كتب - أمين أبوعقيل ومرفت الشيخ ومنار سالم ومصطفى دراز طراز معماري نادر وقصر تاريخي في ضاحية المرج مقام علي مساحة 16 فدان، كانت تقيم فيه الاميرة نعمة مختار عمة الملك فاروق، وأخت الملك فؤاد تحول إلى أطلال نالتها يد العبث والإهمال ليصبح وكراً للمسلحين وتجار المخدرات وقطاع الطرق واللصوص والكلاب الضالة، رغم تقرير اللجنة الدائمة الذي ينص فيه بند رقم 2 من قانون حماية الآثار رقم 117 لسنة 83 على أن أي مبني متميز سواء كان معمارياً أو فنياً أو يمثل مبنى لشخصية تاريخية ويستحق أن يدرج أثراً يتم تسجيله ضمن المباني الأثرية. "الوادي" إستطاعت الدخول إلى ذلك القصر الممتليء بالأنفاق والدهاليزعلي مدار يومين، في اليوم الأول استطعنا الدخول للقصر من خلال سور متهالك وليس من خلال بوابة من الثلاثة بوابات التي تؤدي الى داخل القصر، تحتل البوابة الرئيسية فيهم الحجم الاكبر في منتصف القصر تقريبا حيث وضع لافتة على البوابة الصغيرة الملتصقة بالرئيسية كتب عليها الشركة العامة للانتاج والخدمات الزراعية بمحافظة القاهرة "حديقة الشيخ منصور" ملك الشركة العامة للانتاج والخدمات الزراعية ويحيط بالسورعشش تعيش بها بعض الاسر الفقيرة، كذلك أصبح جراج للسيارات تشرف عليه البلطجية، ومقهى يشرف عليه عدداً من البلطجية، وقد اقتطع جزء من أرض القصر بني عليها مجمع للمدارس شمل سبع مدارس تم بنائها عام 2006. داخل سور القصر حديقة يشرف البعض علي زراعة أشجار المانجو بها أوقفونا في البداية حتي عرفوا هويتنا ليخبرونا أننا يمكنا ان نقوم بتصوير ما نريده وإذا احتجنا العون يمكنا الذهاب إلى حارس القصر الذي يسمي "عودة" لانه أقدم منهم بالقصر ويعرف دهاليزه كلها، توجهنا إلى "عودة" الذي أعطانا تليفون أحد مهندسي الشركة الذي أخبرنا بدورة إلى أننا يجب أن نقابله في البداية حتي يمنحنا ترخيص بالتصوير. وخلال حديثنا مع الحارس أخبرنا أن مباني القصر تتبع لوزارة الثقافة أما الاراضي فتتبع الشركة القابضة للخدمات الزراعية وأنه يعمل بالقصر منذ 30 سنوات وقبل ذلك كان يسكن بالمنطقة وعاصر الاميره "نعمة"، فيما أكد لنا أحد الموجودين بالقصر من زارعي المانجو انه يمكنه ان يقدم لنا العون وبالفعل أخذنا إلى القصر من الداخل في سرية تامة دون علم الحارس حيث دخلنا إلى القصر من خلال بلكونة تؤدي الي البهو الذي يحتوي علي نقوش ورسومات ملونة تحتفظ بجمالها رغم ما طاله القصر من تخريب، ويحيط بالبهو 6 غرف، احتوت أكبر غرفة فيه على حمام به بانيو للاستحمام "وتواليت افرنجي يماثل الانواع الحديثة "، كذلك يجاور الحمامات مطبخين بهم حوضين ورخامة، وكانت الارض من الباركيه. وأيضا هناك غرفة كبيرة خارج القصر كانت تستخدم كجراج لسيارات الاميرة ولصيانتها. دخلنا الى الدور الثاني عن طريق صعودنا السلالم لنجد بهو متسع ذات سطح متهالك ومحروق حيث نشب حريق بالقصر منذ عام تقريبا، ولا يحيط بهذا البهو أي غرف بل برجان للمراقبة احدهما عن اليمين والاخر عن اليسار. وفي البدروم الذي يحتوي العديد من الغرف التي لم نستطيع حصرها نتيجة الظلام الدامس، يوجد بالبدروم نفق أخبرنا الشخص الذي ساعدنا للدخول أنه كان مخصص لدخول وخروج الخدم وانه يمتد إلى العزبة المجاورة للمرج الجديدة، واتفق معنا هذا الشخص انه سيساعدنا في دخول النفق بشرط ذهابنا اليه في السادسة صباح اليوم التالي . بالفعل ذهبنا في الوقت المحدد إلى القصر لنجد شخص يعتلي برج المراقبة وما أن رآنا حتي أخبر زملاؤه لنفاجيء بخمسة أشخاص بإستقبالنا ثلاثة منهم يحملون السلاح الآلي وتم إتهامنا بأننا لصوص بل واختفي الشخص الذي اتفقنا معه على الموعد. بعد تفاوض دام حوالي ربع ساعة تم اقناع المسلحون بإننا جئنا لمساعدتهم ووافقوا على دخولنا القصر وقاموا بمساعدتنا لدخول القصر، بعدما اخبرونا بإن مهنة الزراعة التي يمارسوها في حديقة القصر هي المهنة الوحيدة التي لديهم. وبعد إقناعهم بإننا جئنا لمساعدتهم، واثناء تفاوضنا معهم كانو يتعاطون المخدرات التي كانت رائحتها تملأ المكان. أصطحبنا أحد الاشخاص إلى النفق أو بدروم القصر الذي يمتد إلى المرج، ويحتوي هذا النفق علي العديد من الغرف علي الجانبين وبه غرفة تسمي "المشنقة" أخبرنا أحد الاشخاص الموجودين هناك أن الاميرة كانت تستخدمها لاعدام الناس بها – على حد قوله - . علي بعد 25 متر تقريبا من دخولنا النفق قمنا بالعوده مرة اخرى بسبب اختناقنا وظلام النفق، وخرجنا من القصر. وقمنا بالتحدث مع الاشخاص الذين يسكنون بجوار القصر. وقد إلتقينا ببعض سكان المنطقة المحيطة بالقصر حيث أكد لنا أحمد فتحي أن القصر الذي كانت تملكه الاميرة نعمة عمة الملك فاروق الذي يقع بمنطقة المرج كانت تأتي له للاستجمام لان المنطقة في ذلك الوقت كانت ريفية وقد تحول الان إلى قصر مهجور ومرتع للبلطجية والمدمنين وقطاع الطرق الذين يستخدموه للحماية، حتي أصبح السكان يخافون من السير بجوار القصر خاصة في المنطقة الخلفية منه. وأكد ان مساحة القصر واسعة يمكن استغلالها لإفادة سكان المنطقة حيث يمكن إقامة مستشفي أو قصر ثقافة لخدمة اهالي المنطقة. كما قابلنا صلاح عبد الفتاح الذي ولد عام 1934 "أقدم ساكن في المنطقة" والذي عاصر الاميرة نعمة وكان يسكن بالمنطقة المجاورة للقصر وعن ذكرياته عن القصر قال أن الاميرة نعمت قامت بدعوة الملك فاروق ابن أخيها عام 1947 الذي ذهب للصلاة في جامع الاشرف بمنطقة الخانكة وأنهم ذهبوا لاستقباله وكان معه ابنائها إسماعيل بك، وعلاء الدين وابن وزير الحربية التركي الذي كان صديقا لهم. وأضاف عبد الفتاح ان إسماعيل ابن الاميرة نعمة كان لديه مصنع للطوب الابيض والرمل حيث كان يأتي يالطوب والرمل من الجبل، وكان "علاء الدين" عندما كان يخرج للشارع كان يجر وراءه العديد من الكلاب ويضرب الناس، وأن أحد اقرباءه والذي كان يدعي البرنس كمال يوسف كان يعيش في منطقة المطرية كان يقوم بدهس الناس وقتلهم تحت رجليه ثم يلقي كارت عليه ويكتب فيه أن يدفن هذا الشخص. وأوضح "عبد الفتاح" أنهم لم يتخلصوا من ذلك الاستعباد الا في عهد جمال عبد الناصر الذي لن ياتي مثله. ويقول عماد أحمد من السكان الذي يعيش هناك منذ 1986 أن القصر يأتيه العديد من البلطجية وقطاع الطرق من أماكن مختلفة منها العزبة البيضاء حيث يستخدموه كوكر لهم، ويقومون بإختطاف السيدات كما يقوم السكان بإلقاء القمامة فيه، مشيراً الى أن المقاهي والعشش المجاورة للقصر تستخدم في شرب المخدرات والحشيش، كذلك استخدام المساحة المجاورة للسور كجراجات يتلقي عليها البلطجية اموالا تصل الي 70 جنيه بالشهر. وأضافت عزيزة جمال انها تعيش في المنطقة منذ عشرين عاما ومنذ ذلك الوقت وهناك العديد من المشاكل المرتبطة بالقصر منها العديد من الصراخ وضرب النار التي دائما ما تكون ليلا مما يجعلهم يخافون النزول ليلا خاصة مع زيادة حالات اختطاف النساء وسرقة مجوهراتهم فيه. وقال خالد عكاشة ان القصر لم يكن به كل تلك المشكلات بل كان البعض يزرعون به الفواكة ويقومون ببيعها حتي أتى عاطف عبيد رئيس الزوراء السابق فتم خصخصة وبيع القصر ليتحول لوكر للمخدرات، وأكد عكاشة انهم تقدموا ببلاغات للحي وغيره لكن دائما ما يؤكدوا انهم سيتخذوا الاجراءات اللازمة دون جدوي.