الوضع بات شائكا بين اتحاد كتاب مصر ورئاسة الجمهورية، فالاتحاد يتهم الرئاسة بتدخل جماعة الإخوان في أعمالها، بل وتصفية الحسابات مع الخصوم، ودليل الاتحاد على ذلك إنه لأكثر من مرة يتم تجاهل اتحاد الكتاب الممثل النقابي الوحيد للكتاب المصريين في لقاءات بالرئيس محمد مرسي بممثلي الاتحادات والنقابات المهنية، وقد صدر منذ قليل بيانا غاضبا من اتحاد كتاب مصر موجها لرئاسة الجمهورية، وقد جاء في البيان: "للمرة الثانية على التوالي يقوم الإخوان المسلمون باستبعاد اتحاد الكتاب، الممثل لأدباء ومثقفي مصر، هذه المرة من اجتماع رئيس الجمهورية مع رؤساء النقابات المهنية. فقد تم توجيه الدعوة لاتحاد النقابات المهنية الذي يضم 24 نقابة مهنية من بينهم اتحاد الكتاب، لكن الدعوة لم توجه للاتحاد.. ويأتي هذا الاستبعاد استمرارًا لسياسة الإخوان المسلمين التي تناصب الأدباء والمفكرين والمثقفين العداء، وتحاول إقصاءهم باستمرار، حيث كانت المرة الأولى حين استبعد اتحاد الكتاب من تشكيل اللجنة التأسيسية للدستور، الأولى والثانية، بعد أن طلبت رئاسة مجلس الشعب آنذاك من النقابات والاتحادات تقديم مرشحيها للجنة، فتقدم الاتحاد بقائمة تضم عشرة من أكبر الأدباء في مصر والوطن العربي، لكن تم استبعادهم جميعًا ولم يؤخذ أي ممثل لاتحاد كتاب مصر سواء في الأعضاء الأساسيين للجنة أو الاحتياطيين.." ويستمر البيان في رصد الخلل الحادث في علاقة الإخوان وبالاتحاد والتي تسببت كما جاء في البيان في تجاهل دعوة الاتحاد بمرسي : "إن استبعاد الاتحاد من الاجتماع المخصص للنقابات المهنية مع رئيس الجمهورية، إنما يؤكد العداء المنهجي للإخوان ضد الثقافة والمثقفين.. وينبه الأدباء والكتاب أعضاء اتحاد كتاب مصر، إلى أن تلك بادرة لم نكن نتمناها من رئيس الجمهورية إذ تعتبر نكوصًا عما أكده في أكثر من مناسبة، بأنه سيعمل لصالح جميع فئات الشعب بلا تفرقة، وألا يكون ملتزمًا بتوجهات الإخوان المسلمين وحدهم، أو معبرًا عن عداءاتهم ضد أيٍّ من فئات الشعب، وفي مقدمتها الأدباء والمفكرون والفنانون والمثقفون، فهؤلاء ضمير الأمة وعقلها المفكر، وهم الذين يشكلون وجدانها.." تلك كانت أهم النقاط التي تضمنها بيان اتحاد الكتاب الغاضب الذي تم توجهه لرئاسة الجمهورية، والذي يتهم جماعة الإخوان بالتدخل السافر في أعمال رئاسة الجمهورية، وتصفية الحسابات مع الخصوم، فهل سترد رئاسة الجمهورية على ذلك البيان ردا مقنعا للاتحاد ولمثقفي مصر؟ أما سوف تستمر سياسة التجاهل للمعارضين التي كان ينتهجها النظام السابق؟ الأيام القادمة هي التي ستجيب عن هذا السؤال المحوري..