون أبو الفتوح، والسلفيين لن يكفروا الذين يؤيدون محمد مرسي، وسيحتار المغرضون في أن يحددوا وجهة الأموال الخليجية التي يتحدثون عنها، إلى من تذهب ، أبو الفتوح أم مرسي ، مستطردا " اللهم إلا إذا قالوا أن أموال السعودية تذهب إلى أبو الفتوح وأموال قطر تذهب إلى مرسي". وقال ان هذا القرار يرد على أكذوبة التنسيق مع المجلس العسكري خاصة ونحن أمام ثلاث كتل مختلفة الإخوان يدعمون مرسي، والسلفيين يدعمون أبو الفتوح، وأنصار حازم أبوإسماعيل مازالوا معتصمين أمام وزارة الدفاع يهتفون بسقوط حكم العسكر. واضاف أن القرار فرصة جيدة للإخوان المسلمين كي ينظموا حملة مرشحهم مرسي بعيدا عن حملات التشويه الإعلامية التي صوبت نحو الرجل من قبل حتى قبل دخوله السباق الرئاسي. وسيكون متاحا أمامهم أن يقدموه للمجتمع باعتباره مرشح صاحب برنامج محدد، يدخل السباق مدعوما من حزبه وممثلا له وحده، وسيكون مفيدا له أن يخاطب جموع المصريين وأن يقال إن الرجل يقدم برنامجه للشعب كأي مرشح دون أن تكون معه تأشيرة الإسلاميين التي تجعله مميزا عن غيره أو أنه يخوض المنافسة وهو ضامن للفوز. أما على المستوى السلفي، فإن تأييد أبو الفتوح يفتح قنوات للتواصل بين هذا الجزء الحي من التيار الإسلامي الذي طالما وصف في الإعلام ب "المتشدد" وبين قوى سياسية وحزبية عاشت في منأى عنه، بل وغالبا ما كانت تتحاشى حتى الاقتراب منه .. وستكون المرة الأولى التي نرى فيها دعاية قبطية وليبرالية وأيضا سلفية لدعم مرشح واحد. سنرى سلفيين يذهبون لدعم مرشح الإخوان، وإخوان يذهبون لدعم مرشح السلفيين، في دليل واضح كوضوح الشمس على أن الاختلافات التي يظنها البعض بين الإسلاميين أقل بكثير مما هو مشترك بين أبناء المنهج الواحد.. وسيفتح ذلك أبوابا من النقاشات بين شباب السلفيين وشباب الإخوان للبحث في نقاط التماس، وما أكثرها. وأجمل ما في قرار السلفيين دعم (أبو الفتوح) وإصرار الإخوان على دعم (محمد مرسي) أنه يضع الإعلام المشبوه بين نارين، لو هاجم مرشح الإخوان سيفيد من جهة أخرى مرشح السلفيين، ولو هاجم مرشح السلفيين سيصب ذلك في مصلحة مرشح الإخوان .. فليس أمامه إلا أن يهاجم الاثنين معا، وعندها يتأكد للبسطاء من الناس أنه إعلام مأجور، فلولي، يكذب وهو يعلم يقينا أنه يكذب بهدف التشويه وإظهار المسالب.