عرض مساء اليوم الخميس علي هامش مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي، عدداً من الأفلام السورية من واقع الثورة السورية الان، ومشاهد حية لنضال الشعب السوري والجيش الحر ضد قوات الجيش النظامي وبشار الأسد. وشملت العروض مشاهد وثائقية للثورة وبعض الحكايات علي لسان الثوار وأهالي الشهداء والأطفال التي تعيش الواقع السوري المرعب وسط الدمار وقذف الصواريخ المستمر وأصوات طلقات النار، كما وضحت الأفلام كيف يصنع الثوار أسلحاتهم بخامات بدائية للرد علي قوات الأسد. بدأت عروض الأفلام بفيلم للمخرج تامر العوام الذي استشهد أثناء التصوير في قذف من قوات الأسد علي الجيش الحر في مدينة حلب يوم 9 سبتمبر 2012، ويحمل الفيلم الذي لم يكتمل بعد ومدته 3 دقائق "ذاكرة المكان"، ويصور سقوط أكبر حاجز لقوات النظام علي يد الحيش الحر، وعملية تحرير الحاجز، والأسلحة المستخدمة فيه وكيفية تصنيعها. كان "تامر" احد أبرز الناشطين في الثورة السورية، وصور العديد من الأفلام التي اذيعت علي شاشات القنوات العربية والفضائية، وسافر إلي المانيا وقاد عدد من المظاهرات هناك لحث العالم علي القضية السورية. عقب عرض الأفلام أقيمت ندوة أدارها الناقد الأمير أباظة نائب مدير المهرجان، وحضرها عدد من الفنانين والمخرجين والنقاد السوريين الذين شاركوا في صناعة هذه الأعمال الوثائقية عن الثورة السورية، وابرزت الندوة الأحداث السورية والواقع المرير الذي يعيشه الشعب السوري والمذابح التي تمارس يوميا ضد الشعب الاعزل. وقال الناقد الفني السوري حاكم البابا، إن الفنانين السوريين غائبين عن المشهد الفني، وتحول الفنانين والإعلاميين إلي نشطاء وبدونهم ما كان العالم قد عرف شياء عن أحداث الثورة السورية، مشيرا إلي أن هناك العديد من المخرجين والفنانين اصيبوا، وأخرين استشهدوا أثناء تصوير أحداث الثورة، وكان لهم الفضل في أن يشاهد العالم واقع سوريا الأليم من جيش النظام، مؤكدا أن الأفلام تم تصويرها بكاميرات صغيرة وبأقل الامكانيات. وأوضح الفنان السوري عبدالحكيم قطيفان، أن كل منزل وشخص بسوريا هو فيلم وقصة لإناس حلموا بالحرية، وأن الثورة السورية قامت من المدنيين العزل والبسطاء دون أي مساعدة من حركة او حزب، والشعب السوري يدفع الآن ثمن كلمة "لا"، مؤكدا أن عدد الشهداء بسوريا تعدي 100 ألف شخص والأف السوريين المصابين، بالإضافة إلي ألاف المعتقلين الذين يلقوا حتفهم في البحر احياء، مؤكدا أن الشعب السوري سوف يكمل المشوار حتى النهاية وحتى يحصلون علي الحرية ويسقط النظام. وقال محمد ملص المخرج السوري الشاب، إنه قبل الثورة السورية لم يكن هناك مسمي مخرجين شباب، ولم يكن هناك فرصة لظهور مخرجين جدد علي الساحة قبل الثورة، وأنها كانت سببا لإظهار وقود جديد من الشباب الموهوب الذي ساهم في إظهار جرائم النظام السوري، وتحولت صناعة السينما في سوريا إلي دماء، مشيرا إلي أن الموبيل كان احد اسباب توضيح الصورة في سوريا للعالم، خاصة في ظل تعتيم نظام الأسد الإعلامي، ولم يكن هناك أي كاميرا لأي قناة فضائية أو وكالة إعلامية. فيما قالت المخرجة المصرية إنعام محمد علي، أنها استشعرت برجفة عندما شاهدت الأعمال الوثاقية، وقامت بتحية صناع هذه الأعمال، واعتبرتهم جنود في أرض الميدان. حضر عرض الأفلام عدد كبير من الصحفيين والجالية السورية المشاركة في المهرجان، ولقات الأفلام استحسان الحاضرين. يذكر أن مهرجان الإسكندرية السينمائي قدم تجربة هي الأولي علي جميع مهرجانات العالم في دورته الحالية، بأن يكرم ثورة مازالت قائمة حتى الأن ولم تنتهي بعد، في لافته انسانية تؤكد تضامن الشعب المصري مع الثورة السورية.