تقع منطقة اسطبل عنتر على صخرة الزهراء، وهي جزء من جبل المقطم بالقاهرة أقيمت مبانيها على تل صخري يرتفع حوالي 30 متر، وقد نسب أهالي المنطقة اسم "اسطبل عنتر" إلى عنترة بن شداد اعتقادا منهم أنه قد أنشأ اسطبلاً لخيوله في المنطقة وهو ما نفاه جميع المؤرخين، وتسمى كذلك "الجبخانه" لأن صلاح الدين كان يضع مدافعه وذخيرته في هذه المنطقة، أو لأنها كانت مصنعا للبارود في عهد محمد علي، وتعد أثرا إسلاميا مهما، وسميت عزبة "الهجانة" نسبة إلى عساكر سكنوا هذه المنطقة. وترجع نشأة المنطقة بهذه الصورة العشوائية الى مئات السنين عندما وضع بعض الافراد أيديهم على أرض المنطقة التي تضم اسطبلا يعود تاريخه الى مئات السنين وأقاموا على بعضها أكواخا أو بيوتا وباعوا البعض الآخر بأثمان زهيدة للباحثين عن مسكن رخيص مع ارتفاع إيجارات المساكن وأسعارها في منتصف السبعينات الى مستويات لم يعهدها المصريون من قبل . ومن سمات المنطقة الطرق الضيقة غير المرصوفة وعدم وجود شبكة صرف صحي ولا يوجد بيت واحد مرخص لكن ضغط السكان على الحكومة جعلها توافق منذ سنوات على مد الكهرباء ومياه الشرب لهم . ومع مرور الوقت تخللت مياه الصرف الصحي مسام الحجر الجيري الذي تتكون منه صخور المنطقة وأصابتها بالشقوق والتصدعات. شعبان ابراهيم، عامل أحذية، أقسم بأن حادث الدويقة سيتكرر من جديد فى اسطبل عنتر وربما يكون أسوء منه فكل يوم يمر عليهم يشعروا أن الله كتب لهم عمر جديد، وأول شىء يفعلونه بمجرد استيقاظهم من النوم هو النظر لاعلى لمراقبة الصخرة الضخمة التى تزن ألاف الأطنان ومسنودة بصخرة صغيرة جداً وتكاد تقع فوق رؤسهم فى أى لحظة وتقتل كل من يقف بطريقها. وكان موقف الحكومة غريب ومتناقض حينما أعدت اسطبل عنتر منطقة عشوائية ذات خطورة داهمة وقررت اعطائهم وحدات سكنية بديلة فوراً وفجأة أصبحت منطقة أمنة وبيوتهم بحاجة لإعادة ترميم فقط فى حين أن جميع البيوت أيلة للسقوط !! وذكر محمود اسماعيل وعد محافظ القاهرة الأسبق الدكتور عبد العظيم الوزير بمنحهم وحدات سكنية بديلة فى مدينة النهضة لأن مساكنهم ذات خطورة داهمة ونفذ القائمون بإدارة التسكين بالمحافظة بعمل أكثر من بحث واحصاء لعدد الحالات المستحقة وأعلنوا عن كشوف بأسمائهم مما جعلهم يعدون أنفسهم للرحيل من المنطقة التى عاشوا بها عشرات السنين. وجاءت أحداث ثورة 25 يناير وانهارت وعود المحافظ برحيله من منصبه وقرر الدكتور عبد القوى خليفة المحافظ التالى أن يتم تطوير المنطقة لأن البلطجية وسائقى التوك توك احتلوا الوحدات السكنية التى كانت مخصصة لهم بمدينة النهضة واكتفى المسئولون بإطلاق لقب" المحتلة" على النهضة بعد فشلهم من اخراجهم منها. وكأن منطقة اسطبل عنتر أصبحت فجأة منطقة لا تشكل أي خطورة على أرواح السكان بها، ولا يعلم أحد إن كان محافظ القاهرة الجديد سيشعر بمعاناتهم والمخاطر التى يتعرضون لها كل لحظة أم سيتناساهم حتى تحدث كارثة مروعة تذكرهم بضحاياهم ! أم حسين، ربة منزل أكدت على قيام سكان المنطقة بعمل اعتصامات امام محافظة القاهرة للمطالبة بتنفيذ وعود المحافظ قبل انهيار الصخرة فوق رؤسهم وفوجئوا بتصدى الأمن المركزى لهم وضربهم واتهامهم بأعمال البلطجة وتتسائل لماذا التجاهل والمخاطر تحيطهم من كل جانب وبجانب مخاطر تلك الصخرة فجميع المنازل التى يعيشون فيها أيلة للسقوط والجدران بها تشققات أما السقف فهو مسنود بألواح الخشب حتى لا يقع عليهم. وهناك ألاف الأسر يعيش أفرادها فى حجرة واحدة صغيرة بدورة مياه مشتركة وبالتالى فهم غير قادرين على دفع ايجار جديد فى شقة صغيرة بمنطقة عشوائية أخرى وأرغموا على انتظار الموت فى أماكنهم. وفى النهاية هل يتحرك اى مسئول ويذهب الى اسطبل عنتر دون ان يرافقه لجنة هندسية متخصصة للتأكد من صحة ما ذكره الأهالى بالعين المجردة ونترك لضميره اتخاذ موقف حازم وسريع ينقذهم من الموت المحقق .