أقامت إدارة مهرجان الاقصر للسينما الأوربية، ضمن فاعليات اليوم الثالث، ندوة بقصر ثقافة بهاء طاهر تحت عنوان "تحويل الأعمال الأدبية إلى أعمال سينمائية"، أدارها المخرج محمد كامل القليوبي وشارك فيها الأديب بهاء طاهر والمخرج داوود عبد السيد والسيناريست فايز غالى والمؤلفة مريم نعوم. في البداية تحدث القليوبي قائلا "إن الموضوع يبدوا مستهلكا، وأرى أن تحويل رواية أدبية لعمل سينمائي لابد أن يكون وراءه هدف ليتم تقديمه كعمل سينمائى". وقال الأديب بهاء طاهر "إن داود عبد السيد والقليوبي قدما الأعمال الأدبية في أعمال سينمائية رفيعة، وبعض المؤلفين كانوا يرفعون دعاوى قضائية على المخرجين لتشويههم النص الأدبي، ومن يقدم العمل يجب أن يكون موهوبا، فمثلا كان لإسماعيل عبدالحافظ تجربة فى تحويل رواية خالتى صفية والدير إلى عمل درامي، وكان لها مردود هائل فى الأقصر وفى المجتمع الصعيدى، ومازالوا حتى الآن يحبون هذا المسلسل". أما المخرج داوود عبدالسيد فتحدث عن تجربته مع فيلمى "الكيت كات" و"سارق الفرح"، قائلا "إن عملية تحويل العمل الأدبي لعمل سينمائى خيانة للنص الأدبي ذاته، فالعمل السينمائى يجب أن يكون عملا موازيا للعمل الأصلي، وتقييم العمل السينمائى يحب أن يكون على قدرة تأثيره فى الجمهور، وأنا شخصيا لى تجربتان: الأولى فيلم "الكيت كات" عن رواية "مالك الحزين" لإبراهيم أصلان، ولم أكن أملك الفضيلة الأخلاقية فى الحفاظ على العمل الروائي كما هو، فالأشخاص فى الرواية كانت كثيرة، ونهايتها كانت تصاعدية، وتصل الأحداث ل17 و18 يناير 79، وكان من المستحيل أن أستخدم كل هذه الشخصيات، فركزت على عدد أقل، وبالتالي لم تكن النهاية بنفس تصاعد الأحداث فى الرواية، وإبراهيم اصلان لم يبد لى أية ملاحظات على الفيلم، وأنا لم أساله عن رأيه حتى". وتابع عبد السيد "أما الفيلم الثاني فكان عن قصة قصيرة لخيرى شلبي "سارق الفرح"، وقد قرات الراوية وهى مجرد مخطوطة ورغم إعجابي بها وجدت غير صالحة للعمل الفني لكنها أعطتني المفتاح للفيلم، وجميع الشخصيات من نسج خيالى باستثناء شخصية البطل من الرواية الأصلية كما أنى أعطيت لنفسى الحرية فى أن يكون الفيلم غير واقعى، خاصة في ديكور العشوائيات رغم أن الكثير يرى أن هذا الفيلم واقعى جدا، كما كتبت لأول مرة أغانى الفيلم ولم أكررها مرة أخرى". وأضاف داوود "الأدب مهم جدا للسينما وبخاصة بالنسبة للأعمال الروائية الطويلة ويغذيها بالأفكار والحالات الإنسانية، بخاصة إذا كنا نتحدث عن سينما فى بلد مثل مصر". كما تحدثت السيناريست مي نعوم عن تجربتها فى تحويل رواية "ذات" لمسلسل درامي، وقالت إنها أخذت جزءا من الرواية إضافة إلى أرشيف تسجيلى "لأن القصة تتحدث عن 10 سنوات من تاريخ الشخصية وكان لا يمكن حذف السنوات العشر لأنها ستؤثرفى الدراما، لكنى اعتمدت على طريقة السرد غير التقليدية وتركيب الجمل التى تحدث عملية النقل الزمنى بسهولة، وأكثر ما جذبني فى النص الأدبى طريقة الكاتب صنع الله إبراهيم فى رصد المجتمع والتفاصيل الدقيقية والتدهور فى حالة المجتمع المصرى، ووجدت أنى يجب أن أطرح ذلك، بخاصة لنعلم كيف وصلنا إلى هذه الحال، ولم ألتزم حرفيا بالنص، واعتمدت على شخصيات اكثر لأن المسلسل 30 حلقة". وعلق الناقد طارق الشناوى أنه يتفق مع المخرج داوود عبدالسيد أن تحويل النص الأدبي لعمل سينمائي هو افتراس للنص، واختلف مع المخرج محمد كامل القليوبى فى قوله أن فيلم "الكيت كات" أفضل من رواية إبراهيم أصلان. وأضاف أن المخرج مجدى أحمد على التزم برواية إبراهيم أصلان فى فيلم عصافير النيل، وكانت من أسوأ ما يكون لأنه لم يستطع أن يهرب من الرواية، واقتبس نصوصا كاملة منها. ووجه سؤالا للأديب بهاء طاهر عن رفضة لتحويل وحيد حامد لرواية خالتى صفية والدير إلى فيلم سينمائى، ورد طاهر بأن المعلومة صحيحة، وأن وحيد حامد طلب منه تحويل الرواية لفيلم سينمائى قبل أن تكون مشروع مسلسل، واشترط عليه أن يقرا السيناريو فرفض وحيد، ما جعله يرفض العرض. وأضاف طاهر أن طلبه كان بسيط "وهو مجرد الاطلاع وليس التعديل"، وأنه فعل ذلك مع المسلسل وأبدى ملاحظات على السيناريو ولكنها لم تنفذ مؤكدا أن هذا من حقه.