اقامت إدارة مهرجان الاقصر للسينما الأوربية ضمن فاعليات اليوم الثالث، ندوة بقصر ثقافة بهاء طاهر تحت عنوان "تحويل الأعمال الأدبية إلي أعمال سينمائية " ادارها المخرج محمد كامل القليوبى بحضور المخرج الكبير داوود عبد السيد والسيناريست فايز غالى والكاتبة مريم نعوم والاديب الكبير بهاء طاهر . وقال القليوبي: "ان الموضوع يبدوا مستهلكا، وأرى ان تحويل رواية أدبية لعمل سينمائي لابد ان يكون وراءه هدف ليتم تقديمه كعمل سينمائى" . وقال الأديب الكبير بهاء طاهر: "أن داود عبد السيد والقليوبي قدما الاعمال الادبية في أعمال سينمائية رفيعة، وان بعض المؤلفين كانوا يرفعون دعاوي قضائية على المخرجين بحجة تشويه النص الادبي. وأضاف أن من يقدم العمل يجب أن يكون موهوب، فمثلا كان لاسماعيل عبدالحافظ تجربة فى تحويل رواية خالتى صفية والدير الى عمل درامى وكان لها مردود هائل فى الاقصر وفى المجتمع الصعيدى ومازالوا حتى الان يحبون هذا المسلسل. وتحدث المخرج داوود عبدالسيد عن تجربته مع فيلم "الكيت كات" قائلا إن الرواية التى تؤثر في لا أستطيع أن أرفضها وهذا يحدث عندما تكون الرواية مكتملة. واضاف عبد السيد : "ان عملية تحويل العمل الأدبي لعمل سينمائى هى خيانة للنص الأدبي ذاته، فالعمل السينمائى يجب ان يكون عمل موازى للعمل الأصلي، و تقييم العمل السينمائى يحب ان يكون على قدرة تأثيره فى الجمهور. وتابع عبد السيد "أنا شخصيا لى تجربتين الاولى فيلم الكيت كات عن رواية ابراهيم اصلان ولم اكن أملك الفضيلة الاخلاقية فى الحفاظ على العمل الروائي كما هو فالاشخاص فى الرواية كانت كثيرة ونهايتها كانت تصاعدية، وكان من المستحيل ان استخدم كل هذه الشخصيات، فركزت على عدد اقل وبالتالي لم تكن النهاية بنفس تصاعد الاحداث فى الرواية وابراهيم اصلان لم يبدى لى اية ملاحظات عن الفيلم وانا لم اساله عن رايه حتى" . وعن تجربته الثانية أشار عبد السيد إلى قصة "سارق الفرح " للروائي خيري شلبي، لافتا إلى أن الراوية كانت مجرد مخطوطة. وأضاف المخرج "رغم إعجابي بها وجدتها غير صالحة للعمل الفني لكنها أعطتني المفتاح للفيلم، وجميع الشخصيات من نسج خيالى باستثناء شخصية البطل من الرواية الاصلية، كما انى اعطيت لنفسى الحرية فى ان يكون الفيلم غير واقعى خاصة في ديكور العشوائيات رغم ان الكثير يرى ان هذا الفيلم واقعى جدا ،كما كتبت لاول مرة اغانى الفيلم ولم اكررها مرة اخرى" واضاف داوود : "الادب هام جدا للسينما وخاصة بالنسبة للاعمال الروائية الطويلة ويغذيهابالافكار والحالات الانسانية خاصة اذا كنا نتحدث عن سينما فى بلد مثل مصر". كما تحدثت السيناريست مى نعوم عن تجربتها فى تحويل عمل ادبى الى مسلسل درامي فى "ذات"، وقالت انها اخذت جزء من الرواية بالاضافة الى ارشيف تسجيلى لان القصة تتحدث عن 10 سنوات من تاريخ الشخصية وكان لا يمكن حذف السنوات العشر لانها ستؤثر فى الدراما لكنى اعتمدت على طريقة السرد الغير تفليدية وتركيب الجمل التى تحدث عملية النقل الزمنى بسهولة واكثر ما جذبنى فى النص الادبى طريقة الكاتب صنع الله ابراهيم فى رصد المجتمع والتفاصيل الدقيقية والتدهور فى حالة المجتمع المصرى، ووجدت انى يجب ان اطرح ذلك خاصة لنعلم كيف وصلنا الى هذا الحال ولم اتلزم حرفيا بالنص واعتمدت على شخصيات اكقر لان المسلسل 30 حلقة. وتحدث السيناريست فايز غالى وقال "علاقتى بالادب بدات منذ تحويل اول عمل ادبى لنص سينمائى عام 75 عن رواية الاقمر بطولة نادية لطفى واكتشفت ان معالجة الرواية الادبية من اكثر الجهود التى يبذلها السيناريست كما كانت لى تجربة مع قصة صح النوم ليحيى حقى وقدمت مجموعة من مسلسلات للتليفزيون من وحى بعض الاعمال الادبية. من جانبه أكد الناقد طارق الشناوى اتفاقه مع المخرج داوود عبدالسيد على أن تحويل النص الادبى لعمل سينمائى هو افتراس للنص، واختلف مع المخرج محمد كامل القليوبى فى قوله ان فيلم "الكيت كات" أفضل من رواية ابراهيم اصلان. واضاف ان المخرج مجدى احمد على التزم برواية ابراهيم اصلان فى فيلم عصافير النيل وكانت من اسوا ما يكون لانه لم يستطع ان يهرب من الرواية واقتبس نصوص كاملة منها. ووجه الشناوي سؤالا للاديب بهاء طاهر عن رفضة لتحويل وحيد حامد لرواية "خالتى صفية والدير" الى فيلم سينمائى، ورد الاديب بهاء طاهر بان المعلومة صحيحة وان وحيد حامد طلب منه تحويل الرواية لفيلم سينمائى فبل ان تكون مشروع مسلسل واشترط عليه ان يقرا السيناريو فرفض وحيد مما جعله يرفض العرض. واضاف بهاء ان طلبه كان بسيطا، وهو مجرد الاطلاع وليس التعديل وانه فعل ذلك مع المسلسل وابدى ملاحظات على السيناريو ولكنها لم تنفذ، مؤكدا أن هذا من حقه وان الكاتب ناصر عبدالمنعم عرض عليه المعالجة الدرامية لمسرحية خالتي صفية والدير. وعلق الناقد طارق الشناوي مرة اخرى ان الكاتب الكبير يوسف ادريس كان ينقد روايته التى تتحول لاعمال سينمائية نقدا لاذعا، وان سيناريو فيلم حادثة شرف الذى كتبه جعل الفيلم سىء جدا لانه كان يتدخل فى كل التفاصيل. وقال الكاتب شريف حتاتة ان الحالة السينمائية فى مصر حاليا غير مؤهلة لتقديم اعمال درامية وسينمائية ماخذوة عن اعمال ادبية لان المنتجين هم من يتحكمون في نوعية الفيلم. وطالبت الناقدة ماجدة موريس أن يضع اتحاد الكتاب قواعد ومعايير لتحويل النص الأدبي الى عمل سينمائى او درامى ولكن اختلف معها بهاء طاهر قائلا انه ليس من حق الاتحاد ان يفعل ذلك.