"حسيت إنهم بيحاولوا يمسحوا تاريخ الثورة" كان هذا شعور محمد الصيفي أحد أعضاء "أولتراس أهلاوي" وأحد رسامي الجرافيتي الذي تمت إزالته من محمد محمود. ووسط شعوره بالحزن قال شاب الأولتراس أن شارع محمد محمود الشاهد على أحداث مرت بها مصر وكانت الجدارية المرسومة خير شاهد على ذلك لأنها كانت تعبر عن أهم فترات عاصرتها مصر في العصر الحديث. وعن مبررات رئيس الحكومة التي قال فيها أنها عملية لتجميل الشارع قال: "تصريحات غير لائقة من رئيس حكومة مفترض أنها جاءت لتعبر عن الثورة مشيرا إلى أنه يمحوا تاريخ سطرة شباب هذه الثورة". وعن فتح تحقيق من قبل مؤسسة الرئاسة لبيان القائم على إزالة الرسوم قال" الصيفي" لم نعطي اهتماما لمثل هذه المهاترات وأضاف أنه موقف غريب ومستفز واستطرد ضاحكاً" هو كده بعد ما شالوا الرسوم كأنه بيقولنا انزلوا اعملوا جرافيتي ضدي". وقال إن "الموان" الذي مدنا دائماً بالخامات اللازمة لرسم الجرافيتي حزن حزنا شديداً حينما علم بإزالتها وقرر أن يعطي لنا الخامات هذه المرة دون أي مقابل ما بالنا بأم كان كل أملها أن ترى صورة ابنها على جدران محمد علي الجدارية وقال أنه إذا تمت إزالته مرة أخرى سأنتظر حتى 10 أكتوبر وهو المعاد المحدد لمحاسبة الرئيس وأطالب بتنحية عن الحكم. وعن تاريخ الجرافيتي قال أنه كان موجود من قبل الثورة وبعد أن أصبح المعبر الأكثر أهمية عن مشاعرنا تجاه بلدنا قررنا إنشاء مدرسة لتعليم فن الجرافيتي تتم داخلها ورش عمل بشارع جواد حسني بمنطقة وسط البلد. واستطرد حديثه قائلا أية كلمة تكتب على جدار عام تسمى جرافيتي وأود أن أوضح ذلك لأن بعض الناس يعتقدون أن الجرافيتي هو الرسومات فقط ولكن هذا المفهوم خاطئ لأن كما قلنا أن أية كلمات تكتب على جدران الشوارع أو أية جدار عام. وأعلن أنه تمت من قبل مفاوضات بيننا وبين الحكومة وحاولوا أن نسخر فننا لخدمة الرئيس والحكومة ولكننا رفضنا ذلك مؤكدا أن الجرافيتي سيظل فن الثورة والشعب. أما "حليم حنيش" وهو الناشط السياسي بحركة شباب من أجل العدالة والحرية وعضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي قال أنه حينما قرأ خبر إزالة الرسوم لم يتردد لحظة في النزول إلى محمد محمود والمشاركة في إعادة الرسوم التي أزالتها الداخلية. وعن مشاعره حينما أزيلت الرسومات قال إنه شعر بأن هناك عملية تجريف وتجريد للثورة مشيرا إلى أن ما حدث يعد بمثابة صفعة لأمهات الشهداء مؤكدا أن الصاع سيرد صاعين. وأضاف أن الرسوم التي رسمت بعد عملية الإزالة هي فقط لإظهار غضبنا تجاه الداخلية ولكن الرسوم التي ستزين الجدارية مرة أخرى ستكون أشد نقدا مما تمت إزالتها. مضيفا أن ما حدث على الرغم من قسوته إلا أنه غير مفاجئ من الرئيس مرسي وحكومته اللذان لايعبران عن الثورة لا من قريب أو من بعيد، على حد قوله. وقال حليم أنه تعلم الجرافيتي قبل ثورة يناير حينما كانت رسومنا تؤدي إلى كر وفر مستمر بين الداخلية وكنا ننتقد مبارك نقدا لازعا وهناك بعض الجرافيتي الذي رسمناه قبل الثورة موجودة وشاهدة على أهمية فن الجرافيتي ودورة في قيام الثورة.