كتب - وائل الغول وهاني عبد الراضي بودار أزمة جديدة بين القوى اليسارية تسببت فيها تظاهرات 24 اغسطس او ما سمي بمليونية اسقاط الاخوان, حيث انقسم اليسار بين رافض لتلك المليونية وبين داعي ومشارك بها, كان حزب التحالف الشعبى الاشتراكى وحركة الاشتراكيين الثوريين ابرز من عارض تلك التظاهرات بل واعلنوا عن رفضهما لمطالب تلك المليونية, وعلى جانب آخر كان حزب التجمع واتحاد الشباب الاشتراكي ابرز من دعا لتلك المليونية وايدا وشاركا بها بقوة, وابرزت هذه المظاهرات الخلاف الذي كان واضحا طوال الفترة السابقة بين الفريقين ففريق كان يرى ضرورة اعطاء الفرصة للاخوان والرئيس المنتخب وفريق يرى في الاخوان عدو الدولة المدنية المصرية. وفي ذلك السياق صرح سيد عبدالعال أمين عام حزب التجمع أن من رفضوا النزول فى تظاهرات 24 اغسطس بل وهجومهم على من شارك فى فاعليات الامس ادعوا ان الرئيس محمد مرسى منتخب ولديه شرعية الصندوق, مضيفا بان هولاء لديهم ارتباك في تحليل الوضع من حيث كون الإخوان حليف حالي او محتمل أو خصم سياسي فهم يرون أن الإخوان حليف محتمل ونحن نرى انهم خصم سياسي. واستطرد عبد العال قائلا: "هذا لا يجعل بيننا عداء فالإخوان جاءوا لتنفيذ ما عجز عنه الحزب الوطني من قمع للصحافة والمعارضين, مشدداً على ان جماعة الاخوان المسلمين مازالوا يسيروا على نفس النهج الاقتصادي للوطني المنحل ويقترضون من الخارج دون النظر لفرص النمو في الداخل. واستبعد عبد العال ان تكون احداث الأمس بداية الفرقة والخلاف بين قوى اليسار لانه من الممكن ان يكون هناك مراجعات فكرية لرافضي دعوات 24 اغسطس لكى يعودوا إلى خندق معارضة الإخوان، على حد قوله. كما قال أحمد مجدي القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي ان هناك مجموعة من اليساريين بدأوا ينحرفوا باتجاه اليمين الراديكالي منهم من يرى ان الاخوان فصيل وطني. واضاف مجدى بان ذلك التيار لا يرى أبدا الدعم الامريكى الواضح لهم من أجل القضاء على الثورة واحتوائها واكمال سياسات الافقار والتدخل فى الشأن الداخلى بل انهم يتطرفون في التعاطف مع الإخوان إلى حد التعامل معهم برفاقية، في حين تأتي تصرفات الإخوان بعكس ذلك وكذلك احتجازهم للقيادي بحزب التحالف الشعبى الاشتراكي ابو العز الحريري. واوضح مجدي ان اخر تلك الادعاءات كان من احد قيادات الإخوان بأن اليسار ممول من الخارج ويحتقر الدين وفوضويين واناركيين وما إلى ذلك، واستطرد مجدي قائلا "في المقابل نجد الاشتراكيين الثوريين يدعمون مرسى في الانتخابات الرئاسية وعبد الغفار شكر ينتقد التظاهرات ضد الرئيس المنتخب". وعلى جانب آخر صرح عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكى بانه يرفض الرد على اتهامات اتحاد الشباب الاشتراكى لشخصه. واضاف شكر بانه يحترم الاختلاف فى الرأي فى حدود اللياقة والأدب, فالرأي يرد عليه بالرأى بدون تعرض للشخص او تجريحه. ونوه شكر الى انه يرفض ما يشاع عن ان تظاهرات 24 اغسطس قد تسببت فى احداث انشقاقات داخل التيار اليساري فالديمقراطية تتطلب الاختلاف فى الرأى, موضحا انه لم ينتقد موقف التجمع او اتحاد الشباب الاشتراكى من المشاركة فى تظاهرات 24 اغسطس فمن حقهم المشاركة ومن حقى رفض المشاركة. واكد شكر على ان موقف اليسار تجاه جماعة الاخوان المسلمين واضح فكل تيارات اليسار ترفض ان يكون الاخوان خارج نطاق القانون ولكن الاختلاف فى آلية التنفيذ فهو يرى ضرورة تحويل الاخوان الى جماعة اهلية تقتصر على الدعوة فقط ولا تتدخل فى الحياة السياسية وتخضع حساباتهم لرقابة الجهاز المركزي للمحاسبات بينما يرى آخرون ضرورة حل الجماعة، مشددا على انه لا يوجد خلاف جوهرى فى موقف اليسار فى ذلك السياق. ومن جانبها قالت مهينور المصري القيادية بحركة الاشتراكيين الثوريين انها تحترم رؤية اتحاد الشباب الاشتراكي وترى انه لا يوجد خلاف جوهرى بين رؤيتهم ورؤية الاشتراكيين الثوريين. واضافت مهينور بان الاشتراكيين الثوريين لا ينتقدوا جماعة الاخوان المسلمين كفاشية دينية ولكنهم دائما ما ينتقدوا سياسات الجماعة الاقتصادية الاقرب الى النيوليبرالية والتى تسعى الى مزيد من الخصخصة و سياسات الانفتاح التى تصب فى صالح الاغنياء ضد الفقراء. واشارت مهينور بان مواقف الحركة واضحة ضد سعي الجماعة لقمع الحريات وهو ما حدث فى قضية اسلام عفيفى رئيس تحرير الدستور والذى اكدت خلاله الحركة على رفضها تلك الممارسات من قبل الاخوان. ونوهت مهينور الى ان الاخوان وقفوا الى جانب الحركة كتف الى كتف ضد مبارك قبل الثورة, ولكن الحركة انتقدت مواقفهم عند وصولهم للسلطة, موضحه ان عدم مشاركة الحركة في تظاهرات 24 اغسطس قد جاء بسبب عدم وجود مطالب محددة لتظاهرات ذلك اليوم بالاضافة الى ان جزء من الداعين للفاعلية من داعمي المجلس العسكري ومن اركان النظام السابق. وشددت مهينور على ان مطالبة الاشتراكيين الثوريين بصلاحيات مرسي الكاملة حتى يتاح لمعارضيه انتقاده ومحاسبته, نافية ان يكون هناك اى انقسام بين القوى اليسارية بسبب تظاهرات 24 اغسطس.