جاء اقترح الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية على نظيره الصيني هو جين تاو بتنفيذ مشروع وادي سيلكون بمنطقة شرق الإسماعيلية بالترحيب من قبل خبراء الاتصالات رغم استيائهم من تأخير هذا المشروع فى غضون السنوات الماضية. ويأتى هذا المشروع لاستغلال الرمال البيضاء لتكّوين منطقة لصناعة التكنولوجيا والطاقة المتقدمة تشابه منطقة وادي السيليكون الشهيرة في الولاياتالمتحدة. وقال المهندس طارق الحميدي خبير الاتصالات أن هذه المشروع من شأنه جذب استثمارات كثيرة فى مصر وهذا ما يتمناه الكل خلال الفترة القادمة حيث أن مصر بحاجو شديدة لزيادة الاستثمارات بها فى الفترة القادمة لدخول مصادر أموال فى ميزانية الدولة تساعد على تقليل عجز الميزانية. كما أنها فى حال قيام مصانع وشركات بهذه المنطقة، سيعمل على زيادة فرص العمل للشباب والتقليل من البطالة فى مصر وزيادة خبرات المصريين فى مجال التكنولوجيا المتطورة. وأوضح المهندس طلعت عمر رئيس الجمعية العلمية لمهندسى الاتصالات أن "وادي السيلكون" تعنى وادي توطن فيه التكنولوجيا المتقدمة فى مجال الصناعات المتعددة والتى كان من المفترض قيامه منذ عشرين عام وليس الآن، فهو تأخر كثيرا فى بلد تحتاج إلى النهوض حيث أنه بدأ فى الدول النامية التى تحاول النهوض مثل الهند وكوريا وماليزيا منذ أكثر من عشر سنوات، وهو ما جعلها الآن من الدول المصدرة للتكنولوجيا. وأضاف أن هذا المشروع من شأنه تحويل مصر إلى دولة تمتلك تكنولوجيا وتنتجها، ثم إلى دولة مصدرة للتكنولوجيا. ومن جانبه يرى المهندس محمد سالم رئيس شعبة الأجهزة بغرفة صناعة تكنولوجيا المعلومات أن هذه المشروع قديم جدا وطرح خلال حكومة الدكتور عاطف عبيد ولكن إمكانياته المادية الهائلة حالت دون تنفيذه حيث يحتاج إلى موارد مالية كبيرة فقد يحتاج المصنع الواحد أكثر من ملياريي دولار. واستنكر أن تكون الصين لديها شركات كبيرة قادرة على تحويل الرمال البيضاءبالإسماعيلية إلى سيليكون ويضيف أن أمريكا وفرنسا وألمانيا هى الدول التى تقدر على تنفيذ هذا المشروع ولكنها تحتاج إلى مبالغ مادية كبيرة. وعلل على ذلك بأن أمريكا حينما قامت إنتل فى الفترة الماضية بإفتتاح مصنع للسيلكون بها تكلف ما يقرب من ال 5 مليارت دولار. ورحب الدكتور أحمد مختار خبير الاتصالات بهذا القرار حيث يرى أن إقامة مثل هذه المصانع بمصر من شأنه دخول موارد مالية كثيرة حيث تقوم مصر فى الفترة الحالية بتصدير هذه الرمال للدول المتقدمة تكنولوجيا بثمن بخس ويقوموا هم بتحويلها إلى سيلكون وإستخدامها فى صناعة التكنولوجيا والتى تصدر لنا بأسعار عالية. ولكنه فى الوقت نفسه يضيف أنه يجب النظر إلى أبعاد الموضوع اولا قبل الحكم عليه فلو الهدف منه جذب مستثمرين جدد إلى مصر يقوموا بإنشاء المصانع هنا وصنع التكنولوجيا بها فهذا لن يضيف لنا شيئ، فالهدف من هذا المشروع هو قيام خبراء خارجيين بتعليم هذه الصناعات للمصريين فنحن نريد أن استجذاب خبرات تساعدنا على أن تكون الصناعة مصرية بعد ذلك يسهل منها تقليل إستيرادنا للتكنولوجيا وتصدير ما يكفى عن احتياجاتنا. الجدير بالذكر أن المشروع يتكون10 مصانع لإنتاج الخلايا الشمسية والطاقة الكهربائية والتى تقدر بنحو 650 ميجا وات كما يشمل مركزا للبحوث ومصنع لإنتاج شرائح الطاقة ومصنع لتنقية السليكا والكوارتز بدرجة نقاء تصل إلى 99%. كما يشمل مصنع لإنتاج كابلات الألياف الضوئية وآخر لمكونات دوائر الاتصال. وسيتم تنفيذ المشروع علي مساحة 50 فدان في منطقة وادي السيليكون بالإسماعيلية. ويعتبر المشروع كما وصفه مرسى هو بمثابة دخول مصر عصر تكنولوجيا "النانو" فى مجال السيليكون والصناعات ذات التكنولوجيا العالية والصناعات المستقبلية حيث أنه يوفر مصادر طاقة بديلة للطاقة التقليدية والتى تعد خطوة جديدة مهمة لكل الاستثمارات فى مصر. وكان المهندس حاتم صالح وزير الصناعة والتجارة الخارجية قد كشف خلال مؤتمر مكافحة الفساد الذى نظمته جمعية شباب الأعمال فى السابع من أكتوبر الحالى أن الوزارة تلقت عروضا استثمارية من 10 شركات للاستثمار فى هذا المشروع باستثمارات تبلغ حوالى مليار جنيه.