"مرسي سينحاز للولايات المتحدة إذا ما أقدمت على مهاجمة إيران" .. هكذا قالت الدكتورة نورهان الشيخ المتخصصة في العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة في حوارها مع "الوادي"، مؤكدة أن أمريكا لن تقوم بالحرب على إيران قبل أن تنهك قواها كما فعلت بالعراق، وأنه في حالة الحرب ستكون دول الخليج طرفاً فيها مع أمريكا واعتقدت أن تكون مصر بقيادة مرسي ستقف بجانب أمريكا في الحرب. ويأتي هذا تعقيباً على اقتراح إيران بوقف تخصيب اليورانيوم تدريجياً مقابل رفع جميع العقوبات عليها, وإلى نص الحوار. "الوادي": هل تعتقدين أن إيران كانت ستتوقف عن تخصيب اليورانيوم أم استخدمت كلمة "تدريجياً" كسياسة مراوغة ولذلك رفضت الولاياتالمتحدة الاقتراح؟. "الشيخ": إيران لديها برنامج نووي هدفها اتمامه وتخصيبه, وهي تسعى لأن تفعل ذلك داخل أراضيها, ولن تقبل بالتوقف عنه أو حتى فعله خارج إيران لأن ذلك سيفقدها الاستقلاليه التي تعمل على تأكيدها فمعنى أن تفعل برنامجها سواء في روسيا او أي دوله سيجعلها تابعة وبرنامجها تابع لتلك الدوله, ولكن إيران تحذو في ذلك حذو الهند وباكستان وهذا يدل على أنها دولة قادرة على إتمام البرنامج داخل إيران ولم يكن هذا الاقتراح سوى مناورة تكتيكية حيث من الممكن أن تتوقف فترة بسيطة فقط ولكن لن توقف البرنامج للأبد, والولاياتالمتحدة تدرك ذلك جيداً. "الوادي": هل تدرك أمريكا وإسرائيل فعلياً القدرات العسكرية الإيرانية أم تجهلها نسبياً ؟ "الشيخ": أمريكا وإسرائيل على إدراك تام بالقدرات العسكرية الإيرانية لأنها لم تصبح سراً دولياً, وكذلك فكل القدرات العسكرية لدول العالم أصبحت الآن معروفة جيداً من خلال الأقمار الصناعية وتجسس الولاياتالمتحدة على كل دول العالم من خلالها, وهذا يفسر أيضاً تردد إسرائيل وأمريكا في ضرب إيران . "الوادي": ما رأيك فيما يحدث الآن هل يعتبر حرب خفية بين إيران وأمريكا وإسرائيل وتلك الحرب قد تكون تمهيداً لشن حرب تقليدية على إيران في المستقبل ؟ "الشيخ": مسألة ضرب إيران مسألة وقت كما حدث بالعراق , فقبل حرب أمريكا على العراق ومنذ أوائل الثمانينيات والتسعينيات كانت هناك مقدمات ودلائل تؤكد أن أمريكا تدبر لسحق العراق, من خلال الحصار وفرض العقوبات والآن يحدث نفس السيناريو في إيران , حيث تستخدم أمريكا الضغوط والعقوبات حتى تؤثر على الاقتصاد الإيراني وتنهك قواها العسكرية, وكذلك تضعف الروح المعنوية للشعب الإيراني , فربما بعد 12 عام من الآن تتخذ أمريكا القرار الفعلي بضرب إيران , ولكن علينا أن ننظر من ناحية أخرى هل ستظل أمريكا كما هي بكامل قوتها الاستراتيجية والعسكرية أم ستترك الصراع بين إسرائيل وإيران فقط ولكن في الوقت الحالي صعب أن تتورط أمريكا في حرب وهي لديها ما يكفيها من المشكلات الداخلية والخارجية. "الوادي": إذا افترضنا جدلاً قيام حرب بين أمريكا وإيران فمن سيساند العرب؟ " الشيخ": بالوضع الحالي إذا قامت حرب سيساند العرب الولاياتالمتحدةالأمريكية فدول الخليج لن تكون مساندة فقط بل ستكون طرفاً رئيسياً في الحرب لوجود القواعد العسكرية الأمريكية على أراضي دول الخليج وأيضاً لعلاقات أمريكا المتشابكة معهم, أما بالنسبة لمصر فللأسف رؤية مصر في السياسة الخارجية غير واضحة حتى الآن ولكن الجلي أن هناك تفاهم كبير بين الإخوان المسلمين والولاياتالمتحدة وذلك نتيجة التقارب والمصالح بينهما ودعم الولاياتالمتحدة للإخوان خلال الانتخابات الرئاسية في مصر, وحتى عندما حاول مرسي تحسين العلاقات مع إيران أفسدها, فيعتبر خطابه الذي ألقاه في طهران وموقفة تجاه القضية السورية ضد إيران ولم يقلل من حدة التوتر بين البلدين بل زاد من الاحتقان والتباعد منساقاً خلف دول الخليج وامريكا التي دفعت للإخوان مليار ونصف المليار كدعم في انتخاباتهم الرئاسية لذلك فمرسي يدين بالولاء والطاعة لكل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وأتباعها وعلى رأسهم قطر.