أعرب ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان عن انزعاجه إزاء الإجراءات التي صدرت مؤخرا ونالت كثيرا من حرية الصحافة و الإعلام، وخالفت كافة المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية، وانتقصت كثيرا من قيمة حرية الصحافة والإعلام باعتبارها مقياسا لديمقراطية الأنظمة السياسية، فضلا عن كونها مؤشرا ذو دلالة قوية ويؤكد جدية المخاوف من الانقضاض علي الحريات العامة نتيجة وصول الاسلامين لمقاعد السلطة في مصر. وأشارت المؤسسة في بيان لها اليوم أن حرية الرأي والتعبير تمثل أحد أهم الآليات في دعم وبناء النسق الديمقراطي داخل أي مجتمع ولا يمكن الحديث عن هذه الحرية دون التعرض لحرية الصحافة باعتبارها الاستحقاق الأكثر اشتمالا لحرية الرأي والتعبير والصورة الأمثل لممارستها بما تحتويه من نشر للأنباء والآراء والأفكار وما تتيحه من تداول للمعلومات وتمكين الأفراد من الإطلاع عليها . وأضافت المؤسسة أن حكومة الرئيس مرسي قد أخذت علي عاتقها ارتكاب كافة الانتهاكات لحرية الصحافة ،وفي أقل من أسبوع قامت بمصادرة صحيفة و منع كاتبين من نشر مقالاتهما و غلق قناة فضائية، كما تم الاعتداء على أحد أعضاء الجماعة الصحفية. وأوضحت المؤسسة أن مصادرة جريدة الدستور، بعد أن قامت الأجهزة الرقابية بوزارة الداخلية بالتوجه فجر السبت 11 أغسطس، إلى مطابع جريدة الجمهورية وطلبت أصل صفحات جريدة الدستور «الزنكات» بعد طباعتها بساعات قليلة بعدما ورد إليها معلومات عن قيام الجريدة بنشر مواد صحفية تمس شخص رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي وتتناوله بقدر من الإساءة والإهانة، الا أن المسؤلون عن الطباعة رفضوا اعطائهم الزنكات ، لعدم حصولهم على إذن من النيابة العامة وقد توجهوا بعدها لجميع بائعي الصحف في منطقة وسط البلد وسحبوا عدد الجريدة قبل توزيعه. وأعربت المؤسسة أن ثانيها منع مقال ثروت الخرباوي حيث قامت صحيفة الأهرام بمنع مقال للكاتب والمحامى ثروت الخرباوى عن الدولة المدنية في الاسلام من النشر تحت عنوان "ليت الذين يحكموننا يفهمون" وذلك دون إبداء أى أسباب. أما ثالثهما كان اقتحام مكتب عبلة الرويني في أخبار الادب ومنع مقالها في الأخبار، حيث قالت الكاتبة الصحفية عبلة الروينى، رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب، أنها فوجئت ظهر أمس الأول ، عقب دخولها لمكتبها بمقر الجريدة بأن المكتب قد تم اقتحامه من قبل رئيس التحرير المزمع تعيينه من قبل مجلس الشورى، ذي الأغلبية الإخوانية، برغم أنها لم تقم بعد بإخلاء طرفها من الجريدة، وأن المكتب يحتوي على العديد من المحتويات الشخصية التى لا يجوز لأحد أن يطلع عليها أو يحتل مكتبها من دون إذنها. وكان عدد الجمعة من جريدة "الأخبار" اليومية قد صدر من دون مقال الكاتبة عبلة الروينى بسبب اعتراضها على حذف كلمة "أخونة الصحافة" فى إشارة منها إلى حركة التغييرات الصحافية التى أجراها مجلس الشورى الأسبوع الماضي وكان من نتائجها إبعاد "الرويني" عن رئاسة تحرير جريدة أخبار الأدب وهو المنصب الذى تتولاه منذ ما يقرب من عام ونصف، وأختتمت التجاوزرات بإغلاق قناة الفراعين و الاعتداء علي خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع. وأكدت المؤسسة أن تلك الوقائع تمثل جملة من الانتهاكات لحرية الصحافة و الرأي و التعبير المؤكدة و المحمية بالعديد من المواثيق الدولية و التشريعات الوطنية بداية من نص المادة 11 من الاعلان الفرنسي لحقوق الانسان والمواطن الصادر عام 1789 و المادة 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان و أيضا المادة 19 من العهد الدولي للحقوق المدنية و السياسية ، كما لم تخلو تقريبا أية وثيقة دولية من التأكيد و الالتزام بحرية الرأي و التعبير .