عندما انتهت ثورة يناير وسافر من سافر .. وهرب من هرب.. ارتدى بذلة سوداء اللون واشترى منصب شرفي – مستشار إعلامي - من إحد السفارات الأجنبية حصل بمقتضاه على جواز سفر أحمر "دبلوماسي" وحاول أن يمحو خطايا سجله الأسود ليبدأ بداية جديدة، لا يعلم الكثيرين عنه شئ سوى أنه رجل أعمال ذو علاقات رفيعة بكبرى الشخصيات،لا أحد يستطيع الجزم بمدى قوة علاقاته برجال النظام السابق التي يبالغ فيها البعض بوصفة " وزير داخلية " العالم السفلي ، لا يعرفون أنه الرجل المسجل خطر ذو الملف الأسود والتاريخ الإجرامي ، بدأ في محاولة تغيير سيرته بتأسيس جريدة جديدة ليهدد بها من يشاء بما يمتلكه من كواليس أخطر العمليات ال " قذرة " التي تمت في مصر في العشر سنوات الأخيرة أطلق عليها "الدولة اليوم". أذكر عندما جلست مع أحد المقربين منه فأخذ يسرد عن شخصية " نخنوخ" الأسطورية ، فهو رجل لا يظهر نهاراً ، تحيط بأسوار قصوره الغموض، يثير الجدل بصورة فوق مكتبه خلفيتها الكعبة المشرفة وهو مسيحي الديانة !! عندما يختفي لا يستطيع أحد الوصول إليه حتى أقرب الأٌقربين منه ، وعندما يغضب لا تقف أمامه لأنه سيطيح بك ، فمراراً تحدث عن صفقات أراضي مضي عقود التنازل عنها أشخاص بجانبهم أحد أسوده بأسعار خيالية . بدأ حياته من أحد " كباريهات" شارع الهرم . وانتهي به المطاف ليكون رجل حبيب العادلي الأول بمعنى آخر ، كان يحمل رتبة مساعد وزير داخلية غير شرعي ، يملك العصى السحري لتحريك الآف المسجلين الخطر على مستوى مصر أنه .. " نخنوخ". لم أتخيل يوما أنه سوف تأتي اللحظة التي أسرد فيها قصة أحد البلطجية وكأنه أحد الفاتحين إلأ أنني قررت أن أنقل ما عرفته من معلومات بحكم طبيعة عملي التي جعلتني أعرف أشخاصا قريبين منه وأتعامل معه بشكل مباشر ، خاصة وأن هناك الكثير ما تم كتابته عن تلك الشخصية بعضه مبالغ فيه ، والآخر غير حقيقي ، فأليكم نخنوخ الذي عرفته... هو صبري حلمي نخنوخ ، 49 عام ، ولد بحي " السبتية " بالقاهرة لم يكمل تعليمه عمل ك صبي بورشة ميكانيكا حتى وصل عامه العشرين فبدأ تجارة المخدرات بجانب البلطجة وتورط بها حتى تم حبسه هو وأسرته فقضى فترة حبسه ثم خرج ليعمل كبلطجي وحارس ل " الكباريهات " وفي فتره قصيرة نجح في أن ينال ولاء جميع البلطجية ويتزعمهم بدأ فرض الأتاوات على سائقي ال "ميكروباصات" وأصحاب المحلات في شارع الهرم وجامعة الدول يساعده في ذلك شبكة من البلطجية ، كان زعيم العالم السفلي وأحد أشهر قادة البلطجة في مصر قد بدأ يزيع صيته منذ أن توطدت علاقته بوزير الداخليه المسجون " حبيب العادلي " في انتخابات مجلس الشعب عام 2000 ، حيث كان يمتلك نخنوخ عدة مكاتب لتوريد البلطجية تحت مسمي " البودي جارد " بمناطق المهندسين والهرم وكانت تلك هي نقطة التعاون بينه وبين العادلي . حيث كان يحتاج العادلي لبلطجية نخنوخ لتأمين صناديق الانتخابات وتسويد البطاقات لصالح أعضاء الحزب الوطني المنحل بشكل لا يتورط فيه رجال الداخلية فأصبح " نخنوخ" أحد مساعدي وزير الداخلية من الباطن ، أحد المقربين من نخنوخ أعترف لي بأنهم قاموا بشكل منظم أثناء الثورة بعمليات تخريب قاداها رجال النظام السابق من رجال اعمال ورجال دولة طالت تلك العمليات المنشآت العامة والسجون والأقسام لإثبات كلمة الرئيس المخلوع " أنا أو الفوضي" فكان نخنوخ ورقة الضغط لدفع المواطنين للخضوع لمبارك ونظامه بمعنى آخر كان هو ال " فوضى ". مع توسع شبكته من البلطجية نجح في تكوين ما يشبه جهاز داخلية خاص ، فروى أحد المتعاونين معه واقعة سرقة سيارته والتي أبلغ عنها الجهات المختصة التي لم تنجح على مدار شهر في كشف غموض سرقتها وقيدت الواقعة ضد مجهول ، فلم يعد أمامه إلا أن يصل إلى " المعلم نخنوخ " الذي طلب منه مواصفات السيارة المسروقة .. وبعدها ب 6 ساعات تحديداً كان قد نجح في تحديد مكان السيارة في الطريق الصحراوي ب" مدقات الفيوم " وطلب منه 15 الف جنيه مقابل أن يتوسط لإعادة السيارة له وهو ما تم بسهوله، مما أعطى إنطباع إلى من يعرفوه أنه يملك جهاز شرطة خاص واتصالات تفوق جهاز الداخلية قوة. كان دائماً ورقة النظام الرابحة في الانتخابات المزورة فمن شراء الأصوات إلى تأمين اللجان كان يقوم بعمله على أكمل وجه وبرزت أهميته للنظام السابق عندما نجح في قلب كفة الميزان لصالح الحزب الوطني المنحل في انتخابات عام 2005 بعدما سقط الحزب الوطني في المرحلة الأولي ، فتمت الاستعانة ب "نخنوخ" ليقوم بنشر بلطجيته في جميع اللجان على مستوي الجمهورية ليفتعلوا الأزمات أمام اللجان التي يظهر بها معارضون وتحدث مشاجرات بالأسلحة البيضاء تثير ذعر العامة فيبتعدوا عن اللجان فيبدأ تسويد البطاقات ونجحت تلك الخطة بشكل مبهر مما دعيى حبيب العادلي لتكريم نخنوخ شخصياً واتخذه صديق شخصي له وحسب كلام " نخنوخ " نفسه أن العادلي أثنى عليه أمام جمال مبارك الذي طلب مقابلته على الفور وذهب نخنوخ إلى اللقاء بموكب من السيارات والحراسات الخاصة تفوق حراسات نجل المخلوع نفسه، وجمع اللقاء جمال مبارك وأحمد عز والعادلي ونخنوخ وكان اجتماعهم أشبه بحفل توقيع إتفاقيه إنشاء أول مافيا مصرية تحت رعاية جهاز أمن الدولة لتقف حائط صد لحماية الحزب الوطني المنحل من ناحية والوقوف ضد الإخوان المسلمين وإفساد مؤتمراتهم ودعاياهم الإنتخابية من ناحية أخرى . وهو ما يفسر مقولة نخنوخ " البلتاجي حاططني في دماغه ". ومع توفر الحماية الأمنية من كبار رجال الدولة بدأ نخنوخ إفتتاح عدة مقاهي وفنادق للعمل بالدعارة وتصدير الفتيات لدول الخليج العربي ورجال الأعمال العرب عن طريق سماسره ربح من خلالهم مبالغ طائلة، هذا بجانب شبكة من البلطجية بلغت ال 200 ألف بلطجي كانوا جيشه الخاص الذي يدر عليه دخل بالمليارات وفي نفس الوقت يكلفه مرتبات بالملايين فيقول أحد مساعدي نخنوخ أن راتب البلطجي كان يتراوح بين ال 6 إلى 12 الف جنيه شهرياً ،وبلغت سيطرته على العملية الإنتخابيه إلى أنه – نخنوخ – كان يملك " تسعيرة" للنجاح في مجلس الشعب قدرت بال 2 مليون جنيه في أنتخابات 2010 وقد نجح عدد كبير من نواب البرلمان المنحل الأسبق عن طريق ال " معلم ". أما عن حكاية واجهته الإعلامية التي حاول تأسيسها عن طريق صحيفة تحت أسم " الدولة اليوم " والتي كان ينتوي نخنوخ الوقوف خلفها ليهدد من خلالها بنشر ما يملكه من معلومات وكواليس عن أخطر عمليات مصر وبدأ بالفعل في إجتذاب بعض شباب الصحفيين واتخذ مقر للصحيفة بشارع "26 يوليو "وبالفعل صدر العدد الأول والثاني من الجريدة ولكن وبشكل مفاجئ توقف الإصدار ، وعندما سأل الصحفيين عن الأسباب خلف توقف تمويل الصحيفة أجاب المعلم " هاني " أحد أذرعة نخنوخ والذي كان يتولى رئاسة مجلس الإدارة بالصحيفة بكلمتين فقط : " المعلم – نخنوخ – أختفي " وأوضح أنه سافر إلى الهند وانقطعت أخباره، فانفرط عقد الصحفيين وتركوا الصحيفة وانتهت تجربة صحيفة الدولة اليوم قبل أن تبدأ.