تباينت المواقف وردود الأفعال حول حركة المحافظين الأخيرة التى صدق عليها الدكتور محمد مرسي، حيث تولى 10 محافظين جدد من بينهم 3 ينتمون لجماعة الإخوان المسلمون، وقد اختلفت الآراء حول وصف حركة التغييرات بأنها أخونة الدولة والبعض الآخر قال بأنها أمر طبيعي ومن حق الحزب الحاكم. يقول الدكتور عزازي على عزازى محافظ الشرقية السابق، أن اختيار المحافظ يكون على أساس الولاء والكفاءة والخبرة الإدارية وأن حركة المحافظين الجديده التي شملت العشر محافظين تم اختيارهم على أساس الولاء ومبدأ السمع والطاعة لأن المحافظين الجدد إما من جماعة الإخوان المسلمين أو موالين لجماعة الإخوان – حسبما قال- بمعنى أنهم ليسوا أمراء فى اتخاذ القرار، موضحاً أن ذلك سيؤدي إلى صعوبة مسألة اللامركزية وانتقال الحكم إلى المحافظين الجدد لأن اللامركزية تعتمد على الإستقلالية الكاملة لجميع المحافظين. ويرى عزازي أنه قد تم التضحية بالمحافظين الأكفاء لحساب المحافظين الموالين لجماعة الإخوان المسلمين وليس الاختيار على أساس الكفاءة والخبرة فالمحافظين الجدد كفائتهم محدودة. وأكد عزازي على أن تولي محافظين قياديين بجماعة الإخوان المسلمين لمحافظتي المنوفية وكفر الشيخ الذين لم يعطوا أصواتهم للرئيس محمد مرسى وفقاً لإعتبارات سياسية تتمثل فى رغبة الإخوان المسلمين فى السيطرة والهيمنة على تلك المحافظات لأن وجود الإخوان فى تلك المحافظات ضعيف جداً. أما المهندس الشافعي الدكروري محافظ الغربية السابق قال إن اختيار المحافظين يكون على أساس عدة معايير منها النزاهة والشفافية والكفاءة ويكون أهل ثقة، مضيفاً أن جميع المحافظين الذين تم تعيينهم مؤخراً كوادر جيدة تدعوا إلى التفاؤل بالمستقبل، نافياً أن يكون الوزارء الجدد قد تم اختيارهم على أساس السيطرة على مناصب الدولة أو أخونتها، مشيراُ أنه إذا كان جميع المحافظين والوزراء من جماعة الإخوان المسلمين فهذا أمر طبيعى لأن الإخوان المسلمين هم الحزب القوى المتماسك بعد الثورة ومن حقة ترشيح المحافظين والوزراء باعتباره حزب الأغلبية، نافياً أيضاَ أن يكون المحافظين الجدد موالين للرئيس أو يكون انتمائهم للدكتور محمد مرسى قبل إنتماءه للمحافظة. ويقول الدكتور جمال عبدالجواد مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، بأن حركة المحافظين الجدد والتي تم بمقتضاها تغيير 10 محافظين فى تلك الحركة جزئية وليست نهائية، وتوقع وجود مرحلة أخرى من التغييرات فى المحافظين وفقاً لما يراه الرئيس مناسباً، مضيفاً أن الدكتور محمد مرسى يختار المحافظين الجدد حسبما يشاء وليس ملزم بإختيار بعضهم وعدم اختيار الآخرين. وأضاف عبدالجواد أن اختيار محافظين من الإخوان وهم المهندس سعد الحسينى ومحمد على بشر لمحافظتين لم يعطوا أصواتهم لمرسى، اختيار لغرض سياسى لصالح جماعة الإخوان المسلمين. بينما يقول الدكتور عبدالشافي أبو الروس عميد حقوق بنها وأستاذ القانون العام بأن تكليف لواءات جيش وشرطة لمنصب المحافظ هو إعمال لقانون خاص بالإدارة المحلية ينص على تولى 25% على الأقل لمنصب المحافظين، مؤكداً على أن الحركه جائت بناءً على القانون القديم وأنه لا يعرف ما إذا كان القانون الجديد أو الدستور سينص على هذا القانون أم لا. وشدد أبو الروس على ضرورة وجود تغييرات شاملة لباقي المحافظين وإحلال محافظين جدد مكان المحافظين الحاليين الذين لم تطالهم حكرة التغييرات. من جانبة قال اللواء فؤاد علام الخبير الأمني أنه لا توجد شفافية فى حركة المحافظين الجدد ولا أحد يعرف لماذا أو على أى أساس تم إقالة المحافظين السابقين وإحلال محافظين جدد دون الإعلان عن أسباب التغيير. وأبدى علام استياءه من وزير التنمية المحلية الذى لا يملك الكلمة في اختيار المحافظين أنه على حد تعبيره معلقاً بقوله لا أتصور أن وزير التنمية المحلية لا يكون صاحب اختيار المحافظين، مطالباً بوجود شفافية وموضوعية فى اتخاذ القرارات لأنها أول خطوة فى طريق الديمقرطية. وبخصوص تولي لواءات جيش أو شرطة لمنصب المحافظ قال يؤسفنى أن الإعلام بدون منطق له تحفظات على تولى لواءات جيش أو شرطة لمنصب محافظ مشيراً إلى أنه فى الخمس سنوات الماضية حقق العسكريون نجاحات فى المحافظات التى تولوها أمثال اللواء محمد عبدالسلام محجوب محافظ الإسكندرية السابق والذى يتذكره الشعب السكندرى حتى الآن وكذلك اللواء مصطفى كامل محافظ بورسعيد السابق وأيضاً اللواء أركان حرب منير شاش، محافظ شمال سيناء والذي وضع وصمم مشروع قومى للمحافظة أتمنى أن ينفذه المسئولون. وتابع "علام" كنت أتمنى أن أعرف المحافظين الجدد وما هى مميزاتهم ونجاحاتهم وشهرتهم وتاريخ حياتهم بخلاف الدكتور محمد على بشر الذى تولى منصب محافظ المنوفية والذى يعتبر قامة علمية وكفاءة مهنية كبيرة معروف بنزاهة اليد ووفرة العلم وكفاءة فى الإدارة. ونفى علام وجود نص فى الدستور أو القانون ينص على تولى قيادات جيش أو شرطة لمنصب المحافظ ولكن الأمر يتعلق بأن هناك محافظات لها سمات معينة لابد فيها من محافظ عسكرى كالمحافظات التى بها قواعد عسكرية وأماكن حربية مهمة فهى تطلب قيادة أمنية سواء من الجيش والشرطة ولكن بشرط الكفاءة والخبرة. من ناحية أخرى نفى الدكتور حسام أبو بركة عضو مكتب الإرشاد فى جماعة الإخوان المسلمين تدخل الجماعة فى إختيار المحافظين وأن الرئيس محمد مرسى بالتنسيق مع الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء هما المعنيون باختيار وتعيين المحافظين، وأوضح أن حركة المحافظين حركة جزئية وأنه يتوقع أن يكون هناك تغييرات لمحافظين آخرين فى مرحلة أخرى. كما نفى أيضاً أن الإخوان المسلمين يسعون لأخونة الدولة بينما أنه لا يوجد مصطلح يسمى "أخونة الدولة" وإنما هو إبتزاز إعلامى ليس له معنى أو نصيب من الواقع يمارسه الليبراليون واليساريون، مضيفاُ أن أى دولة ديمقراطية فى العالم يتولى الحزب الحاكم وحزب الأغلبية تعيين القيادات ولكن الدكتور محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين لم يفعل ذلك فلا يوجد فى حركة المحافظين الجدد سوى 3 محافظين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمون. وقامت "الوادي" باستطلاع لآراء المواطنين حول تعيينات الرئيس مرسي للمحافظين الجدد فقال كرم محفوظ 43 سنة طبيب صيدلي أن اختيار المحافظين الجدد من حق الرئيس فهو صاحب القرار الأول والأخير فى تعيين ما يريد. وأضاف أن المحافظين سواء كانوا إخوان أم لم يكونوا فهذا من حق حزب الحرية والعدالة فهو حزب الأغلبية وإنفراده بتعيين القيادات من حقه تطبيقا لمبدأ الديمقراطية. وأيده جلال كمال محمد 21 عام طالب بجامعة الأزهر وأكد أنه يؤيد كل قرارات الرئيس فنحن أخترناه وأعطيناه كل الصلاحيات ونحن واثقون فى كل قراراته وأنه يعمل من أجل الدولة وليس لمصلحة الجماعة. من جانبه قال عمر المنشار الصفطى 29 سنة موظف بشركة إتصالات أن تعيين المحافظين من حق الرئيس ولكن لا ينبغى أن يكون كل المحافظين منتمين لجماعة الإخوان ولكن لابد من التوافق وأختيار الكفاءة المطلوبة لكل محافظة. وفي سياق مخالف قال مصطفى يحيى 26 سنة يعمل بالقطاع الخاص أن المحافظين الجدد لا يمكن بأى حال من الأحوال أن يكونوا من جماعة الإخوان المسلمين نظراً للحاسية التى تواجه جماعة الإخوان المسلمين من قبل الشارع المصرى وإتهامة للجماعة بسعيها لأخونة الدولة مناشداً رئيس الجمهورية بإختيار الكفاءات والتكنوقراط لتولى قيادات الدولة ومناصبها السياسية. أما مختار صلاح الدين 24 سنة مواطن من أسوان فيقول أنه غير متابع للأمور السياسية ولكن تمنى أن تكون كل القرارات التى تتخذ لصالح مصر ولصالح المواطن الذى هرِمَ من ضغوط الحياة وأصيب بالضغط من كثرة المشاكل.