لم يكن من السهل أن ينتهى مهرجان "كان" السينمائى الدولى فى دورته ال65 دون أن يتعرض لنسيم الربيع العربى, حيث شهد المهرجان عروض أفلام من مصر، وسوريا، فضلاً عن الفيلم الوثائقى الليبى "قسم طبرق"، الذى يتناول الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافى جنباً إلى جنب مع عدد كبير من الأفلام العالمية التى شارك فيها نجوم من جميع أنحاء العالم. وأشاد حضور مهرجان "كان" الجمعة الماضية بالفيلم الليبى "قسم طبرق" من تصوير المصور مارك روسيل، والذى يتناول فيه الكاتب والفيلسوف برنارد هنرى ليفى المشاعر الإنسانية التى انتابت الناس فور اندلاع الانتفاضة الليبية العام الماضى، فضلاً عن دفاعه الواضح عن التدخل العسكرى الغربى فى ليبيا، كما أنه يطالب العالم بفعل الأمر نفسه فى سوريا لوقف نزيف الدم الذى يمارسه الرئيس السورى بشار الأسد تجاه شعبه على مدار عام كامل. وقد وجه ليفى رسالة – من خلال منصة مهرجان "كان" – يحث فيها المجتمع الدولى على اتخاذ إجراءات عسكرية مباشرة لدعم الثوار السوريين, وإنهاء نظام الأسد الذى يعمل يومياً على إبادة الشعب السورى؛ وأضاف ليفى قائلاً: "ما يحدث فى سوريا الآن عار علينا جميعاً وكل من يحاول القول بأن الوضع مختلف فى سوريا يحاول إيجاد أعذار واهية لجبنهم وتقاعسهم". وكان من ضمن الأفلام المشاركة فى "كان" الفيلم المصرى "بعد الموقعة" من إخراج يسرى نصر الله وبطولة منه شلبى وباسم سمرة؛ حيث نافس على جائزة السعفة الذهبية ضمن 22 فيلماً؛ ويتناول الفيلم العلاقة بين ميدان التحرير وثواره والسايس الفقير فى منطقة الأهرامات, مشيراً إلى الهجوم الذى وقع على المتظاهرين فى التحرير يوم 2 فبراير والتى عُرفت إعلامياً ب"موقعة الجمل". وأشار نصر الله إلى التهديدات التى تعرض لها طاقم العمل من أنصار النظام السابق والإسلاميين؛ الذين اعتبروا صناعة السينما "خطيئة"، مؤكداً أنه شعر أنه من الواجب أن يكون الفيلم جرىء على الرغم من النفوذ المتزايد للإسلاميين والضبابية السياسة التى تعيشها مصر فى الوقت الحالى. ومن ضمن صنّاع السينما العربية المشاركون فى فعاليات مهرجان "كان" المخرج السورى بسام شخيص الذى نافس لأول مرة فى مهرجان "كان" بفيلمه "فى انتظار صندوق بريد"؛ وقال بسام إن قدومه إلى المنافسة فى "كان" كان حلماً بالنسبة له.