بعد مرورها بليلة ساخنة شهدت خلالها أول عملية عسكرية من نوعها في سيناء عاد الهدوء الحذر ليسود أنحاء قرية " التومة " الواقعة جنوبي مدينة الشيخ زويد بشمال سيناء. وخلال جولة لمراسل" الوادي" بقرية "التومة" تفقد خلالها أنحاء القرية المتواضعة، حيث ساد الهدوء والصمت كافة جوانب القرية واختفى المواطنون داخل منازلهم ، فيما بدت الشوارع خالية تماما من المارة باستثناء المقر الحكومي لدار شروق الذي كان يجلس أمامه عدد من الموظفين يترقبون خطا العابرين ويتفرسون ملامح الغرباء الذين يقصدون قريتهم. فيما لا توجد أي ملامح عسكرية بأنحاء قرية "التومة" باستثناء آثار عجلات الآليات العسكرية التي مرت على طريقها الوحيد المعبد الذي يشق قلبها منتهيا بتجمعات "الدهاشين وقرى أبو لفيته وانتهاء بأبو العراج"، دون وجود أي أثر يشير بان هده المنطقة قد شهدت عملية عسكرية فجر اليوم بمشاركة المدرعات والطائرات العسكرية المقاتلة. شهود العيان من أبناء تلك المناطق وخاصة قرية " التومة" رفضوا مجرد الحديث عن العملية العسكرية ، إلا أن احد المواطنين رفض ذكر اسمه قال" كل ما نشر عن وقوع قتلى من العناصر المتطرفة مجرد محض خيال ، ونفى أن يكون ذلك قد حدث". قال " لمادا لم تكشف قوات الجيش عن الجثث التي قتل أصحابها فجر اليوم حسب ادعاءات المصدر العسكري بالجيش الثاني الميداني ، ووصف العملية العسكرية بأنها "فاشلة" ولم تحقق أي هدف من أهدافها". وقد رصد مراسل " الوادي " خلال جولته الميدانية بمنطقة " الجورة والشيخ زويد" تواجد امني شديد وهناك تشديدات امنية على كافة الكمائن المنتشرة على طول الطريق الدولي العريش – الشيخ زويد وخاصة كمين الريسة المتواجد على مدخل مدينة العريش الغربي حيث يتم توقيف السيارات والمارة ويتم الكشف على هوياتهم الثبوتية. وعادت شبكات الاتصالات الخاصة بالهواتف المحمولة إلى العمل وكذا شبكات الانترنت بعد أن أوقفتها السلطات بأنحاء شمال سيناء خلال العملية العسكرية مند الساعة الثالثة والنصف فجرا وحتى الساعة الثامنة صباحا. وكان مسؤول عسكري بالجيش الثاني الميداني قد أكد للصحفيين أن العملية العسكرية التي شنها الجيش على منطقة التومة قد أوقعت أكثر من 20 قتيلا في صفوف العناصر الإرهابية. هدا وقد تم فتح كافة الطرق المؤدية إلى مدينة العريش من جهة الشرق حيث الاتجاه إلى المدن الحدودية " الشيخ زويد ورفح" وتشهد مدينة العريش عاصمة شمال سيناء حركة مرورية انسيابية في كافة الشوارع ويمارس المواطنون حياتهم بشكل طبيعي.