نظمت إدارة مهرجان الاقصر للسينما المصرية والأوربية أمس ندوة بقصر ثقافة بهاء طاهر تحت عنوان "تحويل الأعمال الأدبية إلي أعمال سينمائية" ، وقام بإدارة الندوة المخرج محمد كامل القليوبى بحضور المخرج داوود عبد السيد والسيناريست فايز غالى والكاتبة مريم نعوم والأديب بهاء طاهر . وقال د. محمد كامل القليوبي: "الموضوع يبدو مستهلكا ، وأري أن تحويل رواية أدبية لعمل سينمائي لابد أن يكون وراءه عدة أسباب ليقدم كعمل سينمائى". وأضاف الأديب بهاء طاهر أن داود عبد السيد والقليوبي قدما الأعمال الأدبية في أعمال سينمائية رفيعة، موضحاً أن بعض المؤلفين كانوا يرفعون دعاوي قضائية علي المخرجين لتشويههم النص الأدبي. وطالب طاهر من يقدم العمل يجب أن يكون موهوب، مستشهداً بتجربة إسماعيل عبد الحافظ فى تحويل رواية "خالتى صفية والدير" إلى عمل درامى وهو ما منحها مردود هائل فى الأقصر بشكل خاص والمجتمع الصعيدى بشكل عام ، مشددا علي أنهم مازالوا حتى الآن يحبون هذا المسلسل. وتحدث المخرج داوود عبد السيد عن تجربته مع فيلم الكيت كات قائلا: " الرواية التى تؤثر في لا أستطيع أن أرفضها وهذا يحدث فقط عندما تكون الرواية مكتملة ؛ فتحويل العمل الأدبي إلي سينمائى خيانة للنص الأدبي ذاته, فالعمل السينمائى يجب أن يكون موازيا للعمل الأصلي". واستكمل داوود حديثه قائلا: "تقييم العمل السينمائى يجب أن يكون على قدرة تأثيره فى الجمهور, وأنا شخصيا لى تجربتين الأولى فيلم "الكيت كات" عن رواية إبراهيم أصلان ولم أكن أملك الفضيلة الأخلاقية فى الحفاظ على العمل الروائي كما هو؛ فالأشخاص فى الرواية كثيرة ونهايتها كانت تصاعدية وتصل الأحداث لفترة 17 و18 يناير 1979. واضاف داوود : "كان من المستحيل أن استخدم كل هذه الشخصيات فركزت على عدد أقل وبالتالي لم تكن النهاية بنفس تصاعد الأحداث فى الرواية؛ وإبراهيم اصلان لم يبدى لى أية ملاحظات عن الفيلم وأنا لم أساله عن رأيه" . وقال داوود : "الفيلم الثاني كان عن قصة قصيرة لخيرى شلبي وهو بعنوان "سارق الفرح " وقد قرأت الرواية ورغم إعجابي بها وجدت أنها غير صالحة للعمل الفني لكنها أعطتني المفتاح للفيلم فجميع الشخصيات من نسج خيالى باستثناء شخصية البطل من الرواية اللأصلية ؛ كما أننى أعطيت لنفسى الحرية فى أن يكون الفيلم غير واقعى خاصة في ديكور العشوائيات رغم أن الكثير يرى أن هذا الفيلم واقعى جدا ،كما كتبت لأول مرة أغانى الفيلم ولم أكررها مرة أخر". واشار عبد السيد خلال الندوة :" الأدب هام جدا للسينما خاصة بالنسبة للأعمال الروائية الطويلة خاصة وأنه يغذيها بالأفكار والحالات الانسانية خاصة اذا كنا نتحدث عن سينما فى بلد مثل مصر. " وتحدث السيناريست فايز غالى قائلاً: "علاقتى بالأدب بدأت منذ تحويل أول عمل أدبى لنص سينمائى عام 75 واكتشفت أن معالجة الرواية الأدبية؛ وكانت لى تجربة مع قصة "صح النوم" ليحيى حقى وقدمت مجموعة من مسلسلات التليفزيون من وحى بعض الأعمال الأدبية." واتفق الناقد طارق الشناوى مع المخرج داوود عبد السيد قائلاً : "إن تحويل النص الأدبى لعمل سينمائى هو افتراس للنص، واختلف مع المخرج محمد كامل القليوبى حول ما إذا كان فيلم "الكيت كات" أفضل من رواية إبراهيم أصلان" . وأضاف الشناوي أن المخرج مجدى أحمد على التزم برواية إبراهيم أصلان فى فيلم "عصافير النيل" وكانت من أسوا ما يكون لأنه لم يستطع أن يهرب من الرواية واقتبس نصوص كاملة منها ، ووجه الشناوي سؤال للأديب بهاء طاهر عن رفضه لتحويل وحيد حامد لرواية "خالتى صفية والدير" إلى فيلم سينمائى. وأكد بهاء طاهر أن المعلومة صحيحة وأن وحيد حامد طلب منه تحويل الرواية لفيلم سينمائى فبل أن تكون مشروع مسلسل واشترط عليه أن يقرأ السيناريو فرفض وحيد مما جعله يرفض العرض، موضحاً أن طلبه كان بسيط وهو مجرد الاطلاع وليس التعديل وأنه فعل ذلك مع المسلسل وأبدى ملاحظات على السيناريو ولكنها لم تنفذ. وأكد الشناوي أن الكاتب يوسف إدريس كان ينقد روايته التى تتحول لأعمال سينمائية نقدا لاذعا؛ مشيراً إلي أن سيناريو فيلم "حادثة شرف" الذى كتبه جعل الفيلم سيء لأنه كان يتدخل فى كل التفاصيل. وقال الكاتب شريف حتاتة أن الحالة السينمائية فى مصر حاليا غير مؤهلة لتقديم أعمال درامية وسينمائية مأخذوة عن أعمال أدبية لأن المنتجين هم من يتحكمون في نوعية الفيلم ، وطالبت الناقدة ماجدة موريس بأن يضع اتحاد الكتاب قواعد ومعايير لتحويل النص الأدبي إلى عمل سينمائى أو درامى.