في الوقت الذي تحدت فيه الصحف الإسرئيلية عن تطوير نظام القبة الحديدية وعن تحول غزة إلي معقل الأرهاب هاجم "كلب" إسرائيلي أحد المواطنين الإسرائيليين مما تسبب في اصابته بجروح ، وتطرقت الصحف أيضا إلي عدم نية المقاومة الفلسطينية إصابة المزيد من الجرحي الإسرائيليين إلا أن هناك سعي للبحث عن "توازن الرعب فقط" ، كما عبر قادة فلسطينيون أملهم في نجاح التهدئة التي تم التوصل إليها بجهود مصرية إلا أنهم حذروا من وجود نوايا واضحة لدى إسرائيل باشعال حرب اقليمية صغيرة لتغطيمن جهة ، على انتهاكاتها في الأراضي الفلسطيني ، ولتقوم بانجاز الفصل التام بين قطاع غزة والضفة وليصبح القطاع جزءا من مصر من جهة ثانية. في إطار ذلك ، ذكرت صحيفة " الايام " الفلسطينية ان احد المتظاهرين الفلسطنين قد اصيب بجروح أمس، بعدما هاجمه "كلب" تابع للجيش الاسرائيلي خلال تجمع مناهض للاستيطان في قرية كفر قدوم الفلسطينية قرب نابلس بالضفة الغربية. وقالت متحدثة عسكرية اسرائيلية إن "نحو مئة فلسطيني كانوا يرشقون قوات الأمن بالحجارة فردت عليهم بوسائل مكافحة الشغب ، هذا فيما اعتقل فلسطيني لمهاجمته جندياً اسرائيلياً هذا وقد هاجم كلب" اسرائيلي " فلسطينياً آخر". وأضافت أن الشاب الذي هاجمه الكلب "أصيب بجروح طفيفة وتولى الطاقم الطبي في الجيش معالجته. لم يكن ضرورياً نقله الى مستشفى". وأفاد شهود وبيان للناشط المناهض للاستيطان جوناثان بولاك ان الجريح الذي اسمه احمد شاكر قام الكلب بعضه في ذراعه "رافضاً تركها رغم وصول مدربه الى المكان وتدخله" وفي الجانب الاخر كشف مسؤول عسكري كبير في حركة الجهاد الإسلامي أن حركته تمتلك آلاف الصواريخ وأنها قادرة على استهداف مدن في العمق الاسرائيلي في حال قامت اسرائيل بعمليات اغتيال جديدة في قطاع غزة. وقال "أبو إبراهيم" أحد أبرز قادة سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد في مقابلة لوكالة فرانس برس "إذا استهدف الاحتلال أي قيادي من أي فصيل فلسطيني أو أي مدني سترد "السرايا" بقوة وستوسع دائرة الرد ، وأضاف ان "العدو يدرك الى أي مدى تصل صواريخ السرايا". وأكد المسؤول العسكري نفسه ان قدرات حركته العسكرية "زادت تطوراً كماً ونوعاً" موضحاً ان الحركة تمتلك "آلاف الصواريخ". وأشار الى ان هذه الصواريخ تتمتع "بدقة كبيرة بفضل السلاح المتطور" الذي حصلت عليه السرايا مستغلة "بعض التسهيلات بسبب الثورات وخصوصاً سقوط النظام المصري". وتفيد مصادر قريبة من الفصائل الفلسطينية في غزة أن هذه الفصائل "ومنها سرايا القدس تمتلك عدداً من الصواريخ من نوع فجر-3 وفجر-5 يصل مداها الى ستين كلم وحتى 110 كلم". وأشارت المصادر نفسها الى انه بعد "إطلاق صاروخ سام-7 على مروحية في آب الماضي غابت المروحيات عن الجو في المعركة الأخيرة". وألمح المسؤول العسكري في سرايا القدس الى ان حركته لديها ما يمكن ان يجبر الطائرات المروحية على الامتناع عن التحليق في أجواء غزة، لكنه رفض تأكيد امتلاكها صواريخ مضادة للمروحيات الهجومية. من جهة أخرى، قال المسؤول نفسه ان "غزة تحملت حرباً شرسة (نهاية (2008- بداية 2009) ولن تنكسر والمقاومة تستطيع الدفاع عن نفسها وشعبها"، مؤكداً ان حركته استفادت من "التجربة والخسائر استطاعت دعم وتطوير وحدتها الصاروخية بصواريخ بعيدة المدى". وأضاف أبو إبراهيم الذي كان يرد على سؤال عن الرد الاسرائيلي المحتمل في حال إطلاق صواريخ على مدن اسرائيلية انه "في حال تطور العدوان ممكن ان تستخدم صواريخ تصل المدن ما بعد بعد اسدود" التي تبعد نحو 35 كلم عن غزة ونحو 30 كلم عن تل ابيب. وتابع "لكل معركة ظروفها ، فقد نستخدم صواريخ محلية او هاون او عبوات موجهة حسب حجم العدوان". وأوضح ان سرايا القدس قامت "بتعديل إحداثيات الصواريخ" للإفلات من نظام الاعتراض الاسرائيلي المعروف بالقبة الحديدية الذي أسقط عشرات الصواريخ. وتابع ان السرايا تستخدم "70 بالمئة من الصواريخ المصنعة محلياً في وحدة الهندسة الخاصة بسرايا القدس والآن لدينا صواريخ موجهة ودقيقة توازي صواريخ غراد تم استخدامها في الرد على العدوان الأخير واعتقد الاحتلال أنها غراد". وكانت اسرائيل شنت سلسلة غارات خلال أربعة أيام على قطاع غزة أسفرت عن سقوط 25 قتيلاً بينما أطلقت سرايا القدس اكثر من مئتي صاروخ على اسرائيل، قبل التوصل الى تهدئة فجر الثلاثاء بوساطة مصر. وعبر المسؤول العسكري في سرايا القدس عن اعتزازه "بتوازن الرعب" الذي حققته حركته مع اسرائيل في جولة العنف الأخيرة. وقال "لا نسعى لإيقاع قتلى اسرائيليين من صواريخنا ، نحن نبحث عن توازن الرعب فقط ، رسالة الرعب أهم لدينا من القتل: ان يبقى مليون ونصف المليون في الملاجئ ونسمع استغاثاتهم انهم يتوجعون مثل شعبنا". وأوضح ان سرايا القدس ردت في التصعيد الأخير ثأراً "لاغتيال زهير القيسي" أمين عام لجان المقاومة الشعبية التي تعتبر حليفاً لحركته. وقال "لم ننتصر على أقوى رابع جيش في العالم لكن الهزيمة أقر بها العدو فهو لأول مرة يتعهد" للوسيط لمصري "بوقف الاغتيالات بعدما كان في السابق تهدئة مقابل تهدئة". وأضاف "لا نثق بالاحتلال وندرك انه لا يلتزم لكننا سنفاجئ الاحتلال اذا ارتكب حماقة بتوسيع دائرة الرد". وحول عدد عناصر السرايا، قال انه "بالآلاف ولدينا سرايا ومجموعات عسكرية وعناصر مجهزة ومدربة بالتدريبات المتطورة جدا ولديها الاحتياطات الأمنية اللازمة لإدراكنا بغدر العدو". واكد ان حزب الله اللبناني "داعم أساسي" لحركته خصوصاً "بتسهيل التدريبات للمجاهدين". كما اعترف بالدعم الإيراني "الكبير" لحركته. وقال ان "إيران هي الداعم الأوحد في بعض المراحل خاصة لأسر الشهداء والجرحى وجمعيات خيرية تابعة للفصائل بما فيها الجهاد"، مؤكدا أن "الأحداث في سورية لم تؤثر على علاقتنا او الدعم من إيران". لكنه نفى حصول حركته على أسلحة إيرانية، قائلا ان "العدو يعرف الأسلحة التي نملكها ومنها صواريخ روسية". كما نفى وجود "اي تنسيق مع جهات او مجموعات في الخارج سواء في سيناء (بمصر) او غيرها". وحول تكهنات باحتمال شن هجوم عسكري على إيران، قال ان "إيران ليست بحاجة لنا ولا لغيرنا. انها بلد قوي عسكرياً ونستبعد ضربها عسكرياً بسبب الظروف الإقليمية". وأضاف ان "معركتنا الأساسية في فلسطين ، لكن اذا ضرب العدو الصهيوني إيرانوغزة معاً فسنرد بقوة". وقد كشفت صحيفة "الكرامة " في تصريحات أعرب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبد ربه عن أمله في نجاح التهدئة التي تم التوصل إليها بجهود مصرية لكنه حذر من وجود نوايا واضحة لدى إسرائيل باشعال حرب اقليمية صغيرة لتغطي، من جهة ، على انتهاكاتها في الأراضي الفلسطيني ة، ولتقوم بانجاز الفصل التام بين قطاع غزة والضفة وليصبح القطاع جزءا من مصر، من جهة ثانية. وقال عبد ربه ل "صوت فلسطين" إن الأشقاء في مصر يعرفون ما هي أهداف ونوايا الحكومة الاسرائيلية ، في إشعال حرب إقليمية للتغية على جرائمها ، لذلك سارعوا من أجل وقف فعلي لاطلاق النار ووقف الاغتيالات والعدوان الاسرائيلي. وأكد أنه إذا وعى الجميع ماذا يريد نتنياهو وحكومته يمكن الوصول إلى تهدئة تستطيع أن تصمد فيما تتحمل إسرائيل المسؤولية في حال انهيارها بكل ما لذلك من تبعات على الوضع في المنطقة هم يعرفونها جيدا، قاصدا الاسرائيليين. وفي الشأن الداخلي، قال عبد ربه إنه لم يعد يصدق، ولا للحظة واحدة، أن قيادة حماس تريد المصالحة. وأكد أنه إذا لم يحدث هناك ضغط شعبي فلن تتم المصالحة وسيدفن اتفاق الدوحة وسيلحق بما سبقه. وقال عبد ربه إن سلوك حماس يوضح أنها لا تريد مصالحة، ولا انتخابات، ولا إعادة توحيد المؤسسات الفلسطينية، مضيفا "إنهم يريدون دولة في قطاع غزة يحكمونها لوحدهم وعلى طريقتهم.. وينتهي ذلك بمأساة، وهذا ما تريده إسرائيل، وهو فصل القطاع عن الضفة".