هدأت الأوضاع أو اشتعلت في شغب الشوارع، تبقي قضية الباعة الجائلون صداع مزمن في رأس حكومة قنديل حتي ولو طاردتهم أو ترقبتهم أو تفننت في اقتراح يقلل من حدة صداعهم بمشروع سوق يجمعهم في يوم واحد من كل أسبوع، الحكومة ترى أن هذا اقتراح سريع لمواجهة مشاكلهم، فيما يرى الباعة أن هذا ليس حلا وأن هناك أفكار أخرى كثيرة لحل مشاكلهم. كانت الحكومة قد أصدرت قرارا قبل أيام بإخلاء شوارع وميادين مصر من الباعة الجائلين وتوفير أسواق لهم والعمل بنظام سوق اليوم الواحد بداية من الإثنين المقبل حتى الأربعاء، وشرعت الحكومة في تجهيز بعض الأسواق في حديقة الأزبكية وحددوا مكان لكل بائع على أن يستوعب المكان بالحديقة 200 بائع وهكذا الحال في شارع الألفي الذي خلى من البائعين إنتظارا منهم لفتح الأسواق وكذلك الامر في شارع الشريفين الذي قل فيه الباعة بشكل كبير، ولكن حل سوق اليوم الواحد لم يرض معظم البائعين في منطقة العتبة، وأكدوا أن مبدأ الإنتقال لمكان آخر بعيد عن منطقتهم وأن يكون السوق ثابت وغير متنقل مرفوض. سعيد محمد "من الباعة الجائلين" قال إن الحي لم ينظم الأسواق بشكل جيد بعد، وأن ما تم عمله حتى الآن هو تحديد مساحات لكل بائع داخل حديقة الأزبكية فقط، وأشار أنه لم يأت أحد لشرح التفاصيل وتوضيح الأمر أو حصر أعداد البائعين أو أخذ الأسماء لتقسيمهم، وأضاف أن هذا هو مصدر رزقه الوحيد وإذا تركه وأخذه واحد أخر "سيجوع" هو وأطفاله وطالب بإعطائهم رخص للوقوف في الحديقة حتى لا يتعدى عليهم البلطجية وحتى يعلم كل بائع مكانه وأوقاته. وأضاف عبد الحميد "بائع" أنه صاحب مؤهل عالي ويعمل كبائع جائل يبيع في الشارع منذ عشرين عاما وأشار أنه ليس بلطجي كما يزعم البعض من الباعة وأن مشروع الحكومة للتخلص من الباعة في الشوارع غير منظم وغير مفهوم للبائعين وأشار لصعوبة إستجابة الباعة لأمر الحكومة إذا أصروا على نظام سوق اليوم الواحد، فإن كل البائعون يريدون مكان ثابت يومي مرخص أو أكشاك ثابتة للإنتقال إليها حتى لا يهدر حقهم، وأشار أن لكل منطقة بائعيها المعروفين فمن الممكن حدوث إشتباكات إذا تم نقلنا إلى أماكنهم، وأضاف أنه من الصعب نقل البائع يوميا أو كل ثلاثة أيام من مكان لأخر لإرتفاع التكلفة مؤكدا أنه لم يتحرك داخل الحديقة يوم الإثنين إلا أن إذا إتخذ الحكومة خطوات جادة ومنظمة لضمان حق البائعين من البلطجية. بينما قال محمود محمد "بائع " بميدان العتبة أنه يوافق على الدخول للبيع في الأماكن التي تريدها الحكومة بشرط أن يكون مكان ثابت وحيوي وليس متطرف بعيد عن الناس ولكنه عقب إذا لم يتم ذلك وأصرت الحكومة على نظام سوق اليوم الواحد سيظل في الشارع وأضاف أن الحكومة لديها قدرات لتوفير أماكن متساوية للبائعين أو أكشاك ثابتة بإيجار الذي يريدونه. وأضاف حسين "بائع محافظ وأقلام" أنه إذا تم توزيعنا بدون نظام واضح لكل بائع سيقوم البلطجية بالسيطرة على الأماكن وتوزيعها بإتاوة على الباقيين وطرد الغير قادر في الشارع وأشار أنه لم يدخل الحديقة إلا أن يأتي أحد يوضع كل بائع أين سيقف ويوضح أكثر موضوع السوق اليوم الواحد أو 3 أيام فهو لم يوافق إلا بالوقوف طوال الأسبوع أو توفير أكشاك. أما أحمد -بائع- قال إنه مسئول عن لعب أطفال وتساءل: كيف يقف 3 أيام فقط ويستطيع توفير مصاريف أسبوع كامل، وأشار بضرورة أن تكون الأسواق يومية وفي نفس أماكن البائعين وعقب إنه مكان "أكل عيشه" وأضاف أنه يجب إستخدام الحديقة أكثر من ذلك. وقال سيد حسن -بائع- إن أسواق اليوم الواحد مينفعش معانا وأن هذا النظام سيجعل البائعين ينفقون مكسبهم على المواصلات وطالب أن تكون الأسواق ثابتة كل يوم وكل بائع يعرف مكانه حتى لا تحدث إشتباكات أو أغراض ويفضل سيد أن يكون هناك أكشاك مستقلة لكل بائع وعلق أنه لم يتم أخبارهم بالتفاصل أو كيف سيكون الوضع داخل الحديقة حتى الآن. وأضاف أنه إذا ترك المكان سيأخذه البلطجيه وإذا لم يتم تنظيم الوضع داخل الحديقة سيأتي البلطجية لطرد الباعة بداخله. وأشار أن البطالة هي السبب في زيادة هذا الكم من الباعة فالبيع في الشارع أفضل بكثير من البطالة أو بيع المخدرات. وقال محمود محمد "بائع" منذ 10 سنوات في ميدان العتبة إن المشكلة الوحيدة التي تواجه الباعة في المشروع الجديد للحكومة هو سوق اليوم الواحد فكل الباعة كل مطالبهم مكان ثابت يومي داخل الحديقة أو في مكان قريب من أماكنهم. وأشار بعدم وجود تنظيم من قبل الحي أو المحافظة لأخذ الأسماء أو تنظيم تواجدهم وعلق أنهم ملايين فيحتاجون لتنظيم جيد. صلاح الراوي مسئول عن بائعي العتبة، قال أن الحل الحكومى المقترح غير مكتمل وغير مناسب لحال البائعين، مؤكدا أن البائعين هم من حموا الأقسام أيام الثوار وليسوا ببلطجية ولا يعطلون المرور والحل يجب أن يكون هناك أسواق ثانية يومية أو أكشاك منظمة في أماكن حيوية. وإقترح أن يعطوا رخصة لكل بائع لمنع وصول البلطجية لهم ودفع إيجار للحكومة كما تشاء، وأكد أنه إذا لم يكن هناك رخص أو توثيق لحق الباعة سيأتي محافظ أخر ويطردهم أو ينقلهم مكان أخر فيجب ضمان حقهم. وأشار أن الدولة إذا سلمتهم حديقة الأزبكية سيجهزونها على نفقتهم الخاصة ويدفعوا للحكومة إيجار نص مليون جنيه شهريا، مؤكدا أنه إذا تم تجاهل مطالبهم سيعتصمون بسلمية تامة للدفاع عن حقوقهم. أما عن شارع الألفي فقد خلى تماما من البائعين إنتظارا لمشروع الحكومة وقد بدأت الحكومة بالفعل بتقسيم المناطق هناك لنقل البائعين لها و في الشريفين وفي عابدين خلى أيضا من الباعة على عكس منطقة رمسيس التي لم تطولها حملات القضاء على الإشغالات فقال رأفت أن كل ما يريده هو أكل لقمة العيش، وأشار أنه لم يتم إخباره بموضوع السوق اليوم الواحد بعد ولم يعرفوا إلا عن طريق الصحف، وإذا وصل لهم فهم يطلبون أن يكون أسواق في مكان واحد وثابت ويفضلون أن تتركهم الحكومة في أماكنهم مع تنظيم لعملية البيع. وأشار أن الحي أخذ صورة البطاقة من بعض البائعين لتوفير أكشاك لهم وأشار أن البائعين لا يقومون بأي مخالفات وأنهم على إستعداد بتأجير مناطق من الحكومة ليكون لهم مكان ثابت. وقال السحيمي محمد حسن أن الحل هو توفير أسواق قريبة من رمسيس في موقف أحمد حلمي أو أسفل كوبري أكتوبر وليس بعيدا عن المكان، وأشار إلى عدم وصول أي تنبيهات لهم بشأن الحملة وتم إعلامهم من خلال الصحف فقط.