"دين تدان" .. كان هذا هو اللوجو الذي تبنته حملات ضد التحرش، تلك الظاهرة السيئة للغاية التي تطورت وزادت بشكل واسع خلال الفترة الماضية، فما هي الأسباب الحقيقية لانتشار هذه الظاهرة التي تهدد المجتمع المصري؟ "الوادي"رصدت الظاهرة لمعرفة أسبابها وطرق علاجها. رضوى نجيب "بكالوريوس تجارة" 25 عاما، قالت إن السبب الرئيسي في ظاهرة التحرش يرجع لثقافة المجتمع المصري التي لا تحترم المرأة، بالإضافة إلى نقص مستوى التعليم؛ ويرجع أيضا الى أسلوب التربية التي نشأ عليها الشاب المتحرش والبيئه الاجتماعية المحيطة به من أصدقاء وجيران وأقارب، مشيرة إلي بعض المواقف التي شاهدتها فى وسائل المواصلات من تحرشات بالكلام وفي بعض الاحيان بالأيدي، وفي ظل غياب الأمن لا نجد ملجأ لهذه المواقف التي تحدث يوميا الا الدعاء لله بان يزيح عنا هذا الوباء. وأكدت نسرين نبيل، 29عاما، أخصائية علاج طبيعي، أن التفاوت الاجتماعي والثقافي الموجود هو المتسبب في هذه الكارثة، كما أدانت أصحاب هذه الأفعال المسيئة وأرجعت هذا الفعل الي عدم الوعي والتربية الصحيحة وعدم العلم بحرمانية هذه الأشياء والأخطار الناتجة عنها. ولفتت أن المطلوب لحل هذه الظاهرة هو اعادة هيكلة النظام الاخلاقي وتعريفها كما ينبغي ان تُعرف والتعامل مع الانحراف والازمة الاخلاقية التي تواجه المجتمع المصري، وأشارت أنها روت ما حدث لاحدى صديقاتها بأنها تعرضت لحادثة تحرش في احدى وسائل المواصلات العامة ولم يكن للبنت رد على الاطلاق سوى الصدمة واستمرت البنت بعد بعد هذه الوقعة في حالة نفسية سيئة، وعدم النزول من المنزل، ولم تعد تعيش حياتها الطبيعية، وظلت شهور عديدة حتى خرجت من هذه الحالة السيئة، إلا انها حتى الآن لن ترجع كما كانت. وأشارت مها مرسي 23عام، ليسانس حقوق، ان المسئولية تقع على الولد والبنت، ولكن الجانب الاكبر يقع على الولد، فالبنت مهما كان لبسها مثير ليس من حق احد ان يتطاول عليها سواء بالكلام او باللمس وللأهل دور كبير في هذه الظاهرة فيجب عليهم تربية ابناءهم على اساس ديني واخلاقي. وأوضحت سارة السيد،27عاما، مهندسة، انه يوجد العديد من الاسباب لهذه الظاهرة فمثلا الانحدار الاخلاقي وتأخر سن الزواج والاعلام الذي يحرك بهم الشهوات في اعمار صغيرة، مطالبة بوجود عقوبة شديدة لفاعلي هذه الاحداث حتى يفكر الشاب قبل فعل مثل هذه الاحداث ويخشى الوقوع في العقوبات. وقالت إيمان مصطفى،27 عام، موظفة في "مؤسسة بنات" التي ترعى اطفال الشوارع، انه لا يجب ان نقدم اعذار ومبررات لهؤلاء الجناة حتى تتكرر مثل هذه الجرائم فهناك بعض الاشخاص يتهمون البنت بأن ملابسها التي دفعت الولد للفعل، وتأخر سن الزواج بالنسبة للشباب فهناك الكثيرون يقومون بهذه الافعال وأعمارهم لا تتجاوز الخامسة والعشرين، وأرجعت هذه الظاهرة الى أسلوب التربية في المنزل ومعاملة الأب للأم فإن كانت المعاملة يوجد فيها بعض التطاول من جانب الاب للام فبالتالي يتربى الابناء بهذا الاسلوب ان ليست للمرأة كرامة وما هى الا جارية في المنزل. وأضافت أن من أسباب التحرش تدني مستوى الأخلاق، ففي بعض الاحيان نسمع عن أب قام بإغتصاب ابنته "زنا المحارم" الذي اصبح متداول في هذه الايام ومن النتائج المترتبة في هذه الحالات في بعض الاحيان ان البنت تحدث لها حالة من النفور للرجال، فتميل للانثي مثيلاتها. وأشارت إيمان مصطفى أن الحل في القضاء على هذه الظاهرة أن يبادر كل شخص ليقضي عليها، والبداية لحل هذه الازمة الأخلاقية ان تكون من داخل الاسرة، ويضع الشباب نصب أعينهم أن ما يفعلوه تجاه البنات في الشارع أو في الأماكن العامة، سيحدث في اقرب الاقربين لهم، فكما تدين تدان. وأوضحت أن إصلاح جهاز الشرطة من العوامل المؤثرة لمواجهة ظاهرة التحرش، ووضع قوانين تجرم التحرش وتعاقب الفاعلين له، وتطبيق قوانين رادعة ضدهم لمنع انتشار هذه الظاهرة والقضاء عليها. وتؤكد زينب بدر ،25عاما، تعمل في مؤسسة البنات أيضا، أن الأساس في انتشار هذه الظاهرة هو غياب الأمن منذ قيام الثورة وحتى الآن. وتضيف قائلة أننا في مؤسسة البنات نتعرض لقصص وتجارب تتعرض فيها البنت لمثل هذه المواقف، وتتسب في تعرضها لمشاكل نفسية، تصل لمستوى النفور من الجنس الآخر، مشيرة إلى ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة من خلال عودة الأمن للشارع.