على بُعد مئات الأمتار من معبر رفح، حيث حى البراهمة يسكن اسماعيل برهوم، مهندس زراعى، وصاحب مزرعة، برهوم حكي لنا تفاصيل معاناته هنا فقال: سيناء مضطهده طوال 364يوم وفى يوم عيدها 25 أبريل يتحول من اضطهاد إلى نفاق ووعود كاذبة، وأكمل برهوم، كانت سيناء سلة خضروات مصر كلها فى عهد المحافظ منير شاش الذى تم اختياره بالمصادفه حيث أنه الوحيد – حسب رأى برهوم- الذى سعى إلى إحداث تنمية بسيناء، ولكن الآن ولى ذلك العهد بلا رجعة، وأرجع برهوم السبب إلى سوء الإدارة وسياسة الدولة العقيمة والروتين الذى يقتل أي فكرة تنموية، وتساءل برهوم عن سبب عدم تنفيذ قرار تمليك الأراضي الذى صدر بمرسوم من المجلس العسكرى ومازال حبر على ورق, مشيرا إلى أن تنفيذ هذا القرار سيكون له إيجابيات لا تحصى، حيث أن الأرض تعنى الكثير للبدوي، فهى السكن والعرض والانتماء, وفى حسرة شديدة قال برهوم نحن مصريين لا نقل عن أى مواطن مصرى وطنية وانتماء بل إننا اكثر من عانى من ويلات الاحتلال فلماذا لا نتملك أراضينا مثل حال المصريين فى كل المحافظات؟ وأشار برهوم إلى أن أهل سيناء رفضوا بشدة البند الثالث من المرسوم العسكرى الذى نص على أن أراضى المنطقة "ج" تملك فقط إلى أهالى سيناء فى حين أن المنطقة "أ" و"ب" لكل المصريين معللاً الرفض بأن سيناء كلها للمصريين، وليست حكراً على فئة دون أخرى, وأكد برهوم أن التنمية التى تمت على أراضى شمال سيناء جميعها كانت بالجهود الذاتية ولم تتدخل فيها الحكومة عدا مزرعة استرشادية تابعة لوزارة الزراعة بمدينة "بالوظة"، كما طالب برهوم بتوفير فرص عمل حقيقة لشباب سيناء فى المشاريع الاستثمارية التى تتم داخل المحافظة، بحيث يتم إصدار قانون يُلزم صاحب أى مشروع بتعيين نسبة لا تقل عن 50% من شباب سيناء من جميع المؤهلات حيث أن نسبة البطالة بين الشباب وصلت إلى أكثر من 30 ألف شاب ومعظهم حاملي مؤهلات عليا ومتوسطة. وأكد برهوم أن تلك الخطوات من دورها ستقلل الاتجاه إلى امتهان أعمال تخالف القانون مثل التهريب والإتجار فى المخدرات، وأثار برهوم قضية غاية فى الأهمية وهى "ندرة الماء العذب" حيث أن ارتفاع نسبة الملوحة الشديدة فى حوالى 98% من الآبار جعل المياه غير صالحة للشرب أو للزراعة حيث أن مياه الآبار هى المصدر الوحيد للمياه العذبة، وهذا ما جعل برهوم يطالب بتوفير أجهزة للمزارعين توضع على ماكينات الرى وتتراوح ثمن تلك الأجهزة من15 إلى 20 ألف جنيه، وكذلك توفير محطات لتحلية مياه الشرب التى تصل إلى المنازل، حيث ذكر برهوم أن المقتدرين فقط هم من يملكون محطات تحلية صغيرة الحجم تكفى لتحلية مياه منزل عائلى ولكن الفقراء يشربون من الآبار مباشرة دون تحلية، وهو ما تسبب في إصابتهم بأمراض خطيرة, كما طالب برهوم بتسهيل عملية نقل الحاصلات الزراعية على كوبرى السلام مؤكداً أن طول مدة انتظار شاحنات النقل يؤثر على الحاصلات بالسلب حيث يفقدها جودتها ويعرضها للتلف وناشد برهوم مسؤلى المحافظة بتوفير مرافق مثل رصف الطرق وتوصيل الغاز الذى يمر على الأراضى السيناوية إلى الأعداء الصهاينة ولا يناله أهل الديار. وأضاف برهوم، إنه غير راض نهائياً عما يعانيه الأهالى من غياب تام للخدمات والمرافق، وأبسط الحقوق الآدمية، فلك أن تتخيل بأن المنطقة التى تبدأ من جنوب منفذ رفح وحتى ساحل البحر بطول 10كم وبعمق 1كم يمنع بها إعطاء رخص بناء وتأتى الحكومة لتقول مشروعات تنمية, وتساءل برهوم كيف تكون تنمية بدون كتلة بشرية؟ وأين ستعيش تلك الكتلة فى منطقة يمنع بها البناء وهى المنطقة الأولى بالتنمية حيث أنها الدرع الواقى من أي محاولة لانتهاك سيادة الأراضى المصرية، مشيرا إلى مدينة رفح الحدودية، وأشار برهوم بأن تلك المنطقة يقطنها أكثر من 20 ألف نسمة يعانوا من انعدام وجود صرف صحى برغم أن هناك مشروع للصرف تم البدء فيه سنة2000 ولم يكتمل حتى الآن وتوقف العمل به نهائياً عام 2009 وينقصه خطوات بسيطة جداً تتمثل فى الانتهاء من المحطتين 4و6 كما أن الطريق الرئيسى الوحيد بمدينة رفح الذى يبدأ من ميدان صلاح الدين إلى شارع البحرغير ممهد ولا يصلح لسير السيارات ولا حتى العربات الكارو وانه برهوم حديثه الذى كان يحمل قدر كبير من المرارة بأن محافظة شمال سيناء تحتاج إلى مسئول على قدر عال من بُعد النظر ولديه استعداد لدراسة تلك الأزمات التى لا تمثل 5% من مشاكل أى محافظة أخرى بالجمهورية، ولكنها تحتاج إلى قرار وطنى .